جيرانُنا في رمضان

تاريخ النشر: 14/07/15 | 18:00

اعتادَ محمودٌ وأبناءُ الجيرانِ صلاةَ التَّراويح معاً بالمسجدِ القريبِ من الحيِّ الذي يُقيمون فيه.

وذاتَ ليلةٍ وعَقِبَ صلاةِ التراويح خرج محموٌد معهم وفي طريقِ العودة سألهم مُندهشًا: تُرَى أينَ خالد؟.. لا أراه يُصلِّي معنا صلاة التراويح مثلَ الأعوامِ الماضيةِ!

أجابه أحدُ جِيرانه قائلاً: إنَّه يُصلِّي التراويحَ بدارِه.. فوالدُه مريضٌ وهو يقوم برعايتِه.

ارتسم القلقُ على وجهِ محمودٍ وهو يتساءل: والدُه مريضٌ.. ومِن أين يأكلون ويشربُون في رمضانَ.. فأنا أعرفُ أنَّ والدَهم يعمل بالأجرِ اليوميِّ ولا يُوجد لديهم ما يدَّخرونه.

هتف أحدُهم: يا إلهي.. كيف غفلنا عن هذا الأمر!!

نظر محمود إليهم مُستبشرًا وهو يقول: لديَّ فكرةٌ جيِّدةٌ.. هل تُنفِّذونها معي؟

أجابوه جميعاً بصوتٍ واحدٍ: كلُّنا معك.

وهُنا بدأ محمود يُخبرهم بفكرتِه، أخبرهم أنْ يزورَ كلٌّ منهم جارَهم خالد قبل الإفطار بلحظاتٍ حاملاً معه بعضَ أطباق الطعام والفاكهة الموجودة في دار كلٍّ منهم، وهكذا يزوره كلُّ واحدٍ يومًا واحدًا حتى ينتهيَ شهرُ رمضان المباركُ ويتعافَى والدُه المريضُ.

أعجبتهم الفكرةُ كثيرًا وقامُوا بتقسيمِ عدد أيَّام رمضان فيما بينهم كي يذهبَ كلٌّ منهم في يومٍ مُحدَّدٍ، وبالفعل كان كلٌّ منهم يُخبر أمَّه بالأمر فتُجهِّز على الفور صِينيَّةً مُمتلئةً بالطعام اللذيذ والفاكهة الطازجة والخبز الشَّهِيِّ وتُعطيها لصغيرِها كي يذهبَ بها لمنزل جارهم خالد.

مَرَّتْ أيامُ شهرِ رمضان وكلُّ الجيران يتعاونون فيما بينهم على إدخال البهجة والسُّرور على قلبِ جارهم خالد وأسرتِه، وفي نهاية الشَّهر الكريم كان والدُ خالد قد تعافى تمامًا من مرضِه وعاد لعمله، ولم ينسَ خالدٌ أن يشكرَ أصدقاءَه وجيرانَه على صنيعِهم.. فهُمْ بحقٍّ يعرفون حقَّ الجار.

5

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة