أنا هو النهر

تاريخ النشر: 04/02/13 | 1:25

في ذلِكَ الْمَساءِ وَرْدِيِّ الْغَسَق

حَطَّ على نافِذَتي الزُّجاجِيَّةِ الصَّغيرة

الْمُطِلَّةِ على حاكورة عمري

طَيْرٌ حَجَبَ النّورَ عن عَيْنَيَّ أو كاد .

قالَ بِلَهْجَةٍ لم أجِدْ فيها غرابة :

" جِئْتُ لأقولَ لَكُمْ ما عَلَّمَتْنيهِ الْحَياة

الزَّمَنُ هُوَ النَّهْرُ يَحْمِلُني بَطيئًا وسريعا إلى منتهاي

لِكي أتجدَّدَ فأعود إلى الجَرَيانِ كما هُوَ النَّهْر " .

ما إنْ أتمَّ الطائرُ كلامه

أسلمَ لِلرّيحِ جَناحَيْه

انْبَلَجَ نورٌ خَفيف

أعْقَبَتْهُ عَتْمَةُ مُرْعِبة .

وفي الْخارِجِ تَوَقَّفَ عن زقزقته اللافِتة

طائِرُ العِسْعِسِ الصغير

وَعَلى غير عادة لَم يتَرام إلى مسامِعي

هَديلُ جارتي الْحَمامة البرِّيَّة .

وَكَيْ أزيلَ شبَحَ الْخَوْفِ عن عَيْني

رُحْتُ أردِّدُ بِصَوْتٍ مَسْموعٍ وفي إعجاب

حَقًّا … أنا هُوَ النَّهر .. أنا هو النهر

وَإنْ أغَيَّبَ في عَتْمَة بَحْرٍ ، فلأتَجَدَّد .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة