الى حجر أحمد فوزي

تاريخ النشر: 12/05/13 | 9:23

كُتبتْ في تكريم والد الشاعر أحمد فوزي أبي بكر" أبو حاتم " رحمه الله

حَيّيْتُ سالمَ مشتاقاً فحيّيني ** من بنتِ صعبٍ الى أُمِّ الرياحينِ

قد جئتُ أحملُ شعري في الهوى بلداً* لوزَ الكرومِ وصهباءَ البساتينِ

من ذوب داليةٍ تسقيكَ مهجتُها ** وجئتكِ اليومَ ظمآناً لترويني

مرجَ ابنِ عامرَ قد أهداكِ معركةً* تاريخها علمٌ في سهلِ زرعينِ

عن قصةٍ سلفت في بيعِ عامِرنا* ظلّت تُغنّى وتُروى في المياجينِ

فأرجعيني الى عهدٍ رويتُ بهِ* في بنتِ صعبٍ أهازيج الحساسينِ

يا ليتني طائرٌ في مرجها غرِدٌ* وليتَ ساقية في المرج تسقيني

إنّ الأصالةَ فيما أنتَ فاعلُهُ * يا أحمدَ الفوزِ يا صنوَ ابن زيدونِ

هذي شُّموعُكَ ضاءتْ شمسُها قمراً * ودفتراً عن أُباةٍ من أبيين

مضى المُغنّي وأشعارٌ لهُ بقيتْ * فالروحُ باقيةٌ أبقى من الطينِ

الأصلُ يعرفُ أن الفرعَ يتبعه*والفرعُ يرضعُ من شعر الأصيلينِ

إني لأَسمعُ بعضَ الشعرِ مبتذلاً* لكنَّ شعرَكَ من ذاتي يُداويني

وشعرُكَ اليومَ يدعوني لمكرُمةٍ * لبّيتُها وطيورُ الشوقِ تدعوني

جادَ الزمانُ بكمْ يا خيرَ من كتبوا* من الجوانحِ للحجر الفلسطيني

أرقُ البلابلِ،مسروق السماءِ وما* قالتْ قوافيكَ من أحلامِ لجّونِ

ما بالنا قد نسينا شعرنا وغدا* قولاً ركيكا هزيلاً غيرَ موزونِ

نُقّادنا خارجَ التاريخِ نقدُهمُ* هذا كلامٌ يُزيّنُ في الدواوينِ

فاكتبْ قصيدَكَ صوفيّاً نلوذُ بهِ** وغازِلِ الروحَ دونَ الخُرّدِ العينِ

أنتَ الغزاليُّ قد دانتْ لهُ قطُبٌ * فاسكبْ لفلسفةٍ في الحبِّ واسقيني

وانهض بروحِكَ في شعبٍ أقمتَ لهُ* جسرَ الحضارةِ من فكر ابن خلدونِ

العودُ أنتَ ودمعُ العودِ تذرفهُ* هذي القوافي فكم في الحب تشجيني

الخمرُ تدعو ملاكَ الشعرِ مكتدحاً* حتى إذا جاءني في الدنِّ يلقيني

يا سالمَ الفجرِ هُبّي أنتِ عاليةٌ * بالعلم والأخذِ بالأسبابِ والدينِ

وانشر جناحَكَ واصدحْ في بني بكر*واهتف فإنكَ لحنٌ من فلسطيني

واهنأْ بشعركَ عند الحورِ متكئاً* على الأرائكِ في أرقى البساتينِ

وشعبُنا عربيٌّ ثائرٌ أبداً * وديننا علّمَ الإنسانَ من طينِ

وعِلمُنا علّمَ الدنيا بأنَدلُسٍ * وواصلَ الفتحَ حتى الهندِ والصينِ

نحنُ الجذورُ لدوحِ الضادِ عطّرهُ* شوقٌ لماضي جدودٍ جدُّ مكنونِ

فانشر جناحكَ نسراً في الفضا مُدُناً* وانثر كلامك جمراً للدهاقينِ

ناري ونارُكَ في الأعلامِ شامخةٌ* قد يطفئُ الشمسَ لكن ليس يُطفيني

إني لأفخرُ حينَ الجمعُ يقرؤكم* في منتدى النقدِ والنقادُ يأتوني

لا ينتمي المجدُ إلاّ حيثُ أكتُبُهُ* شعراً، يُسطَّرُ من سيفٍ يناديني

كم ذا أعاتبُ نفسي إذْ غدتْ قمراً* يضيءُ فوقَ عيونٍ ليسَ تسبيني

حيّيتُ سالم مشتاقاً فحيّيني * من بنتِ صعبٍ الى أمَّ الرياحينِ

هذي تحيةُ حبٍ لا مِراءَ بها * من عاشق الضادِ للغُرِّ الميامينِ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة