طوبى ليارا عباس شهيدة المعركة ..!

تاريخ النشر: 01/06/13 | 8:00

يارا التي اكتب عنها هي ليست "يارا اللي جدايلها شقر " التي غنت لها فيروز ، وليست "يارا" ابنة صديقي الشاعر الشعبي تميم سعود الاسدي النصراوية ، وانما هي يارا عباس الصحفية السورية ومراسلة قناة "الاخبارية" السورية ، التي استشهدت وقتلت غدراً وغيلة برصاص عصابات الارهاب الظلامية الغوغائية ، عدوة الحرية والكلمة والحياة والمستقبل والفكر التحرري التقدمي الانساني ، خلال قيامها بواجبها المهني وتغطيتها لاحداث معركة القصير .

لقد قتلوا يارا بدم بارد بهدف اسكات واخراس صوت الحقيقة ، حيث انها كانت تغطي الاحداث وتنقل حقيقة ما يجري على ارض سورية النازفة دون كذب وتزييف وتلفيق .

قتلوها لانهم خشيوا دورها ، ولانها رفضت ان تكون صوتاً مدجناً مأجوراً ، واختارت الوقوف الى جانب النبض الحقيقي للشارع السوري ، في قلب المعركة وفي الخنادق والميادين ووسط المعارك الدامية تحت البنادق .

قتلوها لانها رفضت الخنوع والخضوع ، ورفضت ان تكون مطية ولعبة وورقة خاسرة في صف ودائرة اعداء الامة ، اعداء الوطن ، اعداء سورية ، اعداء المستقبل . ولانها رفضت بأن تكون المراة مسلوبة الارادة والحرية ومكانها المطبخ والفراش وماكنة للانجاب والتفريخ وعنوانا لصحف ومجلات الاثارة والجنس والتعري ونكاح الجهاد .

كانت يارا عباس صوتاً جريئاً شجاعاً متمرداً مسلحاً بالارادة القوية ،تحلت بشخصية قوية واعية واثقة ، وكانت تتحدث بطلاقة وبدون خوف او رهبة ، واختارت حباً وطواعية الميدان وساحة المعركة مكاناً لعملها الصحفي والاعلامي الى جانب صوت البنادق .

يارا شهيدة الوطن والحرية والحقيقة والاعلام الحر المقاوم ، وشهيدة الضمير والحق والأمل بالانتصار على قوى البغي والعمالة والظلام . وهي ليست الشهيدة الاولى ، ولن تكون بالطبع الاخيرة في معارك الدفاع عن الوطن السوري والارض السورية ، ومواجهة الارهاب الذي يستهدف سورية ، شعباً ووطنا وحضارة وتاريخاً وممانعة ومقاومة .

ويارا ليست الصحفية الاولى ايضاً ، التي سقطت قي معارك البطولة والشرف والكلمة ، فقد سبقتها الى درب الشهادة والموت الاعلامية الفلسطينية نعم فارس ، صاحبة الصوت الجميل الدافئ ، التي كانت تعمل في صوت الثورة الفلسطينية بلبنان ، وكانت تمد المقاتلين الفلسطينيين واللبنانيين بالصمود والتحدي والمعنويات وبث الثقة والتفاؤل والامل في نفوسهم ، واستشهدت خلال معارك بيروت الصمود في ثمانينيات من القرن الماضي. اضافة الى الصحفية العراقية اطوار بهجت السامرائية التي ذبحت في العام 2006 واثار منظر قتلها وذبحها الاشمئزاز والغضب الشعبي ، وغيرهن من صحفيات وصحفيين .

تخطىء قوى وجماعات الارهاب التكفيرية التي تنضوي تحت "جبهة النصرة" اذا كانت تعتقد وتظن ان اغتيال يارا عباس سيغيب ويسكت الحقيقة ، فزملائها الاعلاميين والصحفييين السوريين والعرب الشرفاء والاحرار باقون على عهدها وماضون في انتهاج طريقها ، طريق الصحافة الحرة المقاتلة الرافضة للكبت وتشويه الحقائق ، ولن يكونوا يوما سوطاً بايدي المتآمرين على سورية .

يارا عباس لن تنصفك الكلمات ، لانك اكبر من الكلام ، وطوبى لك فقد كنت وستظلين مثالاُ وقدوة في شجاعة القول والفكر والانتماء والالتزام والعمل الصحفي الحر النزيه والشريف، والى جنان الخلد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة