حماري يريد ان يغيرجلده..!!

لم أدخل على حماري، منذ ان أعلن تعاطفه مع داعش، وصرح على الملأ انه سيطير الى سوريا، لينضم الى صفوفها لو أخليت له الرسن، وانا في قطيعة معه، ذلك تحسبا لما قد يصدر عن عقله الذي لوث بمرض الداعشيه، فيذبحني وأكون أول أضحياته. ويدخل الجنة راكبا قاربه في بحر دمي!
ودخلت عليه اشفاقا مني عليه، بعد ان لاحقتني انات مرضه، وعصرت احاسيس قلبي.
وقبل ان “أطرح” السلام عليه، وأسأله عن صحته، رماني – كعادته – بكلمات لا ” يتقنها ” سوى جنسه من معشر الحمير:
– أريد ان أغير جلدي..!
– تغير جلدك..!!؟ أتريد ان تصبح أسدا!؟..أن…
– أنا أعرف ماذا تريد ان تقول:” الحمار حمار لو بين الخيول ربى!”
– ولكن..تذكر انني قلت لك، اني أريد ان أغير جلدي وليس جلدتي!!
– ولماذا..!!؟
– ألا يحق للحمير تغيير جلدها..!؟ انظر حولك.. الى جنسك من بني البشر.. ففي كل يوم يغيرون لون جلدهم ؟
– أتقصد جارنا الذي لبس ثوب الحمامة، استعدادا لأداء الحج!
– هذا الجار مثال لرجل بسيط.. انظر الى حكامنا كيف يتلونون، ويغيرون جلودهم، تبعا للون الطرق التي توصلهم الى كراسي السلطة. ويغيرونها من أجل جمع المال..!!
– ولكنك حتى الآن لم تجبني على سؤالي، لماذا تريد تغيير لون جلدك..!!
– أردت تغيير الجلد الذي لبسته “لداعش”!!
– وهل ستبقى عريانا بلا جلد!؟
– لا.. سألبس جلد بقرة..!!
– لماذا..!!؟
– الا ترى انه لم يعد لجنسكم حاجة للحمير بعد انتشار استعمال السيارات وغيرها من وسائل النقل!؟،فرمونا ولم يعد يهتم بنا أحد، وهانت عليهم خدمتنا لهم طوال آلاف السنين!!
– ولماذا جلد البقر بالذات..!!؟
– لأن البقرة حلوب – يا صاحبي – وجنسكم لا يصاحب ألا من يحلبهم.!!
فهربت من أمامه، بعد ان عرفت انني أمتلك فيلسوفا لاحمارا..!!

يوسف جمال – عرعرة