خطبة الجمعة من مسجد عمر بن الخطاب في كفرقرع

تاريخ النشر: 03/04/11 | 1:45

من محمد مصري: بحضور حشد غفير من أهالي كفرقرع والمنطقة، أقيمت شعائر خطبة وصلاة الجمعة، من مسجد عُمر بن الخطاب في كفرقرع الموافق 27 من ربيع الثاني 1432هـ، حيث كان خطيب هذا اليوم فضيلة الشيخ أ.عبد الكريم مصري “أبو أحمد”، رئيس الحركة الإسلامية في كفرقرع، وكان موضوع الخطبة لهذا اليوم المبارك، ‘‘يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ..‘‘، هذا وأم في جموع المصلين، فضيلة الشيخ صابر زرعيني “أبو الحسن”، إمام مسجد عمر بن الخطاب.

ومما جاء في خطبة الشيخ لهذا اليوم المبارك:” الحمد لله نحمده، ونستعين به ونسترشده، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقراراً بربوبيته، وإرغاماً لمن جحد به وكفر، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله، سيد الخلق والبشر، ما اتصلت عين بنظر، أو سمعت أذن بخبر، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى صحابته الغر الميامين، أمناء دعوته، وقادة ألويته، و ارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وُحول الشهوات إلى جنّات القربات.

أيها الإخوة الموحدون يقول تعالى:((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ))؛ لما نزلت هذه الآية، قال زيد بن أسلم رضي الله عنه: يا رسول الله: هذا نقي أنفسنا، فكيف نقي أعلينا. قال: تأمرونهم بطاعة الله جل وعلا؛ ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا))؛ لما نزلت هذه الآية جلس رجل يبكي، وقال: أنا عجزت عن نفسي وكلفت أهلي؛ فقال صلى الله عليه وسلم: حسبك أن تأمرهم بما تأمر به نفسك، وأن تنهاهم عما تنهى به نفسك.”.

وأردف الشيخ قائلاً:” لنعيش في ظلال هذه الآية العظيمة؛ لا حظوا كلمة “قُوا”هذا فعل أمر من وقى، هناك يومٌ آخر، وهناك حسابٌ دقيق، وهناك جزاءٌ، وهناك مصيرٌ؛ إما إلى جنةٍ يدوم نعيمها أو إلى نارٍ لا ينفد عذابها، فالنار التي ذكرها الله في القرآن الكريم حق، وكل إنسانٍ شرد عن الله، وعصاه، وأوقع الأذى في عباده فلابدَّ من أن يدخل النار، فلذلك ربنا عزَّ وجل يقول: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا))، أي إياكم أن تفعلوا فعلاً يوجب لكم النار.”.

وأضاف الشيخ قائلاً:” يا من آمنتم بي، يا من آمنتم بوجودي، يا من آمنتم بوحدانيتي، يا من آمنتم بكمالي، بعدالتي، أنتم في حياةٍ دنيا، أنتم في دار إبتلاء، أنتم في دار امتحان، لابدَّ من يومٍ آخر، هذا اليوم تسوّى فيه الحسابات، يؤخذ للمظلوم من الظالم، يؤخذ من القوي للضعيف، يدفع الإنسان ثمن إنحرافه، وثمن خطئه، وثمن شروده، وثمن معصيته..((قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ))

الحقيقة مركز الثقَلِ في الآية عند كلمة:((وَأَهْلِيكُمْ))، الأهل الزوجة، والأولاد، ومن يلوذ بك، ومن تنفق عليه، ومن تتولَّى أمره، هؤلاء أهلك..، ((قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ))؛ العلماء لهم عند هذه الآية وقفةٌ متأنِّية، قوا أنفسكم بالطاعة، وقوا أهليكم بالنصيحة، بالأمر والنهي، أولادك أهلك، زوجتك أهلك، أخواتك اللواتي في بيتك أهلك، والدتك أهلك، والدك أهلك ..((قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ)).”.

وإستطرد الشيخ قائلاً:” أنت لا تستطيع أن تكون وصيّاً على الآخرين، لأن النبي عليه الصلاة والسلام وهو سيد الخلق وحبيب الحق قال الله تعالى له:((وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ))؛((وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ))؛ ((وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ))؛ ((لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ))؛ ((إِنَّمَا أَنْتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ))؛ ومع ذلك النبي عليه الصلاة والسلام أمر عشيرته الأقربين، يقول الله عزَّ وجل:((وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ* وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ))؛ أيعقل أن مؤمناً أنار الله قلبه، وعرَّفه الحقيقةَ، وكان على بيّنةٍ من أمره، وآتاه الله رحمةً من عنده ثم يسكت، يرى مَن حوله في شرود وهو ساكت، يرى مَن حوله في إنحراف وهو ساكت، يرى أقرب الناس إليه يقيم على معصية الله وهو ساكت، يرى زوجته تخرج بطريقةٍ لا ترضي الله وهو ساكت، يرى بناته شارداتٍ عن الله وهو ساكت، يرى أولاده لا يصلّون وهو ساكت، هذا الشيء مستحيل لا يتناسب مع الإيمان إطلاقا، لا يمكن أن يُقبَل من مؤمن أودع الله في قلبه الإيمان، ونوّر قلبه وبصيرته أنه لا يأمر أقرب الناس إليه؛ زوجته، أولاده، أخواته البنات، إخوته الذكور، والده إذا كان يقبل النصيحة، والدته، هؤلاء أهلك..”.

وتابع الشيخ حديثه بالقول:” ماذا تملك مع أختك إلا أن تنصحها؟ إلا أن تبيِّن لها ؟ إلا أن تقنعها؟ إلا أن تسمعها الحق؟ إلا أن ترشدها إلى سواء السبيل؟ إلا أن تقدِّم لها خدمةً في دنياها من أجل أن تستميل قلبها؟ هكذا افعلوا مع أخواتكم، ومع إخوتكم، ومع أولادكم، ومع زوجاتكم، ومع آبائكم، ومع أمَّهاتكم، هؤلاء الذين هم حولك أوكلك الله بهم، هذا معنى: ((فَعَلَيْكَ بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ، وَدَعْ الْعَوَامَّ)). فلا يوجد واحد منَّا إلا و له أم، له أب، له زوجة ، له أخ، له أخت، له ابن أخ، ابن أخت، جار، قريب، صديق، زميل، هؤلاء الذين حولك لا ينبغي أن تنساهم من الهدى الذي أكرمك الله به ((كَذَلِكَ كُنتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ))..”.

وأضاف الشيخ:” أيها الإخوة الكرام، الحقيقة أن المؤمن الصادق شُغْلُه الشاغل من يلوذ به؛ إخوته، أخواته، “يا داود، ذكِّر عبادي بإحساني إليهم، فإن النفوس جُبِلت على حبِّ من أحسن إليها، وبغض من أساء إليه ” .

وأردف الشيخ قائلاً:” بإمكانك أن تستعبد الأحرار بإحسانك، بإمكانك أن تستعبدهم، بمعنى أن تجعلهم يميلون إليك، بإحسانك، لماذا أنت مكتوف اليدين؟ ماذا تنتظر؟ زوجتك أحسن إليها بالكلمة الطيّبة، والحركة الطيِّبة، والإيناس، والتلطّف، أولادك إن رأوك حريصاً عليهم، على مستقبلهم، على مكانتهم، على عملهم، على دنياهم، على زواجهم، على استقرارهم يميلون إليك، و لن تستطيع أن تهدي الناس وأنت قاسِ، لن تستطيع أن تهدي الناس وأنت عليهم.. كما يقولون: جبَّار، لن تستطيع أن تهديهم إلا إذا فتحت قلوبهم، لذلك الإحسان قبل البيان، والقدوة قبل الدعوة ، والأصول قبل الفروع، والتربية لا التعرية، هذا كُلَّها من مبادئ الدعوة إلى الله..”.

وقال الشيخ أيضاً:” أيها الإخوة الكرام، صَدِّقوا ما من عملٍ أعظم بعد أن تؤمن بالله عزَّ وجل من الدعوة إليه، ما من عملٍ أعظم بعد أن شرَّف الله قلبك بالهدى، وملأ قلبك إيماناً ونوراً، وعرَّفك بذاته وبمنهجه، ما من عملٍ أعظم من أن تشكر الله بهداية خلقه إليه، كيف أن الله سبحانه وتعالى حَلُم عليك، وانتظرك، وأرسل لك من يبلِّغك، ومن يهديك، ومن يبين لك، وإستجبت مرَّةً، ولم تستجب مرَّةً، قصَّرت وتَعَسَّرت، قمت وقعدت، والله سبحانه وتعالى حليمٌ عليك؟ كيف عاملك الله عزَّ وجل؟ أنت مكلَّفٌ أن تعامل عباده الشاردين كما عاملك يوم كنت شارداً، من هم أقرب الناس إليك؟ أهلك، وأولادك، أيعقل أن يظهر خيرك في الآخرين، وأقرب الناس إليك محرومٌ من هذا الخير؟!!((قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ))

النبي عليه الصلاة والسلام يقول لعلي رضي الله عنه: ((فَوَ اللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ)). ((خيرٌ لك مما طلعت عليه الشمس))، وفي رواية أخرى:((خيرٌ لك من الدنيا وما فيها))..”.

وتابع الشيخ:” إن أيّ عطاءٍ تأخذه من الله في الدنيا ينتهي عند الموت ، لو كنت أغنى أغنياء الأرض، لو سكنت في أجمل بيتٍ في الأرض، لو كانت عندك أجمل زوجةٍ على الإطلاق، لو أنك ارتقيت إلى أعلى منصبٍ في الأرض، يأتي الموت فيأخذ كل هذا منك في ثانيةٍ واحدة، أما العمل الذي عملته لهداية الخلق فهذا الذي يُرافقك إلى أبد الآبدين، هذا الذي تسعد به يوم الدين، هذا الذي ترقى به عند رب العالمين، هذا الذي يرفعك إلى أعلى علِّيّين، لذلك المؤمن الصادق شغله الشاغل هداية من حوله، فمن أقرب الناس إليه؟ زوجته، أولاده، إخوته وأخواته، عمَّاته وخالاته، جيرانه وأصدقاءه، زملاءه، كلمة طيّبة، كلمة مؤنسة،((قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا)).”.

أنا وسَّعت الدائرة قليلاً، الآية هي: ((قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا))، أقرب الناس إليك أهلك الذين هم في بيتك، أولادك، بناتك..”.

وأضاف الشيخ قائلاً:” أيها الإخوة، من يصدِّق أن معظم البيوت فيها بنات، البيت الذي فيه بنتٌ واحدة يمكن أن تكون ضمانةً لدخول الجنَّة لأبويها..”.

عَن عُقْبَةَ بْن عَامِرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((مَنْ كَانَ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ فَصَبَرَ عَلَيْهِنَّ، وَأَطْعَمَهُنَّ، وَسَقَاهُنَّ، وَكَسَاهُنَّ مِنْ جِدَتِهِ كُنَّ لَهُ حِجَابًا مِنْ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)).

الكلمة المؤنسة، الإبتسامة، الهدية، الشيء الذي يفرحهم إن فعلته استملت قلوبَهم، ودللتهم على الله، أهلك زادك إلى الجنة، وكما قال عليه الصلاة والسلام: ((خير كسب الرجل ولده))، فشعور الأب حينما يرى إبنه يُصَلِّي، ويغضَّ بصره، ويتكلَّم الحق، شعور الأب وهو يرى زوجته تصلّي مثله، وتحبّ الله مثله، وترعى حقوق دينها مثله، حينما يرى الزوج زوجته حريصةً على صلاتها وصيامها وزكاتها وطاعتها لله عزَّ وجل، وهي تعينه على أمر دينه فإن قلبه يمتلئُ سكينةٌ لا توصف، وهذا ما ذكرته الآية الكريمة:((رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا))؛ حينما تصل إلى الدار الآخرة تُسأل: ماذا فعلت بأولادك؟ جعلك الله قيماً عليهم، جعل الإنفاق عليهم بيدك، جعل أمرهم إليك، جعلهم أبناءك فماذا فعلت بهم؟ هل قصَّرت في حقِّهم؟ ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا))، أجمل قول في هذه الآية قول الإمام مجاهد: “قوا أنفسكم بأفعالكم، وقوا أهليكم بوصيَّتكم.”.

وأردف الشيخ:” ينبغي أنى لا تسكت، ينبغي أن تتكلَّم، ينبغي أن تأمر، وأن تنهى، ينبغي أن تتغاضب أحياناً، ينبغي أن تغضب، ينبغي أن يَرَوْكَ ليناً في أمر الدنيا شديداً في أمر الآخرة، ليناً جداً في أمر الدنيا شديداً جداً في أمر الآخرة، لكن بعض الآباء بالعكس، هم أشدَّاء جداً في أمر الدنيا، ليّنون جداً في أمر الآخرة، إذا إنتهكت حرمات الله عزَّ وجل لا يبالون، لا يدقِّقون، تخرج ابنته بثيابٍ غير ساترة فلا يتكلَّم ولا كلمة، أما إذا كُسِرَ طبقٌ من الصحون تقوم الدنيا ولا تقعد، لن تستطيع أن تربيهم إلا إذا كنت عكس ذلك، ليناً متسامحاً في أمور الدنيا، شديداً شدَّةً كبيرةً في أمور الآخرة ، إذاً:”قوا أنفسكم بأفعالكم، وقوا أهليكم بوصَّيتكم”.

يقول عليه الصلاة والسلام:((وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ)). أسوق هذه الكلمة للآباء: إنَّ فساد الزمان لا يُعفي الآباء من المسؤولية، أنت تقول: الزمان فاسد ماذا أفعل؟ أنت مسؤولٌ عن أولادك شئت أم أبيت، في أي ظرفٍ، وفي أي عصرٍ، وفي أي مصرٍ، وفي أي بيئةٍ، أنت مسؤول، بإمكانك أن تفعل المستحيل لو أردت، لذلك:((يَقُولُ كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ)).

وتابع الشيخ:” الإمام الحسن يقول: ((قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ))؛ وقال بعض العلماء:” قوا أنفسكم دخل فيه الأولاد، لأن الولد بعضٌ من الإنسان، وجزءٌ منه”، فالزوجة أهل، والأولاد في الدرجة الأولى. ويقول عليه الصلاة والسلام: ((مَا نَحَلَ وَالِدٌ وَلَدًا مِنْ نَحْلٍ أَفْضَلَ مِنْ أَدَبٍ حَسَنٍ)).لا يُقبَل منك أن تنجو بنفسك من النار، وهذا ليس من الوفاء أن تعيش إمرأةً أربعين عاماً، قد اهتديت إلى الله، وأدِّيت الصلوات الخمس، وأقبلت على الله، ولم تبال بدينها، لا تصلي، أيعقل أن تراها لا تصلي وأنت ساكت؟ أيعقل أن تراها متبذِّلةً وأنت ساكت؟ أيعقل أنها تُقيمُ على معصيةٍ أمامك وأنت ساكت؟ أهذا وفاءٌ مع زوجتك؟ هذه التي عاشت معك أربعين عاماً تدعها إلى النار ؟ لذلك الأمر الإلهي: ((قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا))؛ ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ))، ((وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ)) لها معانٍ كثيرة ..”.

أن هذه الأصنام التي تعبدونها من دون الله.. في الجاهلية يوم جاء النبي عليه الصلاة والسلام بالإسلام فرأى قومه يعكفون على أصنامٍ لهم..قال: هذه النار وقودها الناس والحجارة، هذه الأصنام في النار؛ ((إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ))، أراد الله جلَّ جلاله أن يبيِّن لنا شدَّة النار، كلكم يعلم أن الأفران كلَّها تُصنَع من حجر أسود، أرض الفرن حجر أسود، فما قولك بهذا الحجر إذا ذاب من شدَّة الحر؟.

أيها الإخوة الكرام… هذه المشاهد.. مشاهد يوم القيامة.. لها حكمةٌ بالغة، الذي سيكون وَضَّحُهُ الله لنا قبل أن يكون لنكون على بينةٍ من أمرنا، هذا مشهد من مشاهد يوم.”. أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم.”.

ومما جاء في خطبة الشيخ الثانية:” الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، صاحب الخلق العظيم، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وأردف الشيخ قائلاً:” فقد لقيت المرأة المسلمة من التشريع الإسلامي عناية فائقة، كفيلة بأن تصون عفتها، وتجعلها عزيزة الجانب، سامية المكانة، وإن القيود التي فُرضت عليها في ملبسها وزينتها لم تكن إلا لسد ذريعة الفساد الذي ينتج عن التبرج بالزينة، فما صنعه الإسلام ليس تقيدًا لحرية المرأة، بل هو وقاية لها أن تسقط في دَرَكِ المهانة، وَوَحْل الابتذال، أو تكون مَسْرحًا لأعين الناظرين.”.

أوجب الله تعالى طاعته وطاعةَ رسولِه صلى الله عليه وسلم فقال:((وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا))، وقال تعالى:((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ))، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :”المرأة عورة”، يعني أنه يجب سترها.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن الله تعالى حيِيٌّ سِتِّيرٌ، يحب الحياء والستر”، وقال صلى الله عليه وسلم ((أيما امرأةٍ نزعت ثيابها في غير بيتها، خَرَقَ الله عز وجل عنها سِتْرَهُ))، والجزاء من جنس العمل. دخل نسوة من بني تميم على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها، عليهن ثياب رِقاق، قالت:” إن كنتن مؤمنات فليس هذا بلباس المؤمنات، وإن كنتن غير مؤمناتٍ، فتمتعن به.”.

وأضاف الشيخ:” قال عليٌّ رضي الله عنه: ((بلغني أن نسائكم يزاحمن العُلُوجَ – أي الرجال الكفار من العَجَم – في الأسواق، ألا تَغارون؟ إنه لا خير فيمن لا يَغار..، وقال صلى الله عليه وسلم: ((الحياءُ من الإيمان، والإيمان في الجنة)). قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”سيكون في آخر أمتي نساءٌ كاسيات عاريات، على رؤوسهن كأسْنِمَةِ البُخْت، العنوهن، فإنهن ملعونات”والبُخْتُ: نوع من الإبل..”.

وكما تحدث الشيخ في نهاية الخطبة ببعض المواضيع على وجه السرعة ومنها:” تهنئة للمعلمات أللوات أنعم الله عليهن بإرتداء اللباس الشرعي في مدارس كفرقرع..؛ وكذلك وجه الشيخ دعوة لحضور إفتتاح معرض إنتاج الطلاب في مدرسة ابن النفيس الثانوية (عمارة محمد فهمي فنادقة) يوم الاثنين 4/4 الساعة العاشرة صباحاً..؛ كما وتحدث الشيخ عن مشروع “وإنتصر العفاف” والت ترعاه الأخوات في مؤسسة القلم الأكاديمية المنبثقة عن الحركة الإسلامية..، كما وصرح الشيخ أن لجنة الدعوة والإرشاد في الحركة الإسلامية بكفرقرع وبالتعاون مع جناح الأخوات إنطلقوا بمشروع بإهداء الجلباب الأول لكل أخت أو فتاة أو إمرأة تنوي أن إرتداء تاج العفة والوقار الحجاب والجلباب الشرعي…”.

 

‫4 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة