ذاكَ مَساءٌ

تاريخ النشر: 30/12/12 | 2:54

ذاكَ مًساءٌ لَمْ يَكُنْ عادِيًّا وَهْوَ ما بَدا لي

وَجَدْتُني فيهِ أمْتَطي صَهْوَةَ ذاتي

عَلّي ألْحَقُ بِرَكْبِ إخْوَةٍ صَحْبٍ عاشِقين

لأشارِكَهمْ فَرَحَ الْقُعودِ الْمُثري في مَجالِسَ

كَثيرَةِ الدلالاتِ وقوِيَّةِ الإيحاء .

***

في ذلك المساء وجدتني أطوف

ماشِيًا حافِيًا وَشِبْهَ عارٍ

بينَ ضَفَّتَيْ وادٍ كانَتا

قَبْلَ هّبوبِ ريح مُخاتِلَةٍ وَعَسْفِها

هِضابَ راحَةِ فِكْرٍ وَخَطّافِ بصيرَة .

***

في ذلكَ الْمَساء أمْسَكَتْني رَجْفَةُ أحاسيس

أشْعَلَتْني ، فَصِرْتُ كفينيقِ أخي

أنْتَفِضُ على ناري وَما فيَّ وحوْلِيَ من رَماد

وَجَدْتني عندَها جالِسًا قبالةَ نَهْرٍ هُوَ أشْبَهُ ينهرِ حَياة

فرُحْتُ أصْغي إلى دَفْقِ مائِهِ وَما فيهِ مِنْ بحّاتِ خَريرٍ وبوح انْسِياب .

***

في ذلِكَ المَساء كَمْ وَدَدْتُ لَوْ أستعيدُ بَعْضَ ذاتي

لأظَلَّ أصيحُ كأبي ذَرٍّ صاحِبي وأخي

يا نِعْمَ الصَّحْب ها هُوَ العَقْلُ فاحْذروهُ وَاكْرِموه

فبِهِ نَبْدَأ أوَّلَ خُطانا بَحْثا عن عوالِمَ نَيِّرَةٍ جديدة

وبِهِ نَبْدَأ تَدافُعَ الرُّجوعِ وراءً إلى عَوالِمَ بائِدَةٍ وَمُيبدَة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة