مؤسسة أنصار الضاد تكرم المفتش توفيق جبارين

تجديدا للعهد مع اللغة العربية واحتفاء بشخصيات مؤثرة في الساحة الثقافية والتربوية، نظمت مؤسسة أنصار الضاد وبرعاية مباركة من المركز الجماهيري ام الفحم امسية ثقافية على شرف تكريم المربي المفتش توفيق جبارين “عزيز لغة الضاد” وذلك في امسية ثقافية خاصة اقيمت مساء يوم أمس الخميس في المركز الجماهيري ام الفحم بمشاركة حشد كبير والذي جاءوا ليقدموا شكرهم وتقديرهم للمحتفى به المربي توفيق جبارين بمناسبة تقاعده بعد سنوات عمل مضيئة في سماء اللغة العربية وأروقة التربية والتعليم.
هذا وافتتح الاحتفال التكريمي الاستاذ محمد عدنان جبارين والذي استهل كلمته بتقديم التحية والشكر لكل من حضر وشارك في الاحتفال ثم استعرض امام الحضور مسيرة العطاء والعمل الفاعلة التي قدمها المربي توفيق جبارين في مختلف المهام الذي قام بها مشيرا الى ان المربي توفيق جبارين كان وما زال رمزا للعطاء والتفاني في الاخلاص في تعزيز لغة الضاد وتدعيم المشاريع التعليمية والتربوية في الساحة المحلية والقطرية شاكرا له على ما قدمه في سبيل خدمة الوسط العربي متمنيا له المزيد من العطاء والحياة المديدة والسعيدة.

وشمل الاحتفال على مجموعة من الكلمات والمداخلات والتي شارك فيها الشيخ خالد حمدان رئيس بلدية ام الفحم، وكلمة لمركز التفتيش العربي بوزارة المعارف لواء حيفا المربي مدحت زحالقة واشادوا بالعطاء الوافر للمربي توفيق جبارين معبرين عن جزيل شكرهم واعتزازه للمربي جبارين على عطائه ودعمه في تطوير اللغة العربية والتربية والتعليم في ام الفحم ووادي عارة وسائر المجتمع العربي.
أما كلمة عائلة المربي توفيق جبارين فقد قدمتها ابنته المربية عدن توفيق محسن والتي استهلت كلمتها بتقديم الشكر لكل من عمل وساهم في الإعداد والتنظيم لهذا الاحتفال، وتحدثت خلال كلمتها لجوانب مختلفة عن والدها المربي الذي قدم كل ما يستطيع في سبيل دعم التربية والتعليم واللغة العربية، كما وأشادت بالدور الكبير الذي قدمه المربي توفيق جبارين كأب حنون قدم جل اهتمامه في تربية ابنائه على حسن الخلق والتربية الصحيحة.
ثم ابدع الشاعر أحمد فوزي ابو بكر في مداخله شعرية عن اللغة العربية نالت اعجاب وتقدير كل من حضر الاحتفال.

وكان اخر المتحدثين المربي توفيق جبارين المحتفى به والذي استهل كلمته بتقديم الشكر والتقدير لمؤسسة أنصار الضاد ولبلدية أم الفحم والمركز الجماهيري ولكل من عمل وساهم في الاعداد والمبادرة لهذه الامسية التكريمية مستعرضا امام الحضور اهم مراحل حياته في مسيرة عطائهم في سلك التربية والتعليم مؤكدا انه عمل وبكل ما بوسعه في سبيل تعزيز وتدعيم اللغة العربية في المدارس العربية مؤكدا على اهمية تطوير اللغة العربية في المجتمع العربي مختتم كلمته بالشكر والتقدير لعائلته التي وقفت الى جانبه في مسيرة العطاء شاكرا الجميع على هذه اللفتة الكريمة.
هذا واختتمت الامسية بفقرة تكريمية للمربي توفيق جبارين حيث قامت مؤسسة انصار الضاد وعائلة ومعارف المربي توفيق جبارين بتكريمه على عطائه المتميز في خدمة سلك التربية والتعليم متمنيين له حياة سعيدة .

كلمة عدن محسن بحفل تكريم والدها المفتش توفيق جبارين
أيها الحفل الكريم مع حفظ الألقاب والمناصب أحييكم وأشكر حضوركم المشرّف. ألقي اليكم كلمتي نيابةً عن عائلتي الكريمة. نجتمع ها هنا اليوم لتكريم استاذٍ قدير، بعد عدة عقودٍ من نهوضه باللغةِ العربية في مدارسنا وفي اذهاننا وعلى ألسنةِ طلابنا ولأبنائنا، انه ابي الغالي ” أبو رامي” .
أبي يا من ملأت قلوبنا حباً وشغفاً للعربية، يا من جعلت في أنفاسنا عنصراً جديداً اسمه الفصيحة، يا من داعبتنا وعلمتنا وربيتنا بلغةٍ كنت ولا زلت أنت من جنودها الأوفياء.
ها أنا أقف اليوم أمامك أعجزُ رغم كل محاسن لغتنا عن وصفك واحتار في انتقاء ألفاظٍ توفيك حقك رغم
أنّ الذي ملأ اللغاتِ محاسنا جعل الجمال وسرّهُ في الضادِ
لقد كنت نهراً دافقاً في عملك الدؤوب تروي ظمأ أرضٍ تشققت عطشا. لقد كنت شمساً دافئة لطيفة تشرقُ بعد شتاءٍ قارسٍ طويل وطبعاً ما زلت وستبقى ما حييت، فأنت ابي كالعاديات ضبحاً في سبيل اللغة والارتقاء بالعربية الفصيحة الى أعلى المناصب وإعادة مجدها الى ربوعهِ.
إنك ابي أبٌ للّغةِ وأبناؤكَ والحمد لله كُثرُ وبحقهم اقتبسُ قول ابن الرومي:
وكم أبٍ علا بابنٍ ذُرى شرفٍ كما عَلت برسولِ الله عدنانُ
فلا يضيرك أبي وخلفاؤك وابناؤك في السلك التعليمي يحملون راية العربية ويناشدون بها ويصونون عرضها.
أخيراً نقول لك، أدامك الله أبي وأدام أمي للغةٍ أخالها فخورةً بكما ولمجتمعٍ أحبك ولا يزال.
أدعو الله أن اجعلنا لوالدي قرّةَ أعينِ ولا تحرمنا حضنهما وكنفهما.
لن أجد في بحور اللغة وبديع الفاظها وأوصافها أبلغَ من كلمةٍ تكونت من ثلاثة حروفٍ أناديك وأصفك بها، كلمةُ “أبي”
أبي يا مهدنا في الصغر، ويا شمسنا والقمر
يا حامنا من عاديات الزمان والقدر، يا زهرة الاقحوان والدُرر
كفانا فخراً أن تكون أبانا وكفانا عزّاً أن نكون أبناءك”.