رحلة مدرسية
تاريخ النشر: 07/06/15 | 17:08جلس سعيدٌ على طَرَفِ فِراشِه يُراقب أخته سمر، اتَّجهتْ سمر إلى صِوَانِ ثيابها وأخرجت حصالة نقودها، تعجب سعيد كثيراً.. لماذا تجلبُ سمر حصَّالتها.. لقد وضعَت مصروفها في الحصَّالة منذ قليلٍ.
ظلَّ سعيد يُتابع بعينيْه أخته سمر وهي تجلب الحصَّالة وتتَّجه لفِراشها الصغير وتجلس على الفراش ثم تبدأ في فتح الحصَّالة، اندهش سعيد كثيراً.. ماذا تفعل سمر.. إنَّها تفتح الحصَّالة قبل الموعد الذي اتَّفقا عليه، لقد اتفقا على فتح الحصَّالات في عطلة نهاية العام.
وهنا نهض سعيدٌ من فراِشه وقد قرَّر أن يُنَبِّهَ سمر.. رُبَّما نسيتْ ما اتفقا عليه، ولكنَّه ما كاد يخطو نحوَها حتَّى كانتْ قد فتحتْ حصَّالتها.. ارتسم الضِّيقُ على وجهِ سعيد وهو يُوَبِّخُ أختَه على تسرُّعِها قائلاً: لماذا فتحْتِ الحصَّالةَ الآنَ.. هل نسيتِ اتِّفاقنا؟
أجابتْه سمر: هناك أمرٌ هامٌّ اضطرَّني لفتح الحصَّالة.. ولا تسألْني ما هذا الأمرُ.
ازداد اندهاشُ سعيدٍ، ولكنَّه عاد لفراشه لينامَ بينما أخذتْ سمر تُحصي ما ادَّخَرَتْهُ بهدوءٍ.
في صباحِ اليومِ التَّالي استيقظتْ سمر مُبكِّراً وخرجتْ سريعاً، كانت تتلفَّتُ حولها كي لا يراها أحد، ورُغْمَ حذرِها الشَّديد لم تشعرْ بأخيها سعيد الَّذي يُراقبها من بعيدٍ دون أن تلحظَ وجودَه، لقد رآها سعيد وهي تضع جميعَ مُدَّخراتِها في مظروفٍ كبيرٍ خبَّأتْه جيِّداً في طيِّاتِ ثيابها قبل خروجها، وكان سعيد يودُّ معرفةَ سرِّ أختِه.. لذا ظلَّ يُراقبها.
اقتربتْ سمر من دارٍ قديمةٍ بَابُهَا مُتهالِكٌ ونظرتْ حولها كي تتأكَّدَ أنَّ أحداً لا يراها قبل أنْ تُخْرِجَ المظروفَ وتدفعَه من تحتِ البابِ ثم تنهضُ سريعاً وتُغادِرَ المكانَ، ازداد تعجُّبُ سعيدٍ من أفعالِ أختِه العجيبةِ، وهنا قرَّر سعيدٌ أن يسألَها عن هذه التُّصرُّفاتِ العجيبةِ.
فُوجِئَتْ سمرُ بأخيها أمامها مباشرةً يسألها لماذا تركْ نقودَها هناك، وهنا لم تجدْ سمر بُداًّ من كشفِ سرِّها
أخبرتْه أنَّ هذه الدَّارَ تسكنها صديقتُها سلوى، وهي تعلم أنَّ سلوى فقيرةٌ جداًّ، وقد أعلنتْ إدارةُ المدرسةِ عن رحلةٍ للبناتِ ولكنَّ سلوى اعتذرتْ؛ لأنَّها لا تملك مالا تدفعُه للاشتراك بالرحلة، لذا قرَّرتْ أنْ تُقدِّمَ لها المساعدة لتشتركَ دون أنْ تعلمَ مَن الَّتي ساعدتْها
فَرِحَ سعيد كثيراً بأختِه ، واعتذر لها أيضاً عن سُوءِ ظَنِّهِ.