قصة العطاء
تاريخ النشر: 24/09/15 | 4:19التقت شجرة بخروف يومًا، وكانت الشجرة تتمنى أن تكون مثل المطر، فقال لها الخروف أن ترضى بما هي عليه
فقالت الشجرة عاتبة
لا يا صديقي لا.. ولكن المطر يعطي الكثير، وأتمنى بصراحة أن أكون مثله.. ليس هناك أجمل من العطاء، وكما ترى فليس هناك من يعطي كما يعطي المطر، هذه حقيقة.. فلماذا لا أكون مثل المطر
قال الخروف
قد لا أفهم كثيرا في مثل هذه الأشياء.. لكن كيف تكونين مثل المطر.. أنا أظن أن المطر مطر
والشجرة شجرة والخروف خروف.. فكيف تكونين مثل مطر
أجابت الشجرة
اسمع يا صديقي، سأوضح لك، إن المطر يعطي ويفيد الآخرين كثيرا، أما نحن ففائدتنا محدودة جدا، لماذا لا نكون مثل المطر
قال الخروف بحزن مع أنه لم يفهم تماما ما المقصود من كلام الشجرة، وكان يظن أنها تفهم كل شيء
معك حق يا صديقتي الحكيمة، كم عطاؤنا قليل أمام عطاء المطر..لكن ماذا نستطيع أن نفعل، من الصعب أن يصير الواحد
منا مطرا.. مثلا أنا لا أستطيع أن أتخيل نفسي حبات مطر، ولا أستطيع أن أراك تهطلين مثل المطر
قالت الشجرة
كأنك لم تصل إلى معنى ما أريد.. ببساطة يا صديقي الخروف أتمنى أن أعطي كثيرا لأكون مثل المطر
قال الخروف
ربما فهمت.. أقول ربما.. على كل المطر رائع وأنت رائعة، مثلا أنا أظن أنك أفضل مني بكثير لأنك شجرة ولأنني خروف، أنت تعطين
أكثر بكثير، هذه حقيقة، فهل أستطيع أن أكون شجرة على أقل تقدير قبل أن أكون مطرا
كانت حبات المطر تسمع هذا الحوار الطريف الجميل وتتمايل بفرح، ورأت أن تتدخل فقالت
كل ما تقولينه يا صديقتي الشجرة غير صحيح.. أيضا ما تقوله يا صديقي الخروف غير صحيح.. علينا أن ننظر إلى الحياة بشكل يكون فيه
الكثير من العمق.. كل واحد يقدم حسب استطاعته، وعطاء كل واحد منا عطاء رائع لأنه يكمل عطاء
الآخر ما الذي يجري لو أن كل شيء تحول إلى مطر
قالت الشجرة
ولكن لماذا لا نعطي أكثر ؟؟ العطاء شيء جميل لماذا أنت أفضل منا في عطائك
أجابت حبات المطر بهدوء
كلنا نتعاون في العطاء.. أنا أعطي، أنت تعطين، الخروف يعطي، كلنا نعطي ونفيد، ليس هناك أقل وأكثر في عطائنا
كل واحد منا يؤدي وظيفته الرائعة في العطاء، وكما قيل من يعطي يستحق الحياة، وما دمنا نعطي فنحن نستحق الحياة
شعر الخروف بالكثير من الفخر وقال
ولكن هل قيمتنا مثل قيمتك أيها المطر
مادمنا لا نستطيع الاستغناء عن عطائك وعطائي وعطاء الشجرة، فالقيمة متساوية، وأظن أنه لا قيمة لأحد بدون الآخرين
تابع المطر هطوله بسرور، وكانت الشجرة سعيدة وهي تعانق حبات المطر، أما الخروف فكان يجري بمرح متجها إلى بيت صاحبه