دراسة تفصيلية حول مخطط المجمع التهويدي في ساحة البراق

تاريخ النشر: 11/02/13 | 10:18

ملخص تنفيذي :

أعدّت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" مذكرة تستند الى خرائط تفصيلية ووثائق ومستندات حصلت عليها ، تكشف عن مخطط للإحتلال الاسرائيلي لإقامة مبنى تهويدي متعدد الاستعمالات ، ينوي الاحتلال تنفيذه خلال الايام القريبة ، ويقع على بعد خمسين متراً عن المسجد الاقصى المبارك ، غرب حائط البراق ، ملاصقاً ليسار المدرسة التنكزية في الواجهة الشمالية لساحة البراق تطل عليها مباشرة ، ويحوي هذا البناء المخطط على مدرسة دينية وكنيس يهودي ، ومركز شرطة عملياتي متقدم ، وقاعات للإثراء التهويدي حول ما يسمونه "إرث المبكى" ، قاعة استقبال كبيرة بفناء رحب، مداخل عريضة ومتعددة لزوار النفق الغربي ومركز الزوّار" قافلة الاجيال، عشرات الوحدات الصحية "حمامات عامة" ، وغرف التشغيل والصيانة .

والمخطط عبارة عن عمليات توسعة وترميم وتغيير لمبنى قائم على ثلاثة طوابق ،هو في الأصل مبنى يقع ضمن حدود حي المغاربة المشهور ، والمبنى عبارة عن بناء حكومي إسلامي تاريخي وعقارات وقفية ، من الحقبة الاسلامية المتقدمة ومن الفترة المملوكية والايوبية والعثمانية ، ، وقام الاحتلال بالاستيلاء عليه بعد الاحتلال عام 1967م وأطلق عليه اسم "بيت شطراوس " ، واستعمله كمدخل رئيسي لنفق الجدار الغربي وما يسمى بـ "مركز الزوار – قافلة الأجيال" ، ومكاتب لمؤسسات تهويدية – مكتب صندوق إرث المبكى ، ومكتب ما يسمى بـ " راب المبكى والأماكن المقدسة"- .

ويخطط الاحتلال في هذه الايام لتنفيذ توسعات ضخمة للمبنى القائم ، إضافة مبنى من طابقين – على مستوى الطابق الاول والثاني ، وبناء طابق إضافي فوق الطابق الثالث ، ليصبح المبنى ذا اربعة طوابق ، بالإضافة الى عمليات ترميم وتغييرات وتوسعة في المبنى القائم ، بتكلفة 20 مليون دولار ، ويقوم بتنفيذ هذا المشروع ما يسمى بـ " الشركة لتطوير الحي اليهودي في البلدة القديمة" – ، ما يسمى بـ " صندوق من أجل إرث المبكى"- وهي شركة حكومية تابعة مباشرة لمكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية – ، المؤسسة الاسرائيلية الرسمية – وكلها أذرع احتلالية تتشابك فيما بينها لتنفيذ مخططات التهويد والاستيطان – .

ويسبق ويترافق مع البدء بتنفيذ المشروع التهويدي المذكور أعمال حفر تشمل تفكيك وهدم وتفريغ ترابي في أرضيات ، جدران ، وأقواس داخلية في أغلبها من المباني الاسلامية التاريخية ، بالإضافة الى أعمال تبليط حديثة ، الأمر الذي سيؤدي الى تدمير وطمس المعالم الاسلامية في الموقع .

ويرتبط المبنى المخطط بمجمله بمداخل الأنفاق التي حفرها ويحفرها الاحتلال الاسرائيلي أسفل وفي محيط المسجد الأقصى المبارك ، كما ويرتبط مباشرة بساحة "المبكى" – التي أقامها الاحتلال بعد هدم حي باب المغاربة ويستعملها اليوم ساحة لصلاة اليهود – كما ويرتبط المبنى مع البلدة القديمة في القدس عبر شارع السلسلة – القريب من باب السلسلة أحد أبواب المسجد الأقصى- ، كما ويعتبر هذا المبنى أحد المشاريع التنفيذية لمخططات تهويد المحيط الملاصق للمسجد الاقصى ، وجزء من المخطط التهويدي الشامل لمنطقة البراق ، وجزء من مخطط زاموش المعروف بمخطط " قيدم يروشالايم- أورشاليم أولا " ، ومخطط النفق والقطار الارضي الواصل بين منطقة باب الخليل وباب المغاربة ، ومخططات شبكات المواصلات حول البلدة القديمة ومن ضمنها مشروع التلفريك عند باب الخليل والمغاربة ومنطقة باب الاسباط . هذه المخططات بمجملها تسعى الى زيادة عدد زوار "المبكى" الى 15 مليون زائر سنوياً ( اليوم 7 مليون ، 2 مليون قبل عشر سنين ) – بحسب احصائيات الاحتلال وبلديته في القدس -.

وترى "مؤسسة الأقصى " في إقامة هذا المبنى وما يحويه ، خطراً مباشراً يهدد المسجد الأقصى المبارك ، ويدلل على أن الاحتلال الاسرائيلي يضمر الشرّ لأولى القبلتين ، وأننا أمام أحداث جسام قد تقع على المسجد الاقصى المبارك ، خاصة في ظل تسريع تنفيذ مشاريع التهويد في الأشهر بل والاسابيع الاخيرة، والسباق مع الزمن لخنق المسجد الاقصى المبارك بأكبر عدد من الأبنية العالية والمرافق التي يطلقون عليها "مرافق الهيكل المزعوم" ، وفي ظل تصعيد الإعتداءات على المسجد الاقصى ، وزيادة حدة إقتحام المسجد الاقصى من قبل الجماعات والمستوطنين ، وإقامة شعائر دينية يهودية وتلمودية ، جماعية وعلنية في ساحات المسجد الاقصى ، واقتحامات مجموعات كبيرة من جنود الاحتلال بزيّهم العسكري ، وقيام بعضهم برفع العلم الاسرائيلي عند قبة الصخرة ، ناهيك عن اقتحامات فرق المخابرات الاسرائيلية الاحتلالية ، والشخصيات السياسية والقضائية والدينية الاسرائيلية، وإصرار الاحتلال على إدخال آلاف السياح الأجانب الى المسجد الاقصى بلباس فاضح وممارسات تنتهك حرمة المسجد ولا تليق بقدسيته ، بالاضافة الى الحديث والدعوات المتصاعدة لهدم الاقصى وبناء الهيكل المزعوم، وآخرها الفيلم الذي انتجته وزارة الخارجية الاسرائيلية، كل ذلك يشير الى ان إقامة هذا المبنى بهذا التوقيت له دلالات وأبعاد خطيرة جداً على المسجد الاقصى المبارك.

الدراسة التفصيلية :

مخطط رقم 12996:

مبنى على اجمالي مساحة 1716 متر مربع وأربعة طوابق ، وبتكلفة 20 مليون دولار:

بتاريخ 21/1/2008 م بدء عملياً بتقديم ملف تخطيطي لتنفيذ توسعة في المبنى الذي يطلق عليه الاحتلال " بيت شطرواس" ومساحته تبلغ 772 متر مربع ، حيث وضع مخطط يحمل رقم 12996 ، لإضافة أبنية على ثلاثة طوابق بمساحة 944 متر مربع لتصل المساحة الإجمالية الى 1716 متر مربع ، تتضمن بشكل أساسي ، إقامة مركز شرطة عملياتي متقدم ، مدرسة دينية وكنيس ، قاعة إثراء تهويدي على طريقة العرض الإمتاعي تحت اسم " رحلة الى اورشاليم" ، صالات استقبال وفناء، إضافة عشرات الحمامات العامة ، مكاتب لمؤسسات وشخصيات إسرائيلية فاعلة في مجال التهويد والاستيطان ، غرف تشغيلية.

وبتاريخ 4/10/2011م صودق نهائياً على المخطط من قبل دوائر الاحتلال في القدس وأعطيت رخصة البناء مباشرة وأعلن عن عطاء لتنفيذ المشروع .

أعمال تحضيرية :

بتاريخ 17/5/2012، فتحت عطاءات المتعهدين الذين سبق وتقدموا بها بعد الجولة الميدانية التي أجروها يوم 5/3/2012 من أجل تنفيذ التوسعة والمشروع المذكور ، في مطلع العام بدء عمليات تحضيرية لبدء تنفيذ المخطط ، حيث بنيت وحدات حمامات مؤقتة في اقصى الجهة الغربية الجنوبية من ساحة البراق، شكلت حمامات بديلة للموجودة في موقع المخطط، ثم نصبت سلالم خشبية في واجهة المبنى ونفذت أعمال نقل لشبكة الكهرباء، كما وتم تحويط الموقع بسياج حديدي ساتر، وأغلقت بعض الابواب الداخلية، وتم تغيير المداخل وحركة مرور المشاة.

بتاريخ 5/2/2013 بدأت جرافات الاحتلال بهدم واجهات وقناطر مستحدثة كانت قد بنيت ملاصقة للعمارة الاسلامية العريقة، وذلك تمهيدا لتنفيذ المخطط المذكور .

= من "مذكرة التعليمات" لمخطط رقم 12996 الصادرة عن لجان التخطيط والبناء التابعة لأذرع الاحتلال في القدس :

شرح عام :

اسم المخطط : بيت شطراوس ، ساحة "المبكى"، البلدة القديمة .

يهدف المخطط الى إضافة قسم جديد بطابقين ، ملاصقة لجنوب المبنى القائم ، وإضافة طابق على سقف المبنى القائم المعروف باسم "بيت شطراوس" .

استخدامات المبنى الجديد : نقطة شرطة لمنطقة البراق ، استعمالات ثقافية وتشغيلية لزوار ساحة "المبكى" ، ويتضمن توسيع الحمامات العامة في توسعة الطابق الارضي ، مركز ثقافي ( رحلة الى اورشاليم) ، مدرسة دينية وكنيس ، مكاتب تشغيلية وصيانة عامة لمنطقة "المبكى"، غرفة لتبديل الملابس وللعمال ، هناك رواق في واجهة المبنى معدة للهدم .

القائمون على العمل :

الشركة لتطوير الحي اليهودي في القدس القديمة ، صندوق إرث مبكى ، دولة اسرائيل.

المساحة الكلية للمبنى :

تحديد مساحات البناء لإضافات البناء بمساحة 944 متر مربع ( المساحة الاجمالية للبناء والمؤسسات العامة 1716متر مربع ) .

تحديد حدّ أقصى بعدد الطوابق بأربعة طوابق فوق سطح الارض .

الوضع القائم 772 متر مربع ، اضافة 944 متر مربع ( الاجمال 1716م ) .

نسبة البناء العامة 274% ، علو المبنى 15.5 م عن الارض .

= من برتوكول جلسة للجنة التنظيم الفرعية 30/11/2009م

خلفية تاريخية عن المبنى :

في هذه القطعة يوجد مبنى يتضمن ثلاثة طوابق ، ويستعمل اليوم مدخل للنفق الغربي ، مكاتب "صندوق ارث المبكى" ، كلية دينية، مكتب راب الحائط الغربي والاماكن المقدسة .

المبنى ( طابق المدخل مستوى 0.00+ وحتى مستوى 7.65 + طابق آخر هدم مع تقادم السنين ) بالاصل هو من حقبة العصور الوسطى ( ما بين القرن السادس وحتى السادس عشر الميلادي – أي فترة الحكم الاسلامي المتقدم وحتى الدولة العثمانية – م.أ) .

مستوى 7.65+ وحتى مستوى 13.00+ من فترة القرن التاسع عشر ، يتطابق شكل البناء العمراني للطراز المعماري العثماني .

مستوى 2.77+ بني في نهاية القرن العشرين .

في واجهة المبنى أضيفت شرفة مع أقواس في وسط أعوام الثمانينيات .

لماذا هذا البناء :

البناء المقترح سيشكل الواجهة الشمالية لساحة "المبكى" وسيستعمل كمدخل للنفق الغربي ومركز الزوار.

ضرورة وجود نقطة شرطة بسبب ترجيحات عملياتية ولضرورة الأمر .

الدعم الكامل لـ 7 ملايين زائر سنوي لساحة "المبكى" ، و70 عاملاً يومياً .

إيجاد فضاءات تعليمية كجزء من قاعة رحلة الى اورشاليم – ، والتوجيه التثقيفي حول " إرث المبكى".

مركز الشرطة سيستعمل كغرفة عمليات متقدمة للأحداث في ساحة البراق ومحيطها ، وكغرفة تحكم ورقابة على مدار 24 ساعة ، وكغرفة امنية لكل الحوادث ولكل أذرع الأمن .

مساحات البناء المقترحة للإضافة في المخطط :

– 160 متر مربع : لوبي – مدخل عام .

– 160 متر مربع : حمامات عامة .

– 125 متر مربع : مركز شرطة .

– 125 متر مربع : قاعة رحلة الى اورشاليم .

– 54 متر مربع : مكاتب تشغيلية وصيانة للـ "المبكى" .

– 44 متر مربع : غرف لباس وخزائن .

– 21 متر مربع : غرف طعام وعمال .

اجمال المساحة المضافة للبناء 944 متر مربع ( 689 مربع صافي ) – ( 1716 متر مربع يشمل المساحة المبنية اليوم) مساحة القطعة 625متر مربع ، بمعنى إضافة بناء بنسبة 274% .

تفاصيل المخطط بحسب الخرائط التفصيلية:

الطابق الأرضي – الطابق الاول- مستوى 0.00+ :

مدخل عام وقاعة استقبال كبيرة للمبنى بأكمله .

غرفة للدخول الى النفق الغربي وموقع الزوار "قافلة الأجيال" .

إضافة 64 وحدة صحية "حمامات عامة " للرجال والنساء ، وترميم للحمامات القديمة ( يصبح العدد الإجمالي 94 ) .

غرفة لأعمال الصيانة .

الطابق الثاني مستوى 3.70+ :

الإضافات :

قاعة عرض "رحلة الى اورشاليم" .

مدخل عام وواجهة استقبال لقاعة "رحلة الى اورشاليم"

مركز شرطة كبير يضم :

مكتب لضباط الوحدة .

مساعدون .

قاعة كبيرة عبارة عن غرفة قيادة وتحكم أمامية للعمليات .

نقطة شرطة .

يومياتي .

سكرتارية .

اما المبنى القديم فسيحوي : غرف اتصالات ، ومولتوميديا .

الطابق الثالث مستوى 7.55+ :

اعمال بناء وترميم في الطابق الثالث والذي يشمل :

مكتب قسم الاثراء الثقافي ، مدرسة دينية وكنيس، مكاتب ومطاهر .

الطابق الرابع مستوى 11.10+ :

مكتب لقسم البناء ، سكرتاريا لمكتب " راب " المبكى والأماكن المقدسة" ، مكتب راب " المبكى والأماكن المقدسة" ، مكتب قسم التشغيل .

غرف لتغيير الملابس للنساء وأخرى للرجال، خزائن شخصية .

سقف الطابق الرابع مستوى14.70+ :

سيتم تبليط هذا السقف ببلاط حديث ، وسيستعمل كشرفة للجمهور العام ، يمكن من خلالها الاطلاع مباشرة الى ساحة البراق وأنحاء من المسجد الأقصى من جهة ، والى شارع السلسلة وانحاء من البلدة القديمة من الجهة الأخرى .

أعمال تفكيك تفريغ وهدم في طبقات المبنى وبجواره :

أعمال الهدم الكبيرة والمتنوعة في الطابق الارضي مستوى 0.00+ :

تشمل أعمال تفكيك وهدم وتفريغ في أرضيات ، جدران ، وأقواس ، موجودة في الطابق الارضي من المبنى الموجود ، وذلك لتهيئة اعمال الترميم والإضافات المخططة .

اعمال هدم في الطابق الأول مستوى 3.70+ :

تبيّن أعمال تفكيك وهدم وتفريغ في أرضيات ، حيطان ، وأقواس ، موجود في الطابق الاول من المبنى الموجود ، وذلك لتهيئة اعمال الترميم والإضافات المخططة .

اعمال هدم في الطابق الثاني والثالث مستوى 7.55+ ومستوى 11.10+ :

تبيّن أعمال تفكيك وهدم وتفريغ في أرضيات ، حيطان ، وأقواس ، موجود في الطابق الثاني والثالث من المبنى الموجود ، وذلك لتهيئة اعمال الترميم والإضافة اللازمة في هذين الطابقين حسب المخطط الجديد .

اعمال حفر بعمق ثلاثة أمتار تحت الأرض مستوى 3.10- :

تبينّ انه سيتم عمليات حفر في ساحة البراق بجانب المبنى المذكور ، في أقصى الجهة الغربية الشمالية لساحة البراق ، والحفر سيصل الى عمق ثلاثة أمتار ، من أجل التحضير لبناء غرفة مركزية للكهرباء .

ومعروف أن ساحة البراق وما كانت تحوي من أبنية في حي المغاربة ، هي منطقة ذات عمران اسلامي تاريخي في فترات متعاقبة ، وهذه الحفريات ستعرّض هذه الآثار الى التدمير والازالة .

المخاطر العشرة : تداعيات ومخاطر مباشرة على المسجد الأقصى ومحيطه :


بالنظر الى تفاصيل المخطط المذكور وما يترافق معه من أعمال ومخططات تنفيذية أخرى في الوقت القريب فإن تنفيذ المخطط هذا سيكون له تداعيات ومخاطر مباشرة على المسجد الاقصى المبارك ومحيطه القريب ، يمكن إجمالها وقراءتها على النحو التالي :

1- اشتمال المبنى على مدرسة يهودية وكنيس يهودي ، يعني انه سيكون بمثابة مشروع تعبوي متقدم لكل دعوات الاعتداءات على المسجد الاقصى ، كالاقتحام واداء الصلوات اليهودية والشعائر التلمودية ، خاصة في ظل ارتفاع منسوب الفتوى الدينية اليهودية التي تسمح بل وتدعو الى ذلك .

2- الكنيس اليهودي في هذا المبنى سيضاف الى عدد الكنس اليهودية التي تحيط وتخنق المسجد الاقصى المبارك ، والتي وصل عددها الى نحو مائة كنيس يهودي ومدرسة يهودية ، خاصة في الجهة الغربية من المسجد الاقصى المبارك ، مما يعني حصار الاقصى بمزيد من الكنس والمدارس اليهودية .

3- اشتمال المبنى على قاعات عرض تحت اسم " رحلة الى القدس" ، وما يرافق هذه العروض من عرض الروايات الصهيونية التي تنفي التاريخ الاسلامي والعربي للمسجد الاقصى والقدس ، سيكون بمثابة دعوة مباشرة لاستهداف المسجد الاقصى والقدس ، بل سيشكل المبنى برمته مركز انطلاق لاعتداء مستقبلي محتمل على المسجد الاقصى ، بسبب قرب الموقع وعلوه وكشفه لأجزاء من المسجد الاقصى ، ، خاصة في ظل زيادة منسوب التحريض على المسجد الاقصى والدعوات لهدمه وتسريع بناء الهيكل المزعوم .

4- قد يستعمل سقف المبنى العالي والكاشف لتركيب أجهزة مراقبة من قبل المستوطنين والجماعات اليهودية ، لرصد تحركات ووجود المصلين في المسجد الاقصى ، او لضرب المسجد الاقصى ومصليه بالأسلحة النارية أو الصواريخ ، خاصة إذا علمنا أن جهات يهودية خططت لما ذكر في أوقات سابقة ومن أمكنة مختلفة ، من مواقع عالية في البلدة القديمة بالقدس هي أبعد من المبنى المذكور – كانت هناك دعوات واضحة بتركيب كاميرات على احدى أسقف المؤسسات التهويدية في القدس القديمة ، كما تم الحديث عن مخطط لضرب الاقصى عن بعد عن طريق صاروخ "لاو" من على احد المدارس الدينية اليهودية في القدس القديمة .- تحدث الاعلام العبري عن ذلك أكثر من مرة – .

5- سيحتوي المبنى على مركز شرطي عملياتي متقدم ، بكل محتوياته ، مع مرافق رصد ومراقبة لـ 24 ساعة ، زد على ذلك أن سقف المبنى العالي قد يكون جزء من المركز الشرطي المتطور – ويمكن ان يستعمل لوحدة الرصد او القنص – ، وتواجد هذا المركز العسكري الاحتلالي على بعد أمتار يعني أولا ، انه سيستعمل كغرفة عمليات لاقتحامات واعتداءات عسكرية للمسجد الاقصى ، كما وتشير اقامة مثل هذا المركز العسكري الى احتمالية ان الاحتلال يخطط لتنفيذ مخططات واعتداءات خطيرة قد تجر ردود افعال واسعة ، سيكون لهذا المركز الشرطي العسكري الاحتلالي دور في تنفيذ الاعتداءات او مجابهة ردود الأفعال ، ومن الممكن أيضا قراءة أبعاد وتداعيات إقامة هذا المركز العسكري المتقدم إذا أضيف له مخطط اقامة الجسر العسكري على حساب طريق باب المغاربة – والمؤدي الى باب المغاربة ، أحد ابواب المسجد الأقصى – والذي من احد بنوده إمكانية ان يشكل الجسر هذا معبراً لآليات عسكرية ضخمة ولإدخال وحدات عسكرية دفعة واحدة الى داخل المسجد الاقصى المبارك .

6- يرتبط المبنى والمشروع التهويدي مع سلسلة الأنفاق التي يحفرها الاحتلال الاسرائيلي أسفل وفي محيط المسجد الاقصى المبارك ، ومنها النفق اليبوسي – او ما يسميه الاحتلال نفق الجدار الغربي – وايضا المركز التهويدي المسمى بـ "مركز الزوار"- قافلة الاجيال – بمعنى ان هذا المبنى سيكون ضمن هذه الشبكة ، وجزءا من المدينة اليهودية السفلية التي يحاول الاحتلال صنعها صناعة غير طبيعية ومزيفة في باطن الأرض ، عبر شبكة من الأنفاق تبدأ من عين سلوان جنوباً ، ومرورا بأسفل المسجد الاقصى وانتهاءً بباب العامود .

علماً أن بناء المشروع المذكور وأمثاله يتزامن مع عمليات هدم وتفريغات ترابية ، مما يعني تدمير وهدم وطمس المعالم الاسلامية التاريخية الحضارية في مدينة القدس المحتلة .

7- إقامة وزيادة عشرات الوحدات الصحية في هذا المبنى ، والغرف التشغيلية ، تشير الى أن الاحتلال الاسرائيلي يسعى الى زيادة كبيرة في أعداد وتنويع أشكال المتواجدين في ساحة البراق من جهة ، وأعداد واشكال الاقتحام للمسجد الاقصى المبارك من جهة أخرى ، وسيستعمل المبنى المخطط كوحدة خدمات لوجستية لمثل هذه الأعداد ، وهذا قد يشير الى ان الاحتلال قد يسارع في تنفيذ مخطط تقسيم المسجد الاقصى بين المسلمين واليهود ، وايجاد حيز دائم ومتصاعد للوجود اليهودي في المسجد الاقصى ، وتقاسم الاقصى زماناً ومكاناً ، يشكل هذا البناء وغيره مبنى خدماتي لهؤلاء ، خاصة في ظل زيادة عدد المقتحمين للاقصى من المستوطنين والجماعات اليهودية والشخصيات الرسمية اليهودية ، واقامة الصلوات اليهودية والشعائر التلمودية جماعية وعلناً في ساحات الاقصى ، وزيادة عدد السياح الاجانب المقتحمين للاقصى بلباس وممارسات تنافي قدسية المسجد ، والحديث عن تطبيق متدحرج من قبل الاحتلال يعتبر ساحات المسجد الاقصى هي ساحات وحديقة قومية عامة .

8- وبحسب دراسة وإحصائية للإحتلال الاسرائيلي وأذرعه فإن التخطيط يجري الى زيادة عدد الزائرين لساحة البراق – والتي يسميها زوراً وباطلاً ساحة المبكى – الى 15 مليون زائر يهودي وأجنبي خلال العام ، وتترافق هذه الدراسة الاحصائية عن وجود مخططات مواصلاتية ( تشمل إقامة قطار أرضي عبر نفق يصل ما بين منطقة باب الخليل وباب المغاربة كتواصل للقطار الخفيف الرابط بين المستوطنات اليهودية القائمة في القدس المحتلة وبين غربي القدس ، وتشمل اقامة أنفاق أرضية ومواقف سيارات قرب ساحة البراق وفتح أبواب جديدة ومد جسور جديدة ، واقامة شبكة قطار هوائي خفيف – تلفريك – ، شبكة في منطقة باب الخليل وباب النبي داوود وباب المغاربة ، وشبكة أخرى في منطقة جبل الزيتون- رأس العامود- وباب الاسباط ) ، كل هذه المخططات التحسينية في شبكة المواصلات تسعى الى تكثيف التواجد اليهودي في محيط المسجد الاقصى ( ساحة البراق على وجه الخصوص ) كنقاط قريبة لإقتحامات جماعية للمسجد الاقصى .

9- إقامة هذا المبنى وعلوّه يأتي ضمن خطط شاملة لتهويد محيط الأقصى ، واستنبات بنايات ذات طابع حديث/قديم ، واستنبات تاريخ عبري موهوم حول المسجد الاقصى ، في محاولة لتزييف الواقع التاريخي والحضاري والديموغرافي الاسلامي والعربي حول المسجد الاقصى وفي القدس القديمة ، وهو جزء من تنفيذ "مخطط زاموش" ، المعروف باسم " أورشاليم أولا" ، وقراءة في تفصيلات " مخطط زاموش" ، تدل على ان المخطط تحول من التنظير والتخطيط الى التنفيذ الفعلي ، وستكون الخطوة القادمة هي بناء ما سماه زاموش " كنيس نور القدس " ، والذي سيقام بجوار المبنى المخطط المذكور ، وعلى حساب المدرسة التنكزية المجاورة والمطلة على المسجد الاقصى – بجوار باب المغاربة – ، بمعنى ان الاحتلال يقترب بمبانيه التهويدية الى المواقع الملاصقة للمسجد الاقصى بل ضمن حدود المسجد الاقصى .

10- هذا البناء يتزامن مع إقامة مبانٍ أخرى في ساحة البراق ، كمبنى " متحف تراث المبكى" ، والذي من المخطط ان يقام في أقصى الجهة الغربية لساحة البراق ، على 4,5 طبقة ، ومبنى فنادق وسكن في حي الشرف ، ليس بعيداً عن ساحة البراق ، ومبنى من 4 طوابق في مدخل حي وادي حلوة – على بعد أمتار من الجهة الجنوبية للمسجد الاقصى – ويقابله تخطيط لمبنى متحف تهويدي في عمق الارض ، في المدخل الآخر لحي وادي حلوة – قبالة باب المغاربة عند السور الجنوبي للبلدة القديمة بالقدس – وبعض هذه المباني سيتم تنفيذها في الاسابيع والأشهر القريبة ، وكل هذه المخططات ستكون جزء من مرافق الهيكل المزعوم .

التزامن والتسارع واختزال الوقت في عمليات التخطيط والتنفيذ لهذه المخططات ، يشير الى محصلة واحدة وخطيرة ، وهي أن الاحتلال الاسرائيلي يسارع الزمن لتهويد وحصار المسجد الاقصى ومحيطه القريب ، وفرض وقائع على الأرض ، وذلك لاعتقاده ان المتغيرات في المنطقة أصبحت تعمل لغير مصلحته ، وبالتالي لا بد من التسريع في تنفيذ هذه المخططات ، كمقدمات في تنفيذ اسطورة بناء الهيكل المزعوم على حساب المسجد الاقصى المبارك .

قالوا عن المشروع التهويدي:

الشيخ كمال خطيب – نائب رئيس الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني- :

"إن إقامة مدرسة دينية وغرفة عمليات ومراقبة ونقطة شرطة وقاعات تدريس على ثلاثة أدوار، وإن إقامة 64 وحدة صحية (حمامات)، وإن مشروعًا تبلغ تكلفته 20 مليون دولار ، يعني الشيء الكثير والخطير ضمن مشروع استهداف المسجد الأقصى المبارك ومحاصرته.

إنّ هذا المشروع الخطير يشكل منعطفا خطيرًا في صلف المؤسسة الصهيونية، واستمرارها في التنكر للقوانين الدولية التي تؤكد أن القدس مدينة محتلة، وتضرب بعرض الحائط وجود 250 ألف مواطن فلسطيني في القدس المحتلة، و35 ألف مواطن فلسطيني في البلدة القديمة وداخل أسوار القدس، كما تضرب بعرض الحائط أي إمكانية للتعاطي مع المسجد الأقصى، كمكان مقدس للمسلمين".

إن المؤسسة الصهيونية تعتبر القدس "بمثابة بؤبؤ العين بالنسبة لها، وهذا ما تؤكده طروحات مشروعهم الصهيوني، الذي وردت فيه أن لا قيمة للشعب الصهيوني بدون أرض "إسرائيل" وأن لا قيمة لأرض "إسرائيل" بدون القدس، وأن لا قيمة للقدس بدون الهيكل".

تقرير : محمود ابو عطا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة