الناس أعداء ما يجهلون

تاريخ النشر: 30/04/13 | 1:04

الناس أعداء ما يجهلون قالها الإمام علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه وهو الخليفة الراشدي الرابع ابن عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته فاطمة الزهراء، عُرف عن الإمام علي كرّم الله وجهه بلاغته متمثلة في الحكم والعبر والأقوال التي نُسبت إليه والتي جُمعت بعد أربعة قرون على وفاته في مجلد اسمه "نهج البلاغة" وأقواله هذه قيلت في زمن اتسّم بالنزاعات والصراعات اللاتسامح ما بين المسلمين أنفسهم، وشهدت تلك الفترة صراعات دموية أدت إلى ظهور حركات دينية مختلفة فيما بعد كالخوارج والشيعة، وفي رأي بعض المؤرخين أن حكم وأقوال علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه سبقت بكثير عصر التنوير وإعلان حرية الأديان ومبادىء حقوق الإنسان.

وقوله كرّم الله وجهه "الناس أعداء ما يجهلون" ينطبق بالكامل على حكومات دولة إسرائيل المتعاقبة ومنذ نشوءها والتي توخت ومن خلال السياسات التي انتهجتها عدم معرفة واطلاع النشأ اليهودي على ثقافة وحضارة العرب والمسلمين وذلك من خلال تهميش وتغييب اللغة العربية وآدابها والحضارة الإسلامية، والإهمال المبرمج والممنهج بعدم اعتبار اللغة العربية موضوعاْ تعليمياْ إلزامياْ في المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية، فإهمال وتغييب اللغة العربية كموضوع رئيسي وأساسي في المدارس اليهودية يعمّق جهل المواطن اليهودي لجاره العربي لحضارته وثقافته، ويكون المواطن والحالة هذه حكراْ وعبداْ للأفكار النمطية المسبقة مستقياْ معلوماته من صحافة مغرضة معينة ولمواقع الكترونية لا تنشر إلا السيئ الرديء عن المواطن العربي… وتكون المحصّلة والحالة هذه أن يبقى الطالب اليهودي بشكل خاص والمواطن اليهودي بشكل عام أعداء ما يجهلون…

وعلى الذين يتشدّقون بشعارات المساواة والتآخي والديمقراطية نقولها صرخة مدويّة: إنّ التطبيق العملي لهذه الشعارات هو من خلال معرفة حضارة وثقافة ولغة الطرف الآخر وبدون تعلّم اللغة العربية وآدابها وثقافة العرب وحضارة المسلمين ستبقى الهوّة سحيقة وتزداد سحقاْ وهذا ما لا نرجوه… لأن جهل الطرف الآخر، جهل حضارته ولغته يولد الكراهية والبغضاء، فالمرء بطبيعته عدو ما يجهل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة