خذلان رُوح

تاريخ النشر: 17/03/13 | 13:34

نَتعايش معهُم كل يوم,نُقابلهُم كل يوم,نتنفس هوائهم,نتعامل معهم ومع ادواتِهم ومع مُرور الزمن يبدؤون باستعمالنا كأدوات غيار عند الحاجة وبعد فترة زمنية قصيرة ؛ يهملوننا لدرجة النسيان.

أخبرتني صديقة لي عن موقف صغير بالنسبة لنا,لكنه في نهاية الامر,موقف حَصَل او يحصُل او سيحصل في نهاية المطاف لَنا او مَع أي من معارفنا,لكنه حتماً سيحصل لنا,لان طبيعة الانسان مُتغير المزاج ومُتغير الاحوال وذالك ينعكس في رَغبته بالتعامل مع احبابه.

التقيت بها رُغماً عنها,لم تُرد في البداية مُقابلة اي احد,فقد قَوقعت نفسها وأجبرت نفسها على مُقاطعة مُحيطها لبداية رحلة النسيان,نسيان الاصدقاء ومن ثم نسيان الذكريات,مع انه مُحال,ألا ان عزيمتها بالإصرار من اجل الاهمال كانت قوية,فهي تُعاني من خَذلان,وليس اي خَذلان.

نحن نعيش في حاضر يتركز على الماضي,مع ان الايام تُسابق بعضها,إلا انها مُجرد ايام,رُغم عددها الذي لا يُحصى إلا ان الايام كُلها تُعيد نفس النمط والنهج,فنحن ما زلنا نُعيد ذكريات ومواقف الماضي,وكذالك صديقي التي تحاول من اجل النسيان,لكن رحلتها طويلة ولن تنتهي ابداً إذ ما زالت تُحارب من اجل النسيان,ومجرد محاولتها اليائسة ؛ اتيقن انها تتعذب بداخلها لمجرد انها تعيد شريط الماضي مع كل اشراقة يوم.

نُقابل اشخاص جُدد مع كل يوم,هنالك اشخاص يعلقون بذهننا طيلة اليوم او الاسبوع وهنالك من يعلقون للحياة وبالمقابل هنالك من لا نستطيع حتى تذكر مقابلتهم.

صديقتي,قد مرت لحظة في حياتي اثرت عليها من جميع الجهات,فقد تعلقت بصديقة رُبما لم يحب القدر ان تتعلق بها للنهاية,لكنها تعلقت بها لدرجة انها كانت تُخاصم من يقترب الى حد صديقتها او يُحزنها.

كانت صديقتي اشبه ببركان قد ينفجر بأي لحظة وذالك مرتبط بكون صديقتها بخير ام لا.

حينما كنت اراها تتكلم عن صديقتها,كانت عيناها تلمعان فرحاً وبشاشة,كُنت ارغب بشدة تصويرها للاحتفاظ بهذه اللحظة الجميلة,منعتني عينتاي بالتصوير الملموس لاحتفظ بلمعة عيناها بذهني مَنعاً لرؤيتها تتألم بسبب الصورة إذ حَصل اي موقف قد يؤدي الى الانفصال.

رُبما الحُب الزائد عن حده والتعلق المفاجئ بشخص قد يؤدي الى التألم,قد يؤدي الى الانفصال المفاجئ رُغماً عنا.

كانت علاقة صديقتها بروحها التي اصبحت فيما بعد,علاقة لا يمكن هدمها إلا باللا مُبالاة,وذالك ما قد حصل!.

لا نُبالي حين نسأم نمط حياتنا,لكن ذالك ليس بالضرورة ان نهمل من يسكن بأرواحنا.

صديقتي اُهملت عمداً بعد

ان تَعرت صديقتها عن الكبرياء لتقابل اشخاص جدد وتهمل من يعاني لأجلها.

كانت بحالة يُرثى عليها بعد ان تركتها صديقتها,تركتها من اجل عابر سبيل يُعاني خطباً في تعامله مع الناس,ربما ذالك ما جذبها اليه.

قصة صديقتي,اشبه بقصة يُعاني منها مجتمعنا,الخذلان

صديقتي ليست كغيرها من الاصدقاء,هي الروح التي داخلنا,التي نتألم من اجل وفي سبيل طاعتها كل يوم.

هي الروح التي تلازمنا في كل حين,وهي مشتتة الافكار وفقط تتجمع حين تريدنا ان نصحو على انفسنا,ان نصحو من معاناة الخذلان التي نستقبلها بعد تعلقنا بالشخص الغير مناسب.

كما هي الروح التي نحن من نحددها بأنفسنا لأجل اقاربنا وليس فقط معارفنا,فعلينا تحديد صحة العلاقة التي تربطنا مع الاقارب لصَد اي عملية خذلان قد تحصُل.

ابتسام محمود مرااد

حادي عشر "3" دار الحكمة الثانوية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة