العودة من غيبوبة الموت..!

تاريخ النشر: 31/03/13 | 4:55

العودة من غيبوبة الموت..! ماذا يحدث للإنسان عندما يصل إلى حافة الموت، ويدخل في غيبوبة، ثم بقدرة الله سبحانه وتعالى يعود إلى الحياة مرة أخرى؟

ماذا يشعر الشخص عندما يفقد الحياة للحظات يتوقف فيها القلب، وأحياناً الدماغ يتوقف عن العمل لأقل أو أكثر من دقيقة ثم يعود القلب للخفقان، ويعود المخ ليعمل مرة أخرى بطريقة عادية أو يترك بعض الاصابات الطفيفة التي لا تذكر؟

لقد روى بعض الذين مروا بمثل هذه التجارب حكاياتهم مع هذه اللحظات التي تقريباً كانوا شبه أموات بالمعنى الطبي..!

من هؤلاء النجمة الأمريكية اليزابيث تايلور التي روت التفاصيل، لحظات فقدان للوعي، ودخولها إلى مرحلة غيبوبة تامة.

تقول تايلور: «إنها ذهبت إلى مكان جميل جداً، مكان لا تستطيع وصف جماله، وروعة المشاعر التي انتابتها وهي في ذلك المكان وكذلك التقت في تلك الرحلة بأحد أزواجها الذين أحبته بكل جوارحها ومكثت معه وقتاً جميلاً، وسعدت بصحبته فترة من الوقت، حتى قال لها يجب أن تعودي، سألته: إلى أين تعود، فقال لها من حيث جئت، لأن هناك أمورا أخرى بانتظارك، يجب أن تفعليها..! وتُضيف السيدة تايلور بأنها كانت متأكدة بأنها كانت في الجنة..!!؟؟

سيدة أخرى كانت تحت التخدير اثناء عملية قيصرية، وبعد انتهاء العملية، فقدت الوعي، وتوقف القلب والدماغ لفترة قصيرة، تقول هذه السيدة بأنها صعدت إلى مكان رائع، وشعرت خلال وجودها في هذا المكان بالسلام والطمأنينة، وشعرت براحة لم تشعر بها في حياتها التي عاشتها حتى دخولها غرفة العمليات لاجراء الولادة القيصرية..! وتقول هذه السيدة بأنها شاهدت أناساً ممن تعرفهم يعيشون في سلام ومحبة، وتقول بأنها متأكدة من انها كانت في الجنة..!!؟؟

وثمة رجل آخر، مر بنفس الخبرة السابقة، يتحدث نفس الأحاديث، عن صعوده إلى السماء ورؤيته للجنة، وإقامته فيها لفترة وجيزة، شعر فيها بطعم السلام والطمأنينة الحقيقية التي لم يسبق له أن عرفها في حياته على الأرض..!!؟؟

فتاة صغيرة، تقول انه عندما كانت في السابعة من عمرها، جاءت سيدة وحملتها ودخلت بها في نفق طويل مضيء يتجه إلى الأعلى، حتى وصلوا إلى مكان رائع جميل، لازالت الفتاة تذكره رغم مرور عدة سنوات على هذا الحدث، وتقول بأنها أخبرت بأن المكان الذي ذهبت إليه هو الجنة..!!؟؟

هذه الخبرات والقصص التي قد سمعنا مثلها في محيطنا الاجتماعي، من أن أشخاص دخلوا غيبوبة ثم عادوا إلى الحياة مرة أخرى بقدرة الله سبحانه وتعالى.

هؤلاء الأشخاص تحدثوا عن أشياء مشابهة لمثل ما سمعنا من السيدة تايلور وبقية الأشخاص الذين قالوا انهم ذهبوا إلى الجنة مع اختلاف الثقافات التي تسبغ كل حكاية بالتفسير الثقافي والديني لما يحدث بعد الموت.

كيف يمكن تفسير هذه الظاهرة؟ وهل يمكن تكذيب أكثر من 63 شخصاً في الولايات المتحدة الأمريكية قالوا بأنهم صعدوا إلى الجنة أثناء نوبات فقدانهم للوعي، ودخولهم في غيبوبة عميقة، تشبه الموت؟

طبيبة نفسية بريطانية اسمها اليزيبث بلاكمور، درست حالات الأشخاص الذين يدخلون في غيبوبة عميقة، حيث تقوم بقياس افرازات الدماغ من المواد الكيميائية، والشحنات الكهربائية في الدماغ اثناء النوبات التي يكون فيها الشخص شبه ميت، ويعيش على الأجهزة الصناعية في التنفس وعمل القلب.

هذه الطبيبة توصلت إلى أن الدماغ في حالات الغيبوبة التي تشبه الموت الدماغي الكامل يقوم بإفراز مواد كيميائية بشكل كبير جداً محاولاً استرجاع نشاطه الاعتيادي، وأن الشحنات الكهربائية ايضاً تتغير بطريقة متسارعة، وفي نفس الوقت يحاول الدماغ أن يستعيد نشاطه، وأن يعود لممارسة عمله، ونتيجة لهذا الزخم من الافرازات الكيميائية والاختلال في الشحنات الكهربائية فإن الشخص يتعرض إلى تخيلات وهلاوس بصرية، تختلف من شخص إلى آخر، ولكن ليس كل شخص يستطيع أن يتذكر ما مر به من هلاوس وخيالات بصرية في هذه المرحلة التي يكون فيها الشخص في غيبوبة تامة تقريباً، تشبه الموت الدماغي الكامل، وبسبب هذا فإن بعض الأشخاص، خاصة الذين يكون لديهم الاستعداد للايحاء ومتشبعين نفسياً بموضوع الجنة، خاصة حسب الديانة المسيحية، لأنه لم يكن أحداً من البوذيين مثلاً، والذين لا يؤمنون بوجود جنة أو نار قد مر بهذه التجربة، أو مرت عليه الخبرات السابقة التي تأتي بكثرة عند المسيحيين المتدينين، خاصة الذين يطلق عليهم «المسيحيون المولودون من جديد» وهم فئة متعصبة بشكل قوي للمسيحية، ويرون بأن أي شخص غير مسيحي لن يدخل الجنة، وأن الطريق الوحيد للجنة هو عبر المسيح..!

رغم كل ما ذكرنا وكل التفسيرات العلمية التي حاولت أن تجد أساساً علمياً للتجارب التي ذكرها بعض من دخل في غيبوبة، وصار يروي حكايات أقرب إلى الأساطير منها إلى الحقيقة عن ذهابهم إلى الجنة، بل ومقابلة اشخاص يحبونهم كما حدث مع الممثلة اليزبيث تايلور وغيرها.. فإن هذا الأمر يظل يثير الحيرة ويضع أكثر من علامة استفهام حول أشياء كثيرة قد تكون مستعصية على الفكر الإنساني، وربما مرت سنوات طويلة دون أن يجد العلم جواباً لهذه الأحداث، وربما لن يجد أبداً تفسيراً مقنعاً لمثل هذه الحوادث الغريبة..!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة