يا روحًا في دمي

تاريخ النشر: 11/09/15 | 4:15

يا روحًا في دمي تسيرُ..
وتَدِبُّ في عَينَيَّ تسائِلُنِي..
فأمسِكُ بِجِماحِها وألجِمُها..
وأبقيها في مهديَ الصَّغيرِ أهَدهِدُها..
أطبطِبُ على كَتِفَيْها..
أذَكِّرُها.. أُناجيها
وتبقى تُلاحِظُنِي..
ومِن سكينتي تزعزِعُنِي..
تُلِحُّ عَلَيَّ، فتفيضُ من جوارِحِي..
وتخرُجُ مسرِعَةً مُغادِرَةً جسدي..
لتُعانِقَ أفواجَ السَّحابِ..
وركامَ الغَمامِ..
وشفَقًا قُرمُزِيًّا..
يئِنُّ بِصَمْتٍ..
إذ أعمَلَ المَساءُ فيهِ سِكِّينَهُ..
وأسالَ خِضابَهُ الأَحْمَرِ..
فغدا يتَوَجَّعُ ويخفُتُ شيئًا فشيئًا نشيجُهُ..
حتى غارَت روحُهُ الشَّمسُ خلفَ التِّلالِ البَعيدَة..
وهَبَطت تُوَدِّعُ جَسَدَ النَّهارِ المُسَجَّى..
بِدَمعَتَيْنِ وصَرخَتَيْن..
فزَمَّلتُهُ حِينَذاكَ ببقايا نُوَاحٍ..
ونَشيجٍ مُدَوٍّ..
مَزَّقَ حُنْجَرَةَ المَشْهَدِ..

ميسون جعفر أبو فريح

p

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة