عن "الكوليك – الغازات" وتهدئة الطفل الصغير
تاريخ النشر: 23/02/13 | 23:55رزقتم بطفل جديد؟ لا شك انها احدى اروع اللحظات وأكثرها اثارة في حياتكم. يرافق هذه الهدية الرائعة في كثير من الاحيان، ايضا احباط وتعب لم يسبق ان تعودتم عليه: هذا المخلوق الصغير الذي يملأ حياتكم بالسعادة الكبيرة، يُبدي علامات انزعاج ويبكي في كثير من الاحيان، ولا تنجحون دوما في تهدئته. ربما انتم ايضا ككثير من الاهالي، تتوجهون الى المختصين، الى الاصدقاء من ذوي التجربة والمنتديات عبر شبكة الانترنت، وكما في مجالات اخرى – هنا ايضا تنهال عليكم معلومات هائلة والعديد من النصائح حول الطرق الممكنة لتهدئة طفلكم.
على الارجح انه في خضم بحر المعلومات الذي انجرفتم به، قد صادفتم المصطلح الطبي "كوليك". احدى تعريفات الكوليك، التي تم تحديدها منذ عام 1954 من قبل الدكتور موريس فاسل، هو "الم يصاحبه البكاء لمدة تزيد عن 3 ساعات يوميا، اكثر من 3 مرات اسبوعيا، لمدة 3 اسابيع وهو غير ناتج عن سبب صحي". يظهر الكوليك عادة في سن اسبوعين – ثلاثة، وتصل ذروته عند الشهر الثاني من عمر الطفل، ويزول في غالبية الحالات في سن 3-4 اشهر.
ما هو "الكوليك" اذا؟
اصل كلمة "كوليك" هو من الكلمة اليونانية كوليكوس, وتعني "الامعاء الغليظة". وهذا لأنهم اعتقدوا في اليونان القديمة ان الاوجاع في الامعاء هي سبب بكاء الاطفال. هنالك اجماع اليوم بين الاطباء ان سبب الكوليك غير واضح حيث ان كل ما تبقّى للأهل هو ايجاد طرق مبتكرة من اجل تهدئة طفلهم.
تبلورت على مدار السنوات عدة اساليب تقليدية لتهدئة الطفل، وبعضها موجودة منذ عصور اجدادنا القدماء: لقد اكتشفوا ان اكثر الطرق فعالية لتهدئة الاطفال في اشهر حياتهم الاولى هو عبر تقليد بيتهم القديم: الرحم. لذا ، فان هذه الطرق القديمة تتضمن – من بين عدة امور – "لفّ" الطفل، جعل الطفل ينام على احد جانبيه، اسماع صوت مكرر(مثلا "ششش…" رقيق في اذنه)، هزّ ايقاعي ومتكرر والمصّ (مثلا الاصبع او المصاصة). الدليل على ان الحديث عن طرق قديمة ، يظهر في احد اقدم الكتب الطبية في العالم. حيث اوصى ومنذ عام 200 ميلادي طبيب يدعى سورانوس بوضع سرير الطفل على صخور تم وضعها بشكل مائل وهزه الى الامام والى الخلف. وقد شكّلت هذه الفكرة على ما يبدو الايحاء لاختراع السرير الحديث.
وتستخدم في ارجاء العالم هذه الطريقة حتى اليوم لهزّ الطفل على مدار اليوم: في بعض الدول يتم ايضا ربط الطفل بظهر الاهل وهكذا فانه يتحرك طوال اليوم. في تايلاند، يضع الاهل الطفل في سلة متدلية من السقف.
الحاجة الى تهدئة الطفل تعتبر تجربة مشتركة لكافة الاهالي في كل ارجاء العالم، وأيضا للأهالي في المجتمع الافريقي المعزول الكونغ سان، والذي اتاح في الاربعين سنة الاخيرة للعلماء الفضوليين دراسة انماط حياتهم، بما في ذلك طريقة اعتنائهم باطفالهم. وبشكل مفاجئ لاحظ الباحثون ان الاطفال في هذا المجتمع يصابون بنوبات من البكاء بمعدل 16 ثانية فقط, بينما اكثر من 90% من نوبات البكاء تنتهي في غضون اقل من دقيقة! كيف يحدث هذا؟ الامهات في مجتمع كونغ سان تقضي معظم اليوم معا، وتحمل على ظهرها اطفالها في سلة مصنوعة من الجلد.عندما يبكي الطفل فإنها تلاحظ هذا في خلال اقل من 10 ثواني، تحمله وتطعمه بشكل متكرر نحو 3- 4 مرات لمدة ساعة. بالطبع اننا لا نقصد ان عليكم اطعام طفلكم عشرات المرات يوميا، إلا انه بالتأكيد يمكن ان نشاهد هنا التأثير الكبير لهذه الحضارة على طريقة الاعتناء بالأطفال. في الحضارة الغربية، على سبيل المثال، سيكون هناك من سيقول انه يجب ان نتيح للطفل ان يكوّن شخصية مستقلة وعدم الاهتمام لكل مرة يبكي فيها.
بغض النظر عن الحضارة التي تربيتم بها والتي تعيشون فيها، فان تربية الاطفال تعتبر تحديا كبيرا ورئيسيا في حياة الاهل، خاصة في الاشهر الاولى، فخلالها يعتاد الاهل والطفل على الحياة الجديدة، خلال هذه الفترة من المهم ان تتساعدوا مع البيئة القريبة منكم، وعند الحاجة الاستعانة بالمختصين، وفي كل مرة تشعرون بها بالإحباط – تذكروا انكم لستم لوحدكم.
أطلقت شركة ابوت في السنة الاخيرة سيميلاك كومفورت، مجموعة جديدة من تركيبات الغذاء للأطفال ترتكز على الحليب، وقد طُوّرت بدمج مكونات للهضم السهل بحيث تلبي متطلبات الاطفال الغذائية منذ لحظة الولادة. هذه التركيبة تعتبر الاولى من نوعها في البلاد والتي تسهّل على الاطفال الذين يعانون من صعوبات في الهضم، وتشكّل البديل الاول بالنسبة للأهل، عندما يتعرض طفلهم لهذه الاعراض. التركيبة المتميزة في سيميلاك كومفورت تقلل من الصعوبة الموجودة لدى الاطفال في هذا المضمار وتساعد ايضا على التخفيف من مشاكل الهضم الشائعة، مثل عدم الراحة، الغازات، الاسهال والكوليك.
بقلم: رونيت دوييف المديرة العلمية في ابوت، مصنّعة سيميلاك