بين الحنان والتدليل شعرة، فاحدري كسرها

تاريخ النشر: 13/05/15 | 16:03

أن نحب أطفالنا، ونريدهم أن يكونوا سعداء، لا يعني أن نحقق لهم جميع رغباتهم، فهذا النوع من الحب، لا يبني شخصية الطفل بطريقة إيجابية، إذ يضعف التدليل إحساسه بالأمن والطمأنينة بعيدا عن والديه، ويدفعه إلى التفكير في ذاته فقط …

أي أن يصبح اتكاليا أنانياً، كما أنه قد يتجه إلى السرقة عندما لا تحقق رغباته إذا كبر، بسبب ارتفاع ثمن ما يرغب فيه من أشياء، يكون من الصعب ماديا على الوالدين شرائها.
يخلط الكثيرون بين الاهتمام بالطفل والإفراط في تدليله، وبوجه عام فإن الاعتناء بالطفل شيء جيد، وضروري لعملية نموه الطبيعية، غير أنه إذا زاد هذا الاهتمام عن الحد، أو جاء في وقت غير مناسب، كانت له أضرارا بالغة، كأن يتعارض اهتمامنا به مع تعلمه كيف يفعل الأشياء بنفسه، وكيف يتعامل مع ضغوط الحياة، وكذلك إذا استسلمنا لطلب الطفل أثناء انشغالنا؛ أو في أعقاب تصرفه تصرفاً خاطئاً يستحق عليه العقاب بالإهمال.

يقول (دنيس شولمان ) أحد الاختصاصين في مجال سلوك الأطفال:”إن الأطفال يترجمون ردود فعل الوالدين إلى سلوكيّات تمكّنهم من تحقيق ما يريدون، ولذا من الخطأ الكبير أن يتعوّد الطفل على تلبية كل طلباته، من المفروض أن يسمع الطفل كلمة “لا” كثيرا، ليكفّ عندها من استخدام الأساليب الملتوية لتحقيق مطالبه”
التدليل يفسد أكثر مما يصلح.

إن التدليل المفرط للطفل يفسده أكثر مما يصلحه لعدة أسباب وهي:
تدليل الأطفال يقضي نهائياً على فرصة تكون الإرادة لديهم، حيث يتعلق بوالديه لدرجة لا يستطيع أن يتخذ أبسط القرارات الخاصة به دون الرجوع إليهما، ويفتقر إلى الثقة بالنفس، وليس معنى ذلك أن تكون الشدة هي الضمان الأمثل لنشأة هؤلاء الأطفال نشأة سليمة فخير الأمور أوسطها.

الطفل المدلل لا يستطيع الاعتماد على نفسه أو مواجهة متاعب ومصاعب الحياة لأنه يفتقر إلى المهارات اللازمة للتغلب على المشكلات اليومية.

يحذر رجال التربية الأسرة من العاطفة الفياضة التي تجعل الطفل عاجزاً عن الارتباط بأقرانه حيث يشعر بتشبع شديد من عاطفة الأسرة فلا يميل إلى الآخرين وذلك ينمي داخله الوحدة والانطواء.

الطفل المدلل هو طفل قلق بطبعه يستعجل الأمور، ويحكم على المواقف بسرعة دون تفهم، وعلى مستوى شخصي وليس المستوى الموضوعي المطلوب.

تسيطر على الطفل المدلل الأنانية وحب السيطرة على إخوته، والعنف في تصرفاته معهم لإحساسه بالتميز عنهم.

اهتمام الأسرة بطفل دون آخر، من شأنه زراعة الغيرة والحقد في نفس الطفل المهمل وإهانة كبريائه، ومن ثم تتغير طباعه بحيث تتسم بالشذوذ والغرابة والميل إلى الانتقام من أفراد المجتمع المحيط به.

04

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة