سوريا: العدميه الطائفيه والرهان على حصان هالك وخاسر؟!

تاريخ النشر: 23/05/13 | 4:38

من المؤسف والمحزن والمخزي في ان واحد ان يدشن المجرم جورج بوش وعصابة مجرمي واشنطن عام 2003 في العراق بدء مرحلة الحراب الطائفي في العالم العربي ومن المخزي ايضا والمعيب مشاركة الانظمه العربيه العميله بالاضافه الى ايران في تدشين هذه المرحله اللتي حصدت ارواح عشرات الالاف من العراقيين وهاهي الان تصل الى محطة اخرى في بلاد الشام حيث تبرز معالم واضحه للتحشيد والاستقطاب الطائفي الذي يقوده ويديره النظام السوري بمؤازره من النظام الطائفي العراقي والنظام الايراني وحزب الله في لبنان وفي المقابل تزداد بطبيعة الحال عملية التحشيد في اوساط السنه العرب الذين يشكلون الاكثريه الساحقه في العالم العربي بما فيه سوريا وبلاد الشام وما يدمي القلب اننا حاولنا ككُتاب وكبشر بقدر الامكان دوما التركيز على الهويه العربيه الجامعه ورفضنا الطائفيه البغيضه الذي ساهم الغرب والجهل العربي والايراني في تغذيتها وتأجيجها كما حصل في العراق وكما هو حاصل اليوم في سوريا ولبنان ايضا, لكن الحاصل الان في سوريا يقطع الشك باليقين وهو ان النظام السوري المتشبث بالسلطه قد استنفذ كل شعاراته الكاذبه وانتهى به الامر في مربع الطائفيه وما ترتب ويترتب عليها من قتل ودمار لحق ويلحق بالشعب السوري وهذا الدمار ليس اني ومؤقت لابل بعيد المدى في حين اصبح فيه الامر واضحا وهو ان رئيس النظام السوري زج بالطائفه العلويه والشيعيه وكامل منطقة الشام في اتون حرب طائفيه ستمتد عواقبها الى عقود وقرون قادمه وفي المقابل نجحت الرجعيه العربيه والامبرياليه الغربيه في المساهمه في تدمير بلد عربي اخر وتقسيمه طائفيا واغراقه في بحر من الدماء والدمار…لاحظوا معنا مفارقة مساهمة الانظمه العربيه العميله والنظام الايراني في حرب بوش على العراق واحتلاله وتطييفه وتدميره دولة وشعبا ومفارقة مشاركة هذه الاطراف نفسها مع تبدل في التحالفات في تدمير سوريا وادخالها في اتون حرب طائفيه واهليه طاحنه حصدت ارواح عشرات الالاف من السوريين وشردت الملايين.. اتهام مباشر.. الانظمه العربيه والاقليميه اللتي شاركت وتشارك امريكا واسرائيل في زرع الطائفيه في العالم العربي هي: النظام السعودي والنظام القطري والنظام العراقي " المالكي" والنظام السوري واكثرية الانظمه العربيه المنطويه تحت قبة الجامعه العربيه وعلى راسها نظام المخلوع حسني مبارك في حين لعب ويلعب النظام الايراني لعبة الطائفيه بابشع اشكالها كماجرى في العراق ولبنان ويجري اليوم في سوريا..التحشيد الطائفي والحرب الطائفيه صارت تحصيل حاصل وحرب دمويه جاريه في سوريا والعراق والى حد ما في لبنان والقادم اعظم!!

من هنا لابد لنا من القول باننا على يقين بان الامبرياليه الامريكيه والرجعيه العربيه قد سعت وفعلت المستحيل من اجل اجهاض الثورات العربيه والحيلوله دون تغيير الواقع العربي المزري من خلال تغذية حروب ميليشيه وطائفيه تهدف الى تدمير الدول العربيه وتدمير نسيجها الاجتماعي والانساني والحضاري من خلال تدمير الهوية الوطنيه لشعوب هذه الدول وتمزيقها من خلال التحشيد والاستقطاب الطائفي والمذهبي الذي تلتقي على قاعدته مصالح الامبرياليه الغربيه ومصالح الانظمه الدكتاتوريه في العالم العربي والاسلامي بما فيها النظامين السوري والايراني وبالتالي ما يجري اليوم في سوريا هو حرب اهليه وطائفيه بمشاركه اقليميه وعالميه ضحيتها الاولى والاخيره الشعب السوري الذي جَّره النظام السوري الى حرب اهليه وطائفيه واضحة المعالم ومما يزيد الطين بله هو الانخراط الوقح والمخزي لحزب الله اللبناني في الحرب السوريه لجانب النظام السوري وهو الحزب الذي وجد يوم من الايام دعما كبيرا في العالم العربي لكونه حزب " مقاوم" وها هو يحرق كل اوراقه في حرب طائفيه عبثيه جاريه في سوريا وتمتد حتى حدود جبل محسن وباب التبانه في مدينة طرابلس ثاني اكبر المدن اللبنانيه!!

انطلاقة الثوره السوريه كانت انطلاقه شعبيه وسلميه ومطالبها كانت وما زالت مشروعه وانذاك لم يكن بعد نزاع مسلح وكانت الفرص المتوفره للنظام كثيره لاحتواء الموقف واجراء الاصلاحات وتحقيق المساواه والعداله في سوريا, لكن النظام اثر قمع الشعب بدلا من الاستجابه لمطالبه وفي الوقت نفسه نسي ان المتربصون له اقليميا وعالميا كُثر ونسي بالتأكيد انه نظام غير شرعي وفاسد والى حد بعيد اثبت انه نظام طائفي يقاتل اليوم على وجوده وبقاءه عبر بوابة التحشيد والاستقطاب الطائفي وهي البوابه نفسها الذي دخل منها النظام القطَّري الذي كان منبهر من دوره التخريبي في ليبيا واراد تطبيق الشئ نفسه في سوريا..ثلاثة مليارات من الدولارات انفقها النظام القطَّري على تأجيج الحرب الاهليه في سوريا وفي المقابل سخًّر النظام السوري الدوله والجيش وكل القوى العسكريه لمواجهه المعارضه المسلحه ولا ننسى طبعا الدعم الايراني وصنيعته في العراق للنظام السوري الذي يستعين اليوم بميليشيات حزب الله وميليشيات طائفيه اخرى في حربه على الشعب السوري وفي حرب الاباده الذي يشنها في هذه الاثناء على مدينة القصير وريفها..ما يقوم به النظام السوري هو انتحار سياسي وعسكري وطائفي ونهاية هذه النظام اصبحت محسومه ليست بالطريقه الذي يتحدث بها وعنها المفكرين " المفبركين" عبر فضائية "الجزيره" ولا بطريقة الموالاه الذي تتحدث وتنطق بها فضائية " الميادين" لابل من خلال تجربة التاريخ وحتمية سقوط الدكتاتوريه حتى لو قتلت ثلث الشعب وشردت نصفه كما هو جاري في سوريا…المنطق لا يبرر باي شكل من الاشكال بقاء رئيس في الحكم بعد هذا الدمار الهائل والقتل المروع الجاري في سوريا…شبيحة النظام واوباش جزء من المعارضه يقترفون اليوم ابشع المجازر في سوريا والمطلوب تقديم النظام والاوباش الى الى المحاكمه.. نتمنى ان يتفاوض السوريون فيما بينهم وينقذوا ما امكن انقاذه من بلدهم,لكن التفاوض على بقاء النظام اصبح امر مستحيل وعبثي بعد كل هذا الذي جرى وواضح ان النظام يتراجع ويحاول التقوقع في مناطقه ومعاقله الطائفيه لابل ان النظام والمعارضه ايضا يمارسان التطهير العرقي والطائفي ويدمران وحدة الشعب السوري ووحدة ترابه الوطني.. العدميه الطائفيه!!

في سوريا اليوم دخل الفاس الراس وأُرتكبت مئات المجازر ودُمرت الاف المنازل وشُرد ملايين السوريين وارتكبت الجرائم بكل اشكالها بما فيها اغتصاب النساء واختفاء اثار عشرات الالاف من السوريين وتعذيب وسجن الاف مؤلفه من السوريين والسوريات والقتل على الهويه الطائفيه ووباء الطائفيه اخذ بالانتشار ليس الى الجوار السوري كالعراق ولبنان وحسب لابل يشمل كل الدول العربيه وحتى الاسلاميه بما فيها الجزيره العربيه ومنطقة الخليج العربي بما فيها ايران التي تلعب دورا اساسيا في هذا الميدان الطائفي منذ احتلال العراق عام 2003 وتثبيت حكم الطائفيه في هذا البلد العربي المنكوب طائفيا والمنهوب تاريخا وهويه…العدميه الطائفيه دمرت الهويه العربيه في العراق وفي طريقها الى تدمير هذه الهويه في سوريا!!

الثورات العربية ضد الديكتاتورية والقمع، اتاحت المجال للمتربصين والعدميين بفتح النار على الهوية العربيه الوطنية الواحدة من خلال بوابة الطائفيه الذي ارسى المجرم بوش قواعدها في العراق وهاهي الان تمتد وتتمدد في عقلية النظام السوري وعقلية المعارضه السوريه ايضا والنتيجه هي استقطاب وتحشيد طائفي يشمل كامل الوطن العربي والدليل القاطع التي تستعمله الفئات او الشعوب في التعبئه الطائفيه هو اختباء النظام السوري في ثوب طائفه اقليه تحارب الاكثريه في سوريا..المنطق يقول بانه لايمكن لحزب الله اللبناني ان يزعم اليوم بانه حزب وطني مقاوم في الوقت الذي ينخرط فيه في الحرب الى جانب النظام في سوريا..واضح تمام الوضوح ان الذي جرى انحياز طائفي وليست وطني وهذا رهان خاسر من منطلق الرهان على الطائفيه وخاسر بالرهان على حصان خاسر مثل النظام السوري..قوة الدعم المعنوي لحزب الله اللبناني كانت من الشعوب العربيه جمعاء ومن كل الطوائف وليست من الانظمه العربيه الدكتاتوريه والمتخاذله والذي جرى الان ان هذا الحزب ينتحر سياسيا وطائفيا.. رهان خاسر اقل ما يقال فيه انه يشكل اعلى مستويات ودرجات العدميه الطائفيه والسياسيه والوطنيه!!

ماهو جاري في سوريا القى وسيلقى بظلاله القاتمه ليس على وحدة الشعب السوري فقط لا بل سيلقي بظلاله على كامل الوطن العربي الذي تلعب اليوم بمصيره العدميه الطائفيه اللتي تقوم الان بتفتيت هذا الوطن وتقسيمه طائفيا وجغرافيا والنتيجه ستكون كارثيه عبر التطييف والتجييش الطائفي والحراب الطائفي الاخذ بالتفاقم كظاهره وكواقع في العراق وسوريا ولبنان وسيمتد الى اكثريه الدول العربيه اذا لم يعالج الامر بسرعه والقول ان امريكا واسرائيل يستفيدا كثيرا من هذا الوضع العربي صحيح, لكن اكثر المتضررين من هذا الوضع والعدميه الطائفيه هي الشعوب العربيه وهذه الشعوب عليها ان تحارب الدكتاتوريات وتسقطها وتقتلعها من شروشها لكن في الوقت نفسه على هذه الشعوب محاربة النزعات الطائفيه والعدميه الطائفيه التي تضرب مقومات العيش المشترك في المجتمعات العربيه المتنوعه دينيا وطائفيا ومنسجمه وطنيا مع هويتها الوطنيه العربيه منذ قرون.. العدميه الطائفيه راهنت وما زالت تراهن على حصان هالك وخاسر واجهته في الوقت الراهن النظام السوري وفحواه جميع الانظمه العربيه الدكتاتوريه بالاضافه للنظام الايراني ولا ننسى طبعا الدور التركي في الازمه السوريه.. الشعوب ستبقى الشعوب والجغرافيا ستبقى الجغرافيا والتاريخ سيسجل ان المجرم بوش وضع حجر اساس الطائفيه في العراق من جهه وان الدكتاتوريه العربيه كانت وما زالت الوريد الرئيسي المغذي لهذه الطائفيه من جهه ثانيه..الان حصل الذي حصل والشرخ كبير والجرح غائر في لحم ووجدان الامه العربيه وأزمة العدميه الطائفية استفحلت الى حد الحاجه الى عقود من الزمن لتضميض الجراح وبلسمتها…نحتاج الى وعي خاص وشجاعه خاصه وثقافه عربيه وطنيه لمواجهة العدميه الطائفيه… تقسيم سايكس بيكو مقارنة بماهو جاري اليوم هو مجرد نكشة سن… الجاري الان اقتلاع الهويه العربيه وفرض العدميه الطائفيه المدمره..اصحو ياعرب: سنه شيعه علويين . مسلمين مسيحيين وغيرهما…كلكم عرب وجميعكم اليوم في مرمى مدفعية العدميه الطائفيه…سوريا النظام والمعارضه مثالا حي.. سوريا : العدميه الطائفيه والرهان على حصان هالك وخاسر.. الرهان طائفيا على نظام دكتاتوري ومجرم وهل هنالك اجرام اكثر اجراما من الجاري في سوريا؟..!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة