البُستانيّ و الثّعلبُ
تاريخ النشر: 07/04/15 | 6:58يُحكى أنّ بُستانيًّا كان له بستانٌ يعتني بأشجارهِ كلّ يومٍ يسقيها، أو يكنش التّربة حولها، يقلّم أغصانها أو يقلع الأعشاب الضّارة المحيطة بها نَمَتْ أشجار البستان و أثمرتْ، فتدلّتْ أغصانها و ذات مساءٍ مرّ بالبستان ثعلبٌ جائع رأى ثماره الناضجة فسال لعابه و اشتهى أن يأكل منها لكن كيف يدخل البستان كيف يتسلّق هذا السّور العالي بقي الثعلب يدور حول السّور، حتّى وجد فتحة في أسفله فنفذ منها بصعوبة، و بدأ يأكل الفواكه حتّى انتفخ بطنه و لمّا أراد الخروج لم يستطع قال في نفسه: أتمدّدُ هنا كالميّت و عندما يجدني البستانيّ هكذا يرميني خارج السّور، فأهرب و أنجو جاء البستانيّ ليعمل كعادته، فرأى بعض الأغصان مكسّرة و القشور مبعثرة، عرف أنّ أحدًا تسلّل إلى البستان فأخذ يبحث حتّى وجد ثعلبًا ممدّدًا على الأرض بطنه منفوخ، و فمه مفتوح، و عيناه مغمضتان قال البستانيّ: نلتَ جزاءك أيّها الماكر سأحضر فأسًا، و أحفر لك قبرًا كي لا تنتشر رائحتك النّتنة خاف الثعلب فهرب و تخبّأ، و بات خائفًا و عند الفجر خرج من الفتحة الّتي دخل منها ثمّ التفت إلى البستان و قال: ثمارك لذيذة و مياهك عذبة لكنّي لم أستفد منك شيئًا دخلت إليك جائعًا، و خرجت منك جائعًا، و كدت أن أدفن حيًّا.