تربية الإبنة المراهقة

تاريخ النشر: 25/08/15 | 15:21

الحب يمثل قوة كبيرة في أيدي المحبين والمحبوبين لا يمكن الاستغناء عنها، فبالحب تستطيع الأم السيطرة على ابنتها المراهقة والتأثير على تصرفاتها وأفكارها واتجاهاتها وميولها إلى الطريق السوي. . وبالحب المتزن تستطيع الأم أن تخضع الفتاة المراهقة لإرادتها وتجعل منه خامة طيبة تستطيع أن تشكلها بالطريقة التي ترغب فيها.

حيث أن الفتاة المراهقة تنفر من التدليل والحب الشديدين اللذين كانت الأم تستعين بهما في إبداء الحب لها وقت أن كانت طفلة، فإنها في حاجة إلى لون جديد من العطف؛ يبدو في التصرفات وفي لغة الحديث أكثر من أساليب الحنان الزائد التي يحبها الأطفال وينفر منها المراهقون.

إن فترة المراهقة فترة انتقال من الطفولة إلى النضج، تحدث فيها أزمات نفسية كثيرة نتيجة للتغيرات النفسية والجسمية التي تظهر، فالفتاة المراهقة وهي في طريقها إلى النمو الكامل لا تزال تميل إلى الطفولة بحياتها الوديعة، ولذلك نجدها في دوامة انفعالية تتذبذب فيها بين الثورة والهدوء، وبين التروي والرضا عن الحياة، وبين التفاؤل والتشاؤم، بين العزلة والحياة الاجتماعية، وفيما يلي دور الأم في التعبير عن حبها لابنتها المراهقة:

على الأم أن تعامل الفتاة المراهقة على أنها امرأة كاملة أو آنسة ناضجة؛ فتشعر بالمسؤولية وتعامل معاملة الكبار، وتشترك في مشاكل الأسرة، ينبغي احترام رأيها وأن لا يستهان به، وأن تشعر الفتاة المراهقة بالإخلاص لها ولكيانها ومصلحتها كفتاة أو فرد وتجعلها تخدم نفسها، فينعكس ذلك الاحترام على العالم الخارجي.

على الأم أن تعطي ابنتها المراهقة الفرصة لكي تتحقق من أنها صديقة تستطيع أن تساعدها في حل مشكلاتها، لأنها قد عانت من مشكلات شبيهة لها عندما كانت مراهقة وتغلبت عليها بواسطة ثقتها بأمها، وبذلك اكتسبت خبرة في الحياة تمكنها من إبداء الرأي السليم. وأن تعلمها معنى الشرف والسلوك القويم عمليًا؛ بأن تكون قدوة صالحة لها، وأن تكسب إعجابها بتصرفاتها. وعليها أن تتجنب استفزاز ابنتها أو معايرتها بالخطأ إذا أخطأت. كما يجب ألا تقابل الغضب بالغضب. بل تكون لها قدوة حسنة لها في الرزانة وضبط النفس، ثم تجعلها تلمس نتائج سلوكها الخاطئ بطريقة غير مباشرة، وبذلك تزداد ثقة فيها وتبتعد عن السلوك الخاطئ في المرات القادمة. ومن أهم الأمور مساعدتها على الاستقلال بإتاحة الفرصة لإظهار شخصيتها في ترتيب حجرتها مثلًا أو اقتناء الكتب الصالحة التي ترغبها، أو في اختيار الصديقات المهذبات أو في اختيار الملابس الخاصة بها.

ينبغي على الأم الابتعاد عن الشدة والعقاب إذا أظهرت الفتاة المراهقة ضيقًا نفسيًا أو ندما لسبب ما، بل من الحكمة الانتظار حتى تهدأ العاصفة، ومعاقبتها بهدوء حتى يعود إليها اتزانها واستقرارها النفسي.. والاختلاط بالمجتمع يساعد الفتاة على النمو الاجتماعي السليم والتعاون.

Untitled-1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة