على هذهِ الأرض

تاريخ النشر: 11/03/13 | 3:22

على هذهِ الأرض ِ ما يُقرفُ مَتاعُ الأسَى بالدِّما تنزفُ

على هذهِ الأرض ِ ما يَستحِقُّ الْ حَياة َ !! ؟؟ هُرَاءٌ فلا تهتِفوا

لقد قالها شاعرٌ هِيَ ليسَتْ َلهُ ول ِ"نِيتشِه " كما يُعْرَفُ

لقد قالها كاتبٌ فيلسوفٌ بآخر ِ أيَّامِهِ يَخرَفُ

وما قالهُ : الكُفرُ في نظر ِ المُؤْ ِمنِينَ وهْوَ السُّخفُ والأسْخَفُ

وكم مُلحِدٍ قالهَا بمَلذ َّا تِهِ غارقٌ نحوَها يزحَفُ

وهذي الحياة ُ مَتاعُ الغرور ِ كحُلم ٍ تمرُّ ولا نأسَفُ

وفيها الشَّقاءُ وفيها العَذابُ وفيها البلاءُ فلا يُوْصَفُ

وفيها الغنيُّ رفيعُ المقام ِ وأمَّا الفقيرُ فمُسْتضْعَفُ

وَدَربُ اللئيم ِ وُرُودٌ أمَامَ الْ كريم ِ الحَواجزُ كم تصْدُ فُ

يَظلُّ الضَّعيفُ صَدِيقَ الهَوان ِ َشقِيًّا بأغلالِهِ يَرْسُفُ

يعيشُ بذلٍّ وفقر ٍ شديدٍ بكوخ ٍ وحيطانهُ َتدلِفُ

لماذا الشَّريفُ يعيشُ كئيبًا وَيسْعَدُ في عيشِهِ الأجلفُ

لماذا الخسِيسُ غنيٌّ َطريرٌ وأمَّا الأبيُّ أسًى يَألفُ

لماذا الشَّريفُ فما وظَّفوُهُ وكلُّ عَميل ٍ لقد وظَّفوا

وكم من دُعاءٍ لِرَبِّ السَّماءِ لِيُنصِفَ فالعَبدُ لا يَنصِفُ

وكم فاسِق ٍ صارَ شيْخًا جَليلا ً يَؤُمُّ على أمرنا يُشرفُ

يُطيلُ صلاة ً وَوَعظا ً بخُبثٍ وَمِن خلفِهِ الناسُ قد صُفِّفُوا

وكلُّ دَعِيٍّ وَرُكن ِ فجُور ٍ يتوقُ لإيمانِنا يَنسِفُ

وَكم مِن إمام ٍ وَشَيخ ٍ وَقور ٍ لِذقنِهِ حُزنا ً غَدَا ينتِفُ

فهذا زمانُكَ " لُكعَ بن ِ لُكع ٍ " ويومُ النُّشور ِ ابتدَا يُشرفُ

وكم من شعُوبٍ ُتسَامُ عذابًا عليهَا أعاصِيرُ الدُّنى تعصفُ

وكم مِنْ بلادٍ َطوَاهَا الفناءُ بنار ِ اللَّظى ، للمَدَى ُتقصَفُ

وفي عالمي ..لستُ من عالمِي .. َبلْ وراءَ الفضاءِ كيانِي يشنفُ

وأصبُو لجنَّةِ رَبِّ الوجودِ لفردوسِهِ دائِمًا ألهَفُ

تشِعُّ بهاءً بنور ِ الإلهِ وفيهَا المَباهِجُ والزُّخرُفُ

هنالكَ العَدالة ُ ثمَّ السَّلامُ حُمَيَّا المَحّبَّةِ كم ُترشَفُ

إليهَا انطِلاقي ونارُ اشتِياقي لأجل ِ التلاقِي سَعَا المُدنفُ

على هذهِ الأرض ِما يستحِقُّ الحَ يَاة َ هُرَاءٌ لقد قيلَ .. لا تهتِفوا

هناكَ بخُلدِ الجِنان ِ انعِتاقٌ وَمِن عذبِ سَلسَالِهَا فاغرفوا

لنا المَآلُ برَبٍّ قدير ٍ بدُنيا التُّرابِ فلا تحلفوا

على هذهِ الأرض ِ ما من مُكوثٍ لِمَجدِ السَّمَاءِ غدًا ُنخطَفُ

على هذهِ الأرض ِ أغدُو ترابًا وللفجر ِ روحي أنا تعطفُ

وبالبرِّ َنحْيَا وكلُّ المَسَاكي نَ بالرُّوح ِ.. للمجدِ قد شُرِّفوا

ولا شيىءَ يبقى سوى حُسن ِأعْمَا لِنا ثمَّ إيمانِنا يُسْعِفُ

ودُنيا الجحيم ِ لأهل ِ الشُّرور ِ وللخُلدِ بالبرِّ مَنْ طُوِّفوا

وللخُلدِ مَنْ لا يخُوضُ المَعاصِي مِنَ الشَّرِّ والعُهر ِ قد يأنفُ

فلا أرضَ تأوي ولا صَرْحَ يَحمِي ولا المالُ يبقى َويَستعطِفُ

وبالبرِّ أسْمُو وبالبرِّ أحْيَا بدربِ الخُلودِ أنا أعْرَفُ

سأحْيَا لفجر ٍ بَهيِّ الأماني بفيىءِ الجِنان ِ غدًا مُترَفُ

إلى عالم ِ النور ِ َتاقَ الكريمُ وَروحي إليهِ أنا ُتشغفُ

يسيرُ الجميعُ وَراءَ السَّرابِ وللحقِّ كلٌّ هُنا مُجْحِفُ

وصوتُ الضِّلال ِ يهزُّ الجبالَ ولحنُ الحقيقةِ لا يُعزفُ

على هذهِ الأرض ِما يستحقُّ الْ حَياة َ فكم قالهَا أجْوَفُ

ويتركُ أوطانهُ في ضَياع ٍ ببنك ِ النضال ِ فلا يُصْرَفُ

وكم خائِن ٍ يَدَّعِي الوَطنِيَّ ة َ كذبًا وزيفا ً هُوَ الأزيفُ

يخُونُ بلادًا وأرضًا وَشَعبًا يُكَرَّمُ كم مثلهِ فاصْطفوُا

غدَا وَطنيًّا وكانَ العميلَ مَخازيهِ دومًا أنا أكشِفُ

وصارَ الغنيَّ وَمَالٌ كثيرٌ ودومًا عليهِ َغدَا يُنعَفُ

وأضحَى سمينا ً وفضًّا طريرًا لِكُثر ِ الطعام ِ ومَا يُعلفُ

وكم وَطنيٌّ مثالُ النضال ِ َطوَاهُ الزَّمانُ ولا يُعْرَفُ

ولم يذكرُوهُ بقول ٍ جميل ٍ وَما َخلَّدتهُ هُنا الأحْرُفُ

أعَدتُ لهُ مَجْدَهُ والذي َط مَسُوهُ بظلمِهِ كم أسْرَفوُا

َوثرتُ لأجل ِ الذي اقترَفوُهُ مَحَوْتُ الهُرَاءَ وما زَيَّفوا

على هذهِ الأرض ِ تبقى الحُروبُ ويبقى الصِّراعُ ولا يُوْقفُ

وكم مِنْ شُعوبٍ أبيدَتْ قديمًا وكم مِن أناس ٍ قضَوا واختفوا

وكم ظالم ٍ قد أبَاحَ الدِّماءَ لأمجادِهِ للدِّما يُرْعِفُ

وفي مَأتم الزَّهر ِ كم يَحتفِي وفي الفتك ِ والقتل ِ لا يَرأفُ يخُوضُ الفجُورَ ومِن دون ِ َردْع ٍ لكلِّ المَخازي لها يَهْد ِفُ

وَيَحْيَا مُجُونا ً وعُهْرًا طويلا ً لهُ الفسقُ ثمَّ الخَنا

مِعطفُ على هذهِ الأرض ِ تبقى الحُروبُ يشيبُ الزَّمانُ ولا ينظفُ

عَليهَا ينامُ الشَّهيدُ حَزينا ً وفيها البلاءُ ومَا يُؤسِفُ

على هذهِ الأرض ِ ماتَ السَّلامُ وَزالَ الوئامُ دُجًى مُسْجِفُ

على هذهِ الأرض ِ شوكُ القتادِ جيوشُ الفسادِ فكم تعنفُ

عليهَا المآسي في كلِّ شبر ٍ بحارُ الدِّماءِ فلا َتنشفُ

على هذهِ الأرض ِ تسري القوافلُ وتمشِي الجَحَافِلُ لا ُتوقفُ

عليها حَمَلتُ صَليبَ كفاحِي وَحَولي سهامُ الرَّدَى ُتنعفُ

وَغيري جبانٌ ونذلٌ عميلٌ هَوَ الوَطنيُّ لهُ يُهتفُ

وَينهَبُ مالَ الصُّمودِ ، وَشعبي يعيشُ الأسى ، جُرحُهُ ينزفُ

يعيشُ فقرًا َوذلا ًّ وَحُزنا ً وَعتمُ الدُّجَى فوقهُ يُسْدفُ

وَيُبلى بوَغدٍ .. ونذل ٍ وَيَتبَ عُهُ خائِنٌ خلفهُ يُرْدَفُ

وتبقى المَهازلُ ثمَّ المآسي سُيُولُ الرَّزايَا بنا تجرفُ

أنا وجَعُ الأرض ِ، حُزنُ الثَّكالى وَدَمعُ اليتامَى الذي يُذرَفُ

أنا أوَّلُ الشُّهداءِ وآخ ِ رُ مَنْ قد قضَى ..بي انتهَى المَوقِفُ

على هذهِ الأرض ِ يشمُخُ ظلِّي ويمتدُّ نخلي ولا يَنحَفُ

أعانقُ حُلمي ، وأمِّي الحياة ُ وإنِّي الجميلُ الفتى الأهْيَفُ

وتبقى الفنونُ ردَاءَ الخُلودِ وَسِحرُ الفنون ِ أنا أقطفُ

وإنِّي أظلُّ مَنارَ الفنون ِ وَدَومًا أنا الشَّاعرُ المُرْهَفُ

نثرتُ أريجيَ في كلِّ صَوبٍ وظِلِّي لِنار ِ اللّّظى يُلطِفُ

وأرسَلتُ ألحَانيَ السَّاحِراتِ قلوبُ الحِسان ِ لها ُتخطفُ

لإبداعيَ الفذ ِّ يرنو الوُجُودُ وكلُّ الأباةِ بفنِّي احتفوا

وكلُّ الحُثالاتِ ، مَنْ كانَ ضِدِّي .. جميعُ العِدَى من أمامي اختفوا

سأبقى وَفِيًّا لأرضي وَشَعبي ولا أهجُرُ الأرضَ ولو أتلفُ

ولم أسرق ِ الشِّعرَ عن أحَدٍ .. مِنْ تراثِ الأجانبِ لا أغرفُ

وإبداعيَ الفذ ُّ في كلِّ أرض ٍ جميعُ الشُّعُوبِ بهِ أتحِفُ

وَهبْتُ حياتي وَعُمري لشَعبي مَنارُ الإبَا للفِدَا مُسْرفُ

لنا المَجدُ مُنذ ُ انبثاق ِ الزَّمان ِ يُشِعُ تليدُهُ والمُطرَفُ

على هذهِ الأرض ِ كانَ انتصاري دَحَرتُ حِصَاري وَمَا يُغلِفُ

وإنِّي أتوقُ لِفجر ِ الخَلاص ِ مَصيري لِرَبِّي وبي يرؤُفُ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة