شاعر الأجيال

تاريخ النشر: 04/05/15 | 7:53

في رثاء الشاعر الكبير “نزار قباني” – ( في الذكرى السنوية على وفاته )

شاعرَ الأجيال ِ قدْ طالَ الثوَاءُ = لا مجيبٌ ولكمْ عزَّ اللقاءُ
وربيعُ الشرق ِأضحَى مقفرا ً = وذوَى وردُ المنى …زالَ السَّناءُ
وعذارى الشعرِ تبكي جزَعا ً = منذ ُ أنْ غابَ عن ِالدوح ِ الغناءُ
ما لقاسيون َ تلظَّى واكتوَى = ودمشقُ العرب ِ يحدُوها البكاءُ
يا كنارَ العربِ قدْ ضاقَ المدَى = جَّفتِ الادمعُ …ما أجدَى العزاءُ
رائد التجديد في عصر ذوى = فيه روضُ الشعر..جاء الدخلاءُ
يانبيَّ الشعر ِ فَي عصرِالدُّجَى = نكّسَ الشعرُ وماتَ الأنبياءُ
كم دموع ٍ سُكبتْ في الغوطتي = ن ِ كبحر ٍ.. ماؤه ُ الجاري دماءُ
أيُّها السَّيفُ الدمشقيُّ ائتلا = قا ً وفي الغربِ امتشاقٌ ومَضَاءُ
أمَويٌّ تهْتَ فخرا ً وندى ً = يا سليل َالعُرب ِ ِمنْ فيكَ الشذاءُ
لكَ فوقَ النجم ِ صرحٌ شاهقٌ = وبرُكنَيْه ِ لقدْ حَّفتْ سماءُ
فربيعُ الشرق ِ ولى وانقضى = منذ أن غبت َ خريفٌ وشتاءُ
ووهادُ الروح ِ ثكلىَ اقفرَت ْ = لفهَا الليلُ وأضناها العناءُ
مجلسُ اللهوِ منَ الأنس خلا = واختفى الصحبُ وولى الندماءُ
جنة ُ الدنيا غدت ْ ملتاعة ً = إيهِ سوريا أرَّق َ الجفنَ الشقاءُ
إيهِ سوريا ليسَ من بعدِ النوى = غيرُ ثوبِ الحزن.. ماعادَ انتشاءُ
“برَدَى” ما عاد َ عذبا ً ماؤُه ُ = رنقا ً صارَ وَعزَّ الاستقاءُ
وحمامُ الشام ِ قدْ بُحَّ فما = من هديل ٍ ومنَ الدوح ِ خلاءُ
والدي في الشعر.. أستاذي ونِبر = راسُ دربي.. وليَ الحرفُ اقتداءُ
لغة ُ القيثارِ والحُبِّ سَتبْ = قى ، وأنتَ الحلمُ فينا والرَّجَاءُ
شاعرُ المرأة ِ قد صوّرتهَا = ببديع ِ الفنِّ.. . حلاها البهاءُ
فتجَلى الحبُّ في أسمى ضيا = ء ٍ وتاهتْ في أغانيكَ الظباءُ
أنت َ للسمراء ِ تبقى هاويا ً = أنا للشقراءِ حبٌّ ووفاءُ
وبحبٍّ وحشيش ٍ قمرٌ = أنتَ للتجديد فيه الإبتداءُ
أنت فوق الفَرقدين ِ النيِّرَيْ = ن ِ سناءً وائتلاقا.ً.. لا مَراءُ
أنت َ ربُّ الفنِّ والشعرِ ورب ُّ = النهى والفكر ِ… يكفيك َ الثناءُ
لفلسطينَ رسمت َ الشعرَ مل ْ = حمة الخلد ِ وكم ْ كانَ العطاءُ
ولأطفال ِ فلسطينَ شَدَ وْ = ت َ.. خيوطُ ُالفجرِ دوما ً والفداءُ
لقنوا المحتلَّ درسا ً ناجعا ً = بنضالٍ… منهُ للأرض ِارتواءُ
ثورة ُ الاحجار ِ قدْ واكبتهَا = بلهيبِ الشعرِ… هبَّ النُّجَباءُ
بدم ِالأبطالِ… منْ آلامِهم ْ = كِتبَ التاريخُ قد زالَ الخفاءُ
راية ُ الشعرِ فمَنْ بعَدك َ َيرْ = فعُهَا ؟ .. يزهو المَدى ثم الفضاءُ
يا اميرَ الشعرِ ِمنْ غيرِ مِرا = ء ٍ أنا بعدكَ قال َ الخلصاءُ
إنَّ عرشَ الشعرِ ِمنْ بعِدكَ لى = ذاك حقىِّ وليخزَى السُّفهَاءُ
إننا في الداخل ِ صرنا مثلا ً = كم عميل ٍ آبقِ فيه ِ الدهاءُ
كمْ خؤُون شعره الزبلُ وأدْ = نىَ … نشازٌ صوته ُ دوماً عواءُ
يستغلُّ المنبرَ الهشَّ لَيَط ْ = عنَ بي … لكنَّ مسعاهُ خواءُ
وقلوبٍ اترعَتَ ْ بالحقد ِوالغد = رِ … نحوي لا ودادٌ لا صفاءُ
وحثالات ٍ غدَتْ بالزِّيف ِ قا = دتِنا .. .منهم فلا يُرْجَى الرجاءُ
لبسوا ثوبَ نضال ٍ زائف = وقريبا ً عنهمُ ينضُو الطلاءُ
صحفٌ صفراءُ تبقى لهمُ = إنها الخزيُ لشعبي والَوَباءُ
حاربوا كلَّ أبيٍّ صادق ٍ = خدمُوا الاعداءَ .. غابَ الامناءُ
وضعُوا حولي سياجاً شائكاً = إنهُم ْ أعداء ُ شعبي العملاءُ
زرعُوا الألغامَ في دربي وكمْ = منعُوا يأتي نسيم ٌ ورَخاء ُ
وعلى شعري لكمْ همْ عتموا = خسئوا لنْ يحجبَ الشمسَ غطاءُ
أنا ربُّ الشعر ِفي الداخل ِ رُغ ْ = مَ الاعادي ولأشعاري البقاءُ
رافعُ الهامة أبقى شامخاً = ولغير ِ الربِّ ما كان َ ولاءُ
جندُوا الاوغادَ كلَّ الآبقي = ن َ فلن ْ يثني انطلاقي الجبناءُ
ثابت ٌ رغم متاهاتِ الردى = عن حياض الحقِّ هيهاتَ جلاءُ
أنا صوت ُالحقِّ أبقى، والضَّمي = رُ لشعبي … وليخزى الخلعاءُ
فيسارٌ عندنا مثلُ يمينٍ = كلهُمْ في حقِّ شعبي لسَوَاءُ
لن يمرُّوا سوفَ أصليهم أنا = بلهيب ٍ… وغدا ً يأتي النداءُ
إنني الحق ٌّ تجلّى ساطعا ً = وهم ُ في نظرِ ِالشعبِ حذاءُ
يا بلادا ً رتلت ْ أ نغامَهَا = مهجُ الاهل ِ وروَّاها السخاءُ
يا بلادي أنت روحي ودمي = فوق احضانك ِ كم طابَ الفداءُ
نحنُ أقسمنا يميناً للفدا = لبزوغ ِ الفجرِ إنَّا رقباءُ
شاعرَ الأجيال ِ تبقَى علما = إننا في الشرق ِ دوما ً أوفياء
نحن ُمن بعدِكَ نمضي للعلا = بك َ حقا نقتدي … أنت َ اللواءُ
بدأ الشعرَ امرؤُ القيس ِ ففي = ه ِ ارتقى الشعرُ وفيه ِ الازدهاءُ
عصرُ شوقي قبله عصرُ أبي الطيِّ = ب ِ الكنديِّ … نورٌ وارتقاءُ
ونزارٌ لخَّص َ الشعرَ بعَصْ = ر ٍ غدا فيه ِ ركيكا.ً.. لا طلاءُ
وأنا ِمنْ بعدهِ جدَّدْتُ في الشِّع ْ = ر ِ وأحدثتُ وما عادَ التواءُ
وتقمَّصْتُ الحضارات ِ وجئ = ت ُ بما لم ْ َيسْتطعْهُ العظماءُ
أنا للشعب ِ ورودٌ وشذا = وأنا للأرض ِ التحامٌ والتقاءُ
قادم ٌ منْ مدن ِالأحزان ِ وَح ْ = دِي فغنِّي واهتفي لي يا سماءُ
شعراءُ الجاهليين َ ارتقوا = ببديع ِ النظم فنًّا .. كمْ يُضَاءُ
وسُموط ٍ عُلقتْ في كعبة ٍ = ترْجمَتْ في الغرب أحلى ما نشاءُ
إنما الشعرُ غدا في يومِنا = كالنفايات ِ أتاه ُ البلهاءُ
طلسَمُوا أقوالهم منْ دون ِمعنىً = وعاف َ الشعرَ حتى البُسَطاءُ
” فنزار” “و أنا ” ” والمتنبّي ” = “وشوقي ” نحنُ منهُمْ لبَرَاءُ
نمْ قريرَ العين ِ لا تحفلْ أسى = في بلادٍ قدْ فداها الشرفاءُ
جنة ُ الدنيا شآمٌ لم تزلْ = إيهِ يا شامُ لكَم ْ طالَ الثوَاءُ
ولنا موعِدُنا فوقَ ُذرَى الشَّيْ = خ ِ حيثُ الثلج ُسحرٌ وغواءُ
ورُبَى الجولان ِ للعرب ِ فدا ً = يرجعُ الجولانُ … يأتي الأقرباءُ
كانت ِ الأحلام ُ في أكتوبر ٍ = عرسُ تشرينَ لهُ الغربُ انحناءُ
قُّرَّة ُ العين ِ شآم ٌ في دمي = هيَ للأعراب ِ نبضٌ ودماءُ
ليتني أغفوُ أنا فوقَ ربا = ها ، زهورُ الروض ِقبري والشذاءُ
“فصلاحُ الدين ِ” يغفوُ هانئا ً = في دمشق ِ العرب ِ ثم َّ الأولياءُ
كم ْ شهيد ٍ راقدٍ تحت َ ثرَا = ها وأزهار ٍ سقاهَا الشهداءُ
يا أميرَ الشعر ما بعدَ النَّوَى = غيرُ حزن ٍ وعويل ٍ…لا التقاءُ
لم تزلْ بلقيسُ في وجدانِنا = وردة ُ الطهر ِ وحَلاهَا النقاءُ
إنها في جنة ِ الفردوس منْ = حولها الحورُ العذارى والظباءُ
بعدك َ الحبُّ يتيما ً قدْ غدا = في ربوع ِالشرق ِ، والغيد ُ إماءُ
كمْ فتاة ٍ دمعُها الدّرُّ، ازدَهى = هاجَها الحزن ُ وما أجَدى النِداءُ
يا رسولَ العشق كم من غادة ٍ = أنتَ قدْ حرَّرْتهَا… زالَ العَناءُ
من قيود ِ القهرِ ِ قدْ أطلقتها = عَرفَتْ كيفَ العلا والإرتقاءُ
يُحشرُ العشاق من تحت لوا = ئِكَ… في ظلك كمْ يلقىَ العزَاءُ
أنت َ َمنْ أمسكتَ شمسا ً بَيِمي = ن ٍوفي الأخرى نجيمات ٍتضاءُ
كذبَ النقادُ فيما غرِّرُوا = كلُّ ذمٍّ فيكَ قالوا لهُرَاءُ
ومسوخُ النقد ِ في الداخل ِهُم ْ = كحذائي قولُهُم ْ عندي هبَاءُ
أنتَ فوقَ النقدِ..فوقَ الشعرِ..فو = ق َ النهَى .. للعربِ مجدٌ وسناءُ
والذي جئته ُ يبقى خالدا ً = لو مضى مليونُ جيل ٍلا انتهاءُ
وشعوبُ الأرض ِفيكَ انبهرُوا = أنت َ عملاقٌ وصرحٌ وعلاءُ
أنتَ “دونجوانُ ” جميع ِالغيدِ دوْ = ما ً… وحلم ُ الغيدِ حقا ًّ وبهاءُ
وأنا بعَدك أمضي قدما ً = أحملُ الراية َ يحدوني الإباءُ
تهتُ في الكون ِ سناءً وسنا ً = وتهادَى في خطايَ الخيلاءُ
فالعذارى في هوانا تيِّمَتْ = نحنُ أحلى منْ تغنيهِ النساءُ
وَضَمْمَنا المجدَ منْ أطرافه ِ = وتسامَى الفنُّ فينا وُروَاءُ
يا أميرَ الشعرِ هلْ أجدَى العزاءُ = عجزَ الحرفُ وأعيَى الخطباءُ
رائدَ التجديد تبقىَ ملكا ً = فوقَ عرش ِالشعرِ أنتَ الإبتداءُ

حاتم جوعيه – المغار – الجليل

7atemjo3eh

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة