السويداء من أسبوع النار إلى أسابيع الانتظار

تاريخ النشر: 14/09/15 | 15:10

بعد ثلاثة أيام من الاحتجاجات السلمية التي شهدتها مدينة السويداء جنوب سورية تحت عنوان ” خنقتونا ” ,والتأكيد على استمرارية التظاهرات حتى تحقيق مطالبهم من حكومة الأسد بالقضاء على الفساد بعزل مسؤلينه في المدينة من المحافظ ، وقادة أفرعها الأمنية، و أمين فرع «حزب البعث»، ومدراء شركات الكهرباء والمياه و اتهامهم بالعمل إلى تهجير أبناء السويداء,من خلا ممارسة الضغوط المعيشية عليهم.

وفي إطار حملة النظام لمنع تمدد الاعتصام والذي عمل على نشر عناصره بشكل مكثف في المدينة، جاء تصريح ” تجمع مشايخ الكرامة ” :

مسؤوليتهم حماية المتظاهرين وتحميل مسؤولية أي أذى للمعتصمين للأجهزة الأمنية” وأكدوا على أن الرد سيكون فوريا.

في صباح اليوم الرابع للاعتصام جاء رد النظام بتفجيره بتفجيرين متتاليين استهدف أحدهما موكباً لـ”مشايخ الكرامة” .

أما الانفجار الثاني بالقرب من المشفى الوطني بعد دقائق من نقل ضحايا الانفجار الأول إليه، ما أدّى إلى مقتل 40 شخصاً وإصابة ما لا يقل عن 70 جريحا.

الجدير بالذكر ان “الشيخ وحيد البلعوس” الذي قضى في التفجير من أبرز أعضاء تجمع “مشايخ الكرامة” وله مواقف مناهضة للنظام في مقدمتها رفضه انضمام أبناء محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية، للجيش إضافة إلى مطالباته بمحاسبة عدد من مسؤولي النظام الفاسدين، وفي مقدمتهم رئيس فرع الأمن العسكري العقيد وفيق ناصر.

تجدر الإشارة إلى ان النظام قطع “الانترنت” عن السويداء قبل التفجيرين بيومين بسبب خروج المظاهرات المطالبة بوقف الفساد.

توافدت الوفود إلى المشفى بعد التفجيرين وما لبثت الى ان تحولت الى مظاهرات عارمة عمت شوارع المدينة متوجهة إلى وسطها حيث يربض تمثال حافظ الأسد وقاموا بتحطيمه منادين هتافات “السوري يرفع ايدو بشار ما من ريدو”، و”سوريا حرة حرة بشار يطلع برا” و “عاشت سوريا ويسقط بشار الأسد” .

وترافق ذلك هجوم على مبنى المحافظة والأفرع الأمنية واقتحام لفرع الأمن العسكري الذي أودى بقتل ست عناصر من عناصره وقتيلين من المنتفضين وسلمت باقي الأفرع تسليما.

واتجه البعض لنصب الحواجز على مداخل المدينة تحسبا من اي عمل انتقامي للنظام وأصدر تجمع “رجال الكرامة” بيانا حمل الرقم “1” أكدوا فيه أن “اللجنة الأمنية تتحمل مسؤولية كل ما جرى ويجري من اغتيالات وزج الجبل في أتون مواجهة دموية، والتي طالما تجنبها رجال الكرامة وشيخها البلعوس، حقناّ للدماء وحفاظاً على هدوء وأمان المحافظة كملجأ للسوريين الهاربين من ويلات حرب الأخوة التي ذكاها تسلط وعسف السلطة الأسدية”.

و دعا البيان ” كل المسلحين الشرفاء بالمدينة من كل الفصائل لتطهير مواقع السلطة والإشراف على حفظ الأمن واستمرار الحياة الطبيعية”
سارع النظام لاحتواء الغضب الشعبي بعد يوم من الانفجاريين بإعلانه عبر وكالة سانا القبض على منفذ التفجيرات “وافد ابو طرابي” مدعية تبعيته للجبهة النصرة .علما ان المذكور من أبناء الطائفة الدرزية ونتيجة تخبط إعلام النظام سارعت فضائية النظام لبث اعتراف “وافد أبو طرابي بالمسؤولية عن التفجيرين .

وبحسب المقتطفات التي بثتها الفضائية قال” أبو طرابي ” تحدث معه قائد المجلس العسكري في السويداء العقيد المنشق مروان الحمد، وقال إن الشيخ وحيد البلعوس لم يعد يلزمنا” وأشارت صحيفة ” الوطن” السورية إلى أن هذه الاعترافات تضمنت إقرار المتهم بتلقيه الدعم من زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان النائب وليد جنبلاط .

أدت اعترافات” ابو طرابي ” التي استقبلها العامة باستهزاء إلى إشعال الغضب الشعبي من جديد واعتبرته استخفافا ً بعقول أهل السويداء لتبديد دماء الشهداء بزرع فتنة جديدة بين عائلة” ابو طرابي” وعائلات ضحايا التفجير.

توجه المشيعون بعد تشييع الشهداء ضحايا التفجيرين إلى ساحة المحافظة هاتفين “سوريا حرة حرة بشار يطلع يرا” مطالبين النظام بتسليمهم المتهم” ابوطرابي” للتحقيق معه أمام أعين الجميع.
السويداء بين الصقور والحمائم

سارع النظام الى إرسال مليشيا محلية تابعة لسد الفراغ الأمني الذي سببته الاحتجاجات على مدار أيام فتنادت الأصوات لتدارك التصادم المسلح بين أبناء الجلدة الواحدة كما خطط لها النظام فانقسم “رجال الكرامة ” إلى صقور وحمائم كما بين بيانهم رقم \2\ ” “قدر الله وما شاء فعل، ولكن ماذا عسانا فاعلون..؟ صقور رجال الكرامة -وهم الأقلية- أصدروا البيان الأول.

حمائم رجال الكرامة نفوا صحة البيان رقم -١- ومازالوا مترددين وبلا إستراتيجية..هداهم الله.!ضرب النظام ضربته القاصمة المركبة بتفجير ثنائي محكم يذكرنا بتفجيرات اغتيالات الحريري ورفاقه في لبنان و لم ينف النظام القاتل ضلوعه بالجريمة، برغم تلفيق التهمة إعلاميا ً للشيخ أبو طرابي البطل فك الله أسره “.

وأكدوا في البيان أن “الانقسام سيؤدي إلى أطلاق يد النظام للتنكيل بالنشطاء كالشيخ وافد أبو طرابي الذي تم إلقاء القبض عليه وانتزاع اعترافات ملفقة منه تحت الترهيب ولصق تهمة التفجيرات به زوراً، لإثارة البلبلة بين أهل الجبل وأخذ الصراع إلى تقاتل درزي/ درزي للإيقاع بالجميع”.

gallery-preview

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة