الاعتداء على الناشطة التجمعية ياعيل ليرر في ندوة سياسية بكلية نتانيا

تاريخ النشر: 10/01/13 | 12:48

تعرضت الإعلامية والناشطة التجمعية، ياعيل ليرر، إلى هجوم عنيف، بلغ حد الاعتداء الجسدي، وذلك خلال مشاركتها في ندوة سياسية حول انتخابات الكنيست الـ 19، نظمتها نقابة الطلاب في "الكلية الأكاديمية – نتانيا"، والتي اضطر المنظمون إلى إنهائها في منتصفها.

فبعد أن وصل الدور في الحديث إلى ليرر، ومع أولى الجمل التي قالتها، مبينة اعتزازها بانتمائها للتجمع، وفخرها بأنها من المساهمين في تأسيسه منذ أيامه الأولى، قام عشرات الطلاب اليهود المتواجدين بين الجمهور بإطلاق الصرخات والأصوات المرتفعة لمنعها من مواصلة حديثها.

ياعيل ليرر: إذا كان هناك أمر ما أفخر به، فهو مشاركة زعبي في أسطول الحرية

وعندما عاد الهدوء للقاعة بعد دقائق، لتواصل ليرر كلامها موضحة طرح التجمع حول "دولة المواطنين" و"الهوية القومية"، ومعنى أن تكون يهوديا غير صهيوني في حزب التجمع، راحت أصوات من الجمهور تسألها عن أسطول الحرية ومشاركة حنين زعبي فيه، ناعتين الأخيرة بـ "الإرهابية"، فردت ليرر قائلة: "إذا كان هناك أمر ما أفخر به، فهو أن حنين شاركت في أسطول الحرية"، ليرد العشرات من بين الجمهور بالصراخ والشتائم على ليرر والتجمع وممثليه.

ومما وجه لليرر من كلام تهجمي: "ليس من حقك أن تقولي أي شيء، هذه دولة يهودية"، وقال آخرون: "أنت لست يهودية، اخجلي من نفسك"، فردت عليهم بالقول: "أنا يهودية أكثر منكم، يهودية غير صهيونية، ما من يهودية عنف، وإسكات، وعنصرية كالتي تمارسون الآن بحقي وبحق الطلاب العرب."

ممثلو الأحزاب حرضوا على التجمع وليرر، وشاركوا الجمهور في تهجمه

هذا وقد شارك أعضاء الكنيست وممثلو الأحزاب الصهيونية الذين كانوا متواجدين في الندوة بالتهجم على ياعيل ليرر، والاعتداء على حقها في الكلام، وتحريض الجمهور عليها، إذ قام عضو الكنيست أوفير أكونيس (الليكود بيتينو) بالتوجه إلى ممثلي الأحزاب المشاركين في الندوة، طالبا منهم مقاطعتها والخروج إذا بقيت ليرر موجودة داخل القاعة، ليبدأ بعدها الجمهور بإنشاد "نشيد هتيكفا" بمبادرة من أعضاء "البيت اليهودي".

أما يوئيل حسون (هتنوعاه) فقد اشترط على ليرر أن تتراجع عن أقوالها إذا كانت ترغب بمواصلة حديثها، لينضم بعد ذلك إلى جوقة التحريض أرييه إلداد (عوتسما ليسرائيل)، والذي وصف كل من يدعم التجمع بأنه إرهابي وعنصري، وأنه ينبغي طرد كل من هو في صفوف التجمع خارج دولة إسرائيل.

بعد ذلك تحدثت رونيت تيروش (كاديما)، لتشن هي أيضا هجوما شديدا على ليرر والتجمع، معتبرة إياه خطرا على دولة إسرائيل.

المعتدون للطلاب العرب: من يريد أن يسمع ياعيل ليرر فليذهب إلى غزة وسوريا

وعندما حاولت ليرر أن تمارس حقها بالكلام مجددا، قام العشرات من الطلاب اليهود بإحداث جلبة في القاعة، وتوجهوا نحو المنصة وهم يطلقون الصرخات والشتائم بحق ليرر والتجمع، واعتدى بعضهم جسديا على ليرر، والتي حاول رجال الأمن إخراجها من القاعة في هذه الأثناء، لكنها رفضت ذلك.

وتهجم المعتدون على الطلاب العرب المتواجدين في القاعة، قائلين لهم: "من يريد أن يسمع ياعيل ليرر فليذهب إلى غزة وسوريا"، ناعتيم إياهم بـ "الإرهابيين."

وفي حديث مع الطالبة حنان حداد، قالت: "كنت أحاول الخروج من القاعة، فحاول أحد الطلاب اليهود دفعي، لكن زميلا لي منعه من ذلك.. ثم قامت طالبة يهودية أخرى بدفعي بقوة.. هذا بالإضافة إلى التهجمات الكلامية والشتائم التي وجهوها لي وللطلاب العرب."

ليرر: لم أكن أتخيل أن الوضع خطير إلى هذا الحد

وفي حديث لموقع عــ48ــرب مع ليرر، قالت: "أعرف أن المجتمع الإسرائيلي يصير فاشيًا وعنصريًّا أكثر فأكثر مع مرور الوقت، ولكني تفجأت جدًّا، إذ لم أكن أتخيل أن الوضع سيء وخطير إلى هذا الحد.. أكثر ما يقلقني في الحقيقة ليس ما حصل معي، إنما وضع الطلاب العرب، الذين يضطرون إلى مواجهة مثل هذه الأجواء العنصرية يوميا."

ممثلو الأحزاب كانوا متواطئين، وبعضهم شارك في التهجم والتحريض

وقالت أيضًا: "رئيس الكلية كان فاقدا للسيطرة على الوضع تماما، ورئيس نقابة الطلاب كان خائفا من الجمهور؛ بعض من مثل الأحزاب وكان متواجدا على المنصة لم يحاولوا مجرد إسكات الجمهور، والدفاع عن حقي بالكلام مثلي مثل غيري، لقد كانوا متواطئين، بل إن بعضهم حرض علي وعلى التجمع، وهاجمني، حتى أن يوليا شموئيلوف من حزب (كلكلاه) اقتربت مني وحاولت الاعتداء علي، الصحفي أوفير شيلح كان الوحيد من بين المتحدثين في الندوة والمتواجدين إلى جانبي على المنصة الذي قال حاول أن يسكت الجمهور، ولكن ليس من منطلق مبدئي، حيث قال لهم: إذا أردتم أن تظهروا بمظهر القوي، أعطوها حقها في الكلام."

وأضافت: "حاول أمن الكية إخراجي من القاعة، ولكني رفضت، لم أكن أريد الهروب، أنا قادمة ولدي ثقة بنفسي وبما أريد أن أقول."

رأيت اليوم جيلا لا يمت بصلة للديمقراطية، ويؤمن بأنه يحق لليهودي الحصول على امتيازات

وأوضحت: "أخافني أني رأيت اليوم جيلا يهوديا إسرائيليا غابت لديه قيم الديمقراطية تماما، لا يفهم مبادئها وأسسها أبدًا، جيل ربوه أن الدولة هي يهودية فقط، وأنه يحق لليهود الحصول على امتيازات على حساب غيرهم، على حساب العربي."

واختتمت ليرر حديثها قائلة: "عقدنا جلسة بعد فض الندوة جمعتني بالطلاب العرب وبعض الطلاب اليهود المؤيدين، وهذا يعطيني القليل من الأمل رغم كل شيء، وأنا أصر على أنه يجب عدم ترك المجتمع اليهودي دون توجه إليه.. يجب طرق جدران الخزان دائما، وبكل الوسائل حتى يحصل التغيير الذي نسعى إليه."

يذكر أن الطلاب العرب رفضوا الخروج من القاعة رغم الاعتداءات والتهجمات، ولم ينصاعوا للجمهور الذي طالبهم بترك القاعة، وقد أصروا على حق ليرر في الكلام، ما دفع بمنظمي الندوة إلى فض الجلسة، وانسحاب ممثلي الأحزاب من القاعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة