دوما الفلسطينية ودوما السورية

دوما الفلسطينية تستيقظ ليلة 31.7 على محرقة بيت عائلة الدوابشة.. ودوما السورية تهتز ظهيرة 16.8 على وقع مجزرة سوق المدينة الشعبي..
في دوما الفلسطينية يموت الاب بعد ابنه حرقا، وتصاب بالحروق الوالدة والاخ.
وفي دوما السورية تقتل وتمزق اجساد قريب من 120 ويصاب بالجروح والحروق قريبا من 300 انسان سوري مدني..
دوما الفلسطينية يستخدم فيها مواد حارقة وشديدة الاشتعال، ودوما السورية استخدم فيها اربعة صواريخ شديدة الانفجار..
دوما الفلسطينية القاتل فيها مستعمر يهودي اسرائيلي، ودوما السورية القاتل فيها طائفي عربي سوري..
دوما الفلسطينية قتل اهلها لانهم يكرهون الإحتلال، ويريدون الاستقلال.. ودوما السورية قتل اهلها لانهم يكرهون الاستعباد ويريدون الحرية..
دوما الفلسطينية الكل لعن من احرق اهلها، ومن ارسلهم ودافع عنهم، ودوما السورية ما يزال البعض يهتف لمن قتل اهلها ويمجدونه ويدافعون عنه..
دوما الفلسطينية ودوما السورية وخلال اسبوعين فقط كشفتا عما في داخلنا من كذب ونفاق ومتاجرة بالوطنية والقومية والعروبة.
يا أدعياء العروبة: ما الفارق بين عربي فلسطيني وعربي سوري، ما الفارق بين دم ودم، وطفل محروق وآخر ممزق الأشلاء؟!
هل لأن القاتل هنا هو نتنياهو بينما القاتل هناك هو بشار؟!
وبين محرقة دوما الفلسطينية ومجزرة دوما السورية، مرت قبل ايام ذكرى محرقة رابعة في مصر 14.8.2013 وبعد ايام ستمر ذكرى محرقة الكيماوي في غوطة دمشق 21.8.2013.
وإن بعض من صرخ وغضب ولعن مجرم دوما الفلسطينية هو نفسه الذي صرخ وهتف وبارك لمجرم دوما السورية وغوطة دمشق ورابعة العدوية.
يا هؤلاء، لا نتردد بالقول: لو أنكم كنتم هناك فحتمًا ستكونون شبيحة باللهجة السورية، وبلطجية باللهجة المصرية، وزعران باللهجة الفلسطينية !

الشيخ كمال خطيب