مراعاة حق الجار

تاريخ النشر: 24/08/15 | 9:05

فى يوم من الأيام،جلس أحمد داخل غرفته على مكتبه،وكتابه بيده يتصفح ما بداخله من دروس وهو ينظر فى حيره،حتى دخل عليه والده وسأله عن سبب حيرته،فأجاب أحمد بأن معلمته فى المدرسه قد طلبت منه ومن زملائه أن يقوموا بتحضير درس عن مراعاة حق الجار قبل أن يذهبوا إلى المدرسه،وطلب أحمد من والده أن يساعده فى شرح ما يقرؤه عن هذا الدرس. جلس والد أحمد بجانبه على مكتبه ليتحدث معه عن حق الجار،وقد بدأ حديثه عن هذا الدرس بتعريف الجار،على أنه القريب من الإنسان فى المنزل والمسكن،له حقوق وعليه واجبات،وتابع والد أحمد حديثه عن حقوق الجار فى نظر الإسلام بألا يلحق المسلم بجاره أذى،وأن يحميه ممن يريده بسوء وأن يعامله بإحسان،وأن يقابل جفاءه بالحلم والصفح،مضيفاً له أن رسولنا الكريم كان قد أوصى بمراعاة حق الجار،فقد قالَ(صلى الله عليه وسلم):”مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُحْسِنْ إِلَى جَارِهِ”،وفى روايه عن الإمام مسلم ان رسول الله-صلى الله عليه وسلم-قال:”لا يدخل الجنه من لا يأمن جاره بوائقه”،فسأل أحمد والده عن البوائق ما هي؟ فأجاب الأب: بأن البوائق هي الشرور والآثام والإيذاء،الذى ينبغى على الإنسان محوها وابعادها عن جاره،ذلك لأثر مراعاة حق الجار البالغ على المجتمع،حيث أنه يزيد التراحم والتعاطف بين الناس،كما أنه سبيل للتآلف وتبادل المنافع وقضاء المصالح وبذلك يسود الأمن والإستقرار للنهوض بالمجتمع والإرتقاء به. وفى صباح يومٍ جديد،دخلت مس أمل الفصل لتسأل أبناءها التلاميذ عن تحضير الدرس،فرفع أحمد يده وأجاب فى فخر أنا أنا،وهنا سألت مس أمل احمد عن ما الذى قرأه عن الجار وحقوقه؟ فأجاب أحمد:بأن الجار هو القريب من الإنسان فى منزله ومسكنه،وأنه يجب أن يكف الأذى عن جاره،وأن يعامله معاملةً حسنه. نظرت مس أمل لتلميذها أحمد بإبتسامه لقيامه بتحضير الدرس،قائله له أحسنت يا أحمد،وجلس وهو منشكحاً على مقعده،لإشادة معلمته به،ثم بدأت المعلمه فى شرح الدرس لتلاميذها بالحديث عن أهمية حق الجار الذى هو واجب ينبغى على كل إنسان مراعاته من إعانته لحاجتة وزيارته فى وقت مرضه،فنظر سليم إلى زميله أحمد نظرة غيره،لما حاز عليه من إهتمام معلمته،وأراد أن يشارك هو أيضاً حتى لا يشعر بأنه أقل من أحدٍ،ورفع يده إلى معلمته،وتحدث عن أهمية مراعاة حق الجار فى بناء النظام الإجتماعى الإسلامى،مستنداً بقول الله تعالى {وَاعْبُدُوا اللهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِى الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمسَاكِينِ وَالجْارِ ذِى الْقُرْبَى وَالجْارِ الجْنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجْنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً} (النساء:36)،سعدت المعلمه بمشاركة سليم،فرفع أحمد يده مرةً اخرى ليسأل معلمته،عن حكم الإسلام فى الإنسان الذى يؤذى جاره،أجابت المعلمه تلميذها قائله بأنه جاء رجلً إلى ابن مسعود رضي الله عنه فقال له: إن لى جاراً يؤذينى ويشتمنى ويضيق علىّ،فقال:اذهب فإن هو عصى الله فيك فأطع الله فيه،وهذا أكبر دليل على عدم إيذاء الجار حتى وإن اساء إليك،وفى نهاية الدرس قامت مس أمل بتكريم الطالبين سليم وأحمد لمنافستهما العلميه الشريفه،والإشاده بهما لقيامهما بتحضير الدرس ومناقشته بطريقه جيده ومميزه عن غيرهم من التلاميذ.

1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة