مَحرُومٌ حَتى مِنْ نَفَسِي..!!

في صُبحٍ مَشؤُومْ..

في أَكلٍ مَسمُومْ..

في حَقٍ مَحرُومْ..

في غَضَبٍ مَكظُومْ..

فيها أُصبِحُ..

فيها أُمسِي..

أُصبِحُ لا أَذكُرُ ما أَمسِي..

أُصبِحُ لا أَعرِفُ ما نَفْسِي..

في بَحرِ الظُلُماتِ أَرسِي..

أُغرِقُ رَأسِي..

أَغطِسُ باحِثَةً عَن نَفْسِي..

يَمتَدُّ مَدَى رُؤيَةِ بَصَرِي..

حَتى بَعدَ بِلادِ الفُرسِ..

يَلَفِتُ وَيَدُورُ رَأسِي..

يَتَقَوَّسُ رَأسِي كَالقَوسِ..

بَينَ أشلاءٍ وَدِماءٍ..

يَعتادُ وَيَشعُرُ بالأُنسِ..!

فَهِيَ مَناظِرُ قَد ألِفَها..

وَالمُقلَةُ مَلَّتْ أَدمُعَها..

فَأَنا في الظُلُماتِ مَنْسِي..

وَبِلادِي مَعِي هِيَ أُنسِي..

في ضَربٍ سَلبٍ أو قَنصِ..

في مَأتَم مَوتٍ أو عُرسِ..

مَنسِيٌ.. مَقطُوعٌ رأسِي..

مَنسِيٌ.. مَحرُومٌ نَفَسِي..

آهٍ يا أقصَايَ وَقُدسِي..

في حُزنٍ نُصبِحُ في ألَمٍ نُمْسِي..

صَبْرَاً يا أُمِي يا قُدسِي

على جُرحِي الصَامِتِ لا تَقْسِي

لن أَبقَى مَحرُومًا نَفَسِي

فَلَسَوفَ تَدُورُ الأيام..

لِنُجَرِّعَهُمْ مِنْ ذاتِ الكَأسِ..