جامعة بار ايلان تستضيف الكاتبة ميسون أسدي

تاريخ النشر: 30/04/15 | 6:25

ضمن قسم الابحاث في اللغة العربية، استضافت جامعة “بار ايلان” الكاتبة ميسون أسدي، وقد شارك في اللقاء لفيف من الطلاب اليهود والعرب والذين يحضّرون للقب الثاني والثالث في اللغة العربية، وبدورهم أثروا اللقاء بأسئلتهم، خاصّة أن الجميع تحدثوا فقط باللغة العربية.
افتتح اللقاء ورحب بالضيوف د. كوبي يوسف، مسؤول قسم الأبحاث في قسم اللغة العربية وهو المتخصّص في تاريخ المماليك.. وأدارت اللقاء د. دوريت جوتسفلد، المتخصّصة في الأدب النسوي الفلسطيني في إسرائيل والأراضي المحتلة وفي المهجر، وهي محاضرة في جامعة “بار إيلان”.
قامت د. دوريت جوتسفلد بالتعريف عن الكاتبة الضيفة ميسون أسدي وأعطت نبذة عنها وعن كتاباتها وخلال ذلك طلبت من الكاتبة أن تقوم بقراءة بعض من نصوصها، ثمّ قامت د. دوريت بحوار الكاتبة بمجموعة من الاسئلة:
1- هناك كاتبات يعترضن على وصفهن بانهن كاتبات نسويات. هل تعتبرين نفسك كاتبة نسوية؟
• لا أعتبر نفسي كاتبة نسوية، ولا أوافق على هذه التسمية، صحيح أن بعض قصصي تناولت قضايا المرأة والتي يمكن ان يتناولها أي كاتب رجلا كان أم امرأة، لكن تبقى الخصوصية فقط في القصص التي عشتها بنفسي وهي لا تزيد عن القصص التي عاشها أي كاتب رجل. إضافة إلى أنني تناولت في قصصي العديد من قضايا ذكورية بحتة مثل “النفس الحية” “وصيد الصقور” و”الحدث الغريب في استقبال الغريب” و”خويا” وغيرها. كما أن لديّ قصص عديدة تهاجم التفكير النسوي مثل: قصة “بحكم العادة” الصفر يربح” “مرآتي يا مرآتي” و”الى” و”البعبوص” و”عندي مشكلة” و”مع الاعتذار للجمهور” و”لملم حريم” و”الراحة في التأني” و”أنا” و”رحلة ارملة وعانس وعروسين” و”الافعى وسمها” و”الواحدة بعد الظهر حتى ساعة متاخرة” وغيرها.
لا يخلو الأمر من الطابع النسائي في بعض قصصي فأنا في نهاية الأمر امرأة وزوجة وأم وعاملة.
sdae (5)
2- من خلال ابداعك تتعاملين مع حالات يومية مرتبطة باضطهاد المرأة ومشاكل نسوية. هل هي احداث حقيقية؟ بكلمات أخرى ما هي العلاقة بين الخيال والواقع في ابداعك؟ وهل هناك علاقة بين عملك كعاملة اجتماعية، حيث من المؤكد صادفت مشاكل مشابه؟
• لا أنكر أن هناك العديد من الأحداث التي وردت في قصصي هي حقيقية مائة بالمائة، سمعتها أو عشتها، ولكني لم أعتمد على أيّة قصّة بحذافيرها وقد كان المخيلة حاضرة في جميعها وقد أدخلت من عندي الكثير، فاختلط الخيال بالواقع واعطيتها صبغة أخرى، فحتى ابطال قصصي لم يعرفوا انفسهم عندما قرؤوها.
هناك الكثير من القراء يحاولون البحث عني جاهدين بين سطور القصة، وقد أعطوني صفات كثيرة معتقدين انني البطلة بالفعل، فأحيانًا أكون طبيبة وأحيانًا مريضة وبائعة هوا، قاضية ومحامية وغيرها من ابطال قصصي ومن المستحيل ان تجتمع كل هذه الصفات معا في شخص واحد.
3- يبرز في كتاباتك الوصف الجنسي الجريء الذي يكسر حواجز الكتابة العربية التقليدية. يرى بعض الباحثين ان الكاتبات مثل ليلى بعلبكي، وغادة السمان وكوليت الخوري طلائعيات في هذا الخط. هل ترين نفسك مكمّلة لهن او أنك طلائعية في الساحة الفلسطينية المحلية؟
• في كتاباتي يأتي الوصف الجنسي مكمّلًا لحالة معينة ولا يكون هدفا بحد ذاته. وأنا لا استطيع أن اختصر أو اخجل في الوصف، وهذا لا يجعلني من الكاتبات التي ورد ذكرهن وأنا لست مكمّلة لاحداهن لا عربيًا ولا محليًا.
من ناحية أخرى، صدر لي أكثر من مائة قصة قصيرة للكبار ولم يأتي الوصف الجنسي سوى في بعض القصص التي لا تتجاوز أصابع اليدين، ولكننا نعيش في مجتمع جائع للجنس ويبحث عنه في كل زاوية وقد اهتموا فقط في هذا البعض القليل في قصصي. وحسب تدرج ماسلو للحاجات أو حسب هرم ماسلو، ما زال هذا المجتمع يقبع في الدرجة الأولى وهي الحاجات الفيسيولوجية: التنفس الطعام الماء الجنس النوم.
sdae (3)
4- ما هي ردود الفعل المحلية على ابداعك؟ وكبف تتجاوبين مع التيارات المحافظة في المجتمع الذين من الصعب عليهم تقبل الجرأة في ابداعك؟
• بداية، أنا لا أعتبر نفسي جريئة إلى الحد الذي يضعوني فيه، فإن أي امرأة بسيطة في قريتنا، هي أجرأ منّي بكثير رغم حصولي على الشهادات الجامعية، وأنا لا أجرؤ أن أنقل حرفًا واحدًا ممّا تقوله بعض نساء قريتنا.
هؤلاء الذين يعتبرونني جريئة، يجدون النقص في ذاتهم، فأنا لست الأولى بكسر التابوهات، ربما على المستوى المحلي كنت من المبادرات في هذا المضمار وصعوبة تقبلهم لي تكمن في انني واحدة منهم، فلماذا لا يعترضوا مثلا على كاتبات اجنبيات اللواتي اعتبر بالنسبة لهن قليلة الجرأة. وأنا احترم جميع التيارات المحافظة وكل المعترضين على كتاباتي، فأنا ايضا أعترض على ما يقولونه واريد من الجميع ان يحترم ما اقول، فالاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية وانا أؤمن بالمقولة التي تقول: “أنا لا أوافق على الشيء الذي تقوله، ولكن أنا مستعد للدفاع عن حقك في قوله حتى الموت”.
5- أي من الكتاب أو الكاتبات أثّر على كتابتك، هل هم من الأدب العالمي، أم الأدب العربي، أو الأدب الفلسطيني، وهل يوجد تأثير للأدب العبري الذي كتب في البلاد على كتابتك؟
• لا يوجد كاتب بعينه أثّر بي، فأنا نتاج مجموعة من الأدباء، اعشق الأدب الروسي الكلاسيكي أمثال: تشيخوف، دوستويفسكي، غوغول، تورغينييف، تولستوي وغيرهم، كما اعشق الأدب الفلسطيني برواده، غسان كنفاني، اميل حبيبي، محمد علي طه، يحيى يخلف، سميرة عزام وآخرون.. ومن الأدباء العرب، لا انسى نجيب محفوظ، احسان عبد القدوس، يوسف ادريس، طه حسين، وتوفيق الحكيم، انتهاء بنوال السعداوي وعلاء الأسواني ويوسف زيدان. وأدباء من لبنان والمغرب العربي وغيرهم.
اما الأدب العبري فلم يكن له أي تأثير عليّ. قرأت وتعمقت بكتب ليئة غولدبرغ للأطفال ولي طموح أن أجد الوقت لأغوص في قراءة الأدب العبري المحلي.
sdae (6)
6- نرى ان إهداءاتك في جميع كتبك مختلفة عن السائد.. حدثينا عن ذلك
• مثلما أهتم بكيفية تقديم قصصي بشكل مغاير، هكذا أتعامل مع إهداءاتي، ففي كتابي الأول “كلام غير مباح”، اعتبرت أن القارئ الذي يقرأ كتابي هو من القلة النادرة الذين ما زالوا يقرأون، لذلك خصصت اهدائي له، وفي كتابي الثاني “عن بنات افكاري” اخترت الناس المجهولين الذين لا يعرفهم احد ولا يعرفون هم انفسهم، انهم كانوا مصدر الهامي فخصصتهم بالإهداء. أما في كتابي “لملم حريم” استثنيت جميع المتثاقفين وكان اهدائي لدونهم! وفي كتابي “الحب كافر” حاولت أن أكون نمطية في اهدائي، لأن الكتاب مخصص لقصص الحب الأول فاخترت حبيبي الأول وخصصته بذلك.
في كتاب “حكاوي المقاهي” وجدت نفسي مثل الآخرين مدمنة على العبودية فأهديت كتابي للذين نسوا قيمة وطعم الحرية.
7- بعد ستة مجموعات قصصية قصيرة، صدرت لك روايتك الأولى “مثلث توت الأرض” فما الذي يميز روايتك عن قصصك القصيرة؟
• في قصصي القصيرة، لم أسمح لنفسي في الدخول إلى الحيثيات الصغيرة والابحار في عالم ابطالي، وكنت دائمًا اسوّف هذه التجربة الى حين خوضي في روايتي الأولى، وطوال هذه المدة لم تكن الفكرة مختمرة في رأسي حول ماذا ستكون الرواية وعندما حصلت عليها، أخذت بالبحث المطول، وقد سافرت وقضيت أيام طوال في المنطقة التي تدور أحداث الرواية فيها وجمعت العديد من التفاصيل الصغيرة والكبيرة وعندما اكتملت الصورة لدي بدأت اكتب الرواية وقد استغرب البعض أنني أخذت تلك المنطقة النائية التي لم يتناولها الأدب المحلي من قبل وهذا ما ميّز روايتي بداية، وقد اعتبر البعض أن القصة هي نسوية، لكنني أقول بأنّه عن طريق البطلة التي اخترتها حاولت أن أصور معاناة جزء من الشعب الفلسطيني له خصوصيته وهو امتداد لمعاناة الشعب الفلسطيني الذي بقي داخل حدود دولة إسرائيل.
sdae (1)

sdae (2)

sdae (3)

sdae (4)

sdae (5)

sdae (6)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة