إختتام فعّاليات رحلات الربيع لطالبات حراء كفرقرع

وَعلى مدار أربعة أيام رائعة؛ قضت الطالبات أمتع أوقاتهن في أحضان الطبيعة وربوعِ الوطن؛ في أجواء مميزه وربيعٍ مُزهِرْ ؛ابتداء من يوم الأحد الماضي وحتى يوم أمس الاربعاء ؛ جابَت بها الطالبات البلاد شمالاً ً وجنوباً .

حيث شمل البرنامج فعاليات تربوية هادفة في يوم الأحد الماضي تصب في ضرورة التواصل مع القرآن الكريم كرد على الاعتداء الغاشم من قبل الجندي الحقير كما شاهدت الطالبات فيلم قصير يحكي عن شبل ضرير يحفظ كتاب الله ولا يتمنى أن يرد الله بصره كي يكون حجة له عند الله يوم القيامة. ثم قمن بتزيين المعهد. وتوجهت الطالبات بعدها لزيارة المسنين تأكيدا على تواصل الأجيال والترابط بينها استمعت الطالبات لبركة البلدة وهن يتحدثن عن النكبة وعن الحياة في السابق كيف كانت الروابط بين أبناء البلدة وكيف كان الناس أكثر قناعة وحين دخلت الحياة الغربية المادية تغير الأبناء وتغيرت النفوس.

وفي يوم الاثنين25-3-2013 : رحلة الى منطقة القدس – فطور في القرية المهجرة "عين كارم " والتعرف على المنطقة بمرافقة المرشد محمد غضبان ؛ وزيارة مسجد" عين العذراء مريم " وكنيسة "يوحنا المعمدان" للتعرف على الآثار والمعالم في عين كارم. وزيارة قرية لــَفتة المهجرة ومشاهدة آثار البيوت فيها: المسجد وبيت المختار والطاحونة ؛ والدخول الى مغارة النبع , وبعدها التوجه الى المسجد الاقصى لصلاة الظهر والعصر قصراً في "قبة العاشقين" وسوق القطانين.

وفي يوم الثلاثاء26-3-2013: رحلة الى الشمال – منطقة الجليل الاعلى ؛ وشمل عدة مسارات ؛ مرورا من قرية البروة المهجرة وهي بلد الشاعر محمود درويش ومن ثم "الفرّادة" حيث استمتعت الطالبات في مسار مائي بين أحضان الطبيعة الخلابة ؛ بمرافقة المرشد محمد غضبان ؛والذي أمتع الطالبات في الفعاليات التربوية.

ثم توجهنا للغابسيّة ؛ كان فيها مسار قصير ؛مشاهدة المصفحات الأثرية والقرية المهجرة ومقبرتها ؛ ثُمَّ التّوجُّه الى المرتفعات الرائعة في "عرب العرامشة" حيث النسائم العليلة ورحيق زهور الوطن ؛ والمناظر الخلابة المُطلة جزء منها على الحدود اللبنانية . بعدها التوجه الى "قلعة الجعثون" – والتي كانت آخر المعاقل في يد الصليبيين يوم ان حررها المسلمون فهدموا جزءاً من سور هذه القلعة حين استعان القائد بيبرس بمهندسين عرفوا نقاط الضعف في السور العملاق فأخرجوا الصخور المركزية ووضعوا بدلها اخشابا وفي الليل أوقدوها فانهار السور واقتحمه المسلمون ونجحوا في طرد الصليبيين؛ (قبل 900سنه) وكانت هذه آثارها.

يوم الاربعاء27-3-2013 : اليوم الختامي في "النقب"-جنوب البلاد ؛ بعد ان فرحت الطالبات ؛ حان وقت ان يفرحن غيرهن من المحرومين ؛, كان اليوم الأكثر إمتاعاً ؛ حين تعرفت الطالبات على معاناة اهلنا في النقب ؛ وقدمن لهم الألعاب ومعونات بسيطة وطرود غذائية ؛ وزراعة أشتال الزيتون ؛ وكانت هذه الزيارة تضامنية مع أهلنا في النقب على صمودهم ؛ وتوصيل الرسالة " أنكم لستم وحدكم"! .

فكانت المحطة الأولى في عمواس ؛ حيث كانت فعاليات وفطور؛ فعاليات حركية رائعة ؛

وتفعيليه في منطقة عُمواس وشرح مُلَخَّص لتاريخ هذه المنطقة ومقام الصحابي أبو عبيده -رضي الله عنه

شمل البرنامج في هذه المحطة الفطور ثم بدء الفعاليات الرياضية:

* لعبة المياه والإسفنج – مسابقة بين فريقين من يملأ دَلوهُ بالماء بواسطة الإسفنجة من النهر القريب

*لعبة الكرة ومن أكثر ذكرا

*"الحبلة : القفز على الحبل وإحصاء العدد الأكبر للقفزات

*البالونات : نفخها وإلصاقها على مُشاركه ومنافسه بين فريقين

من ثم توجهنا للنقب

وكانت " رهط " أولى محطاتنا في النقب وصلينا الظهر والعصر حيث كان في استقبالنا أخواتنا من رهط ثم رافقتنا الأخوات لباقي الرحلة بهدف الشرح المفصل عن معاناة النقب الصامد وفي بلدة كسيفة رافقنا المراسل سلمان أبو عبيد والمصور عبد الله أبوعبيد في رحلة شيقة في أجواء ربيعية لمطل ساحر على البحر الميت ومن ثم للقرية الغير معترف فيها تل-عراد

كان استقبال الأهل لنا في الشق وهي مضافة الرجال الأضياف حيث لا يدخل الرجال غير المحارم بيوتهم حفاظا على الحرمات, بعد استماعنا لشرح عن القرية والمعاناة والإجابة عن أسئلة الطالبات كانت فقرة فعاليات هادفة كتابة عبارات مثل: مرابطون في النقب, النقب في قلبي , لن أترك النقب, هنا النقب, وتزيينها بورق القريب بالصمغ كانت هذه الفعالية بمشاركة طالباتنا وأطفال القرية

ومن ثم استمتعت الطالبات بأغاني البدو حيث وافق اليوم عرس عند أهل قرية تل عراد , ووزعت الطالبات الهدايا الرمزية على أطفال القرية.

وقبل المغادرة ؛ شَكَرَ اهل البلدة حضورنا وكانت الفرحة تملأ اعينهم الصغيرة ؛ فما أجمل ان يُشارك المسلم اخاه فرحه وحزنه , ويُبدي تضامنه معه ولو بالشيء القليل , فللم يكُن اهل هذه البلدة يتوقعون زيارةً من أحد ؛ حيث نسيهم-وللأسف-الكثير منا , ولم نفكر بهم ولكننا نؤكد لهم بأنكم لستم لوحدكم وأن صمودكم الجبّار بإذن الله سيثمر .

وفي ختام هذه الفعاليات , عادت الطالبات مع معلومات جديده وذاكرة ثرِيَّة في قرى الوطن ؛ وأهلها المهجرين وقراها غير المعترف بها ؛ ومُدنهِ المُهَوّدة ؛ وزهوره وأنهاره العذبة وربيعه الجذّاب ؛- في رَحلاتٍ أخرى ذات قيمة وذات فائدة. كما أبدت الطالبات المشاركات سعادتهن بهذه الايام رغم ما كان بها من صعوبات –ولكنها كانت ذكرياتٍ لا تُنسى!

-شُكر خاص لكل من ساهم بإنجاح هذه الايام؛ من معلمات ومرشدات ومؤسسة البيارق وشركة مريانة للسفريات والمرشد محمد غضبان والصحفي سلمان ابو عبيد والاخوات المرافقات من رهط ؛ المتبرعون بالطرود والهدايا والمسعفة أريج ومنسق النقب الشيخ اسامة العقبي والجميع ممن لا ينسى الوجدان ذكرهم . بارك الله فيكم .

تقرير وتصوير : دانية خالد صعابنه