خفان وملك وحمار
تاريخ النشر: 29/08/15 | 12:38…ما زالَ يعودُ.
يتّكئُ على أُذُنِ الحِمارِ ويهمسُ: انتظرْني هُنا، على رأسِ القافلةِ، ولا تَمُتْ إلّا في أوانِكَ.
يمشي حافِيًا.
ينتعِلُ جِلدَ أخمصَيْهِ ويمشي، من الخيامِ التي ينهمرُ عليْها القيظُ وتنفخُ الرّيحُ فيها، ويعودُ إلى خُفِّهِ الأوَّل.
ستصفرُّ أوراقُ الرّوزنامةِ، وتحكي الأشجارُ حكاياتِ الخريفِ الآتي، وسوفَ يرجِعُ يومًا، بنعلَيْنِ كامِلَيِّ الغُبارِ، وقدمَيْنِ أكلَهُما الرّملُ المُتحرِّكُ، وعوسجةٍ شائِبةٍ على وجنتَيْهِ، معبّأةٍ بالبَقِّ والأشواكِ واليماماتِ والخوفِ من مناقيرِ الصُّقورِ ورصاصِ الصيَّادين.
وسوفَ يجدُ الملِكَ والحِمَارَ ميِّتَيْنِ، عندَ منتصفِ الطّريق،
فيحملُ تابوتَهُ المُرصَّعَ…
وقدمَيْهِ المهروءتَيْنِ،
وخُفَّيْهِ الكامِلَيْنِ،
وآثارَ أقدامِ القافلةِ البائدة،
وقبضَ الرِّيحِ،
ويمضي..
يمضي على مُحيطِ الدّائرة.
فريد قاسم غانم