الوحدة تضر بالصحة وتقصر العمر
تاريخ النشر: 25/03/15 | 3:04لطالما إرتبطت الوحدة بضعف الصحة العقلية بما فى ذلك الاكتئاب، إلا أن الأبحاث الطبية الحديثة تشر إلى أن العزلة الإجتماعية والوحدة قد تضر أيضا بالصحة الجسدية، وتعجل بالموت.
وأوضح تيموثى سميث أستاذ علم النفس في جامعة “برمنجهام” بولاية “يوتا” الأمريكية، أن النتائج المتوصل إليها تستند على مراجعة البيانات المسجلة من عشرات الدراسات التى أجرى لأكثر من 3 ملايين شخص، موضحا أن الأشخاص لا يفكرون عادة فى تأثير العوامل الإجتماعية عندما يفكرون فى الصحة، فنحن نفكر فقط فى الأشياء الملموسة كضغط الدم المرتفع، مستوى الكوليسترول فى الدم وأخذ العلاجات الدوائية المخفضة للتأثير السلبى لهذة العوامل، إلا أنه فى الواقع العزلة الإجتماعية من أهم العوامل المساهمة في زيادة فرص الوفاة بين بين العوامل المادة السابقة.
وشدد الباحثون فى معرض أبحاثهم المنشورة فى العدد الأخير من مجلة علم النفس” على الأنترنت – على أن الوحدة هى حالة عاطفية، أولا وقبل كل شىء، فالوحدة هي اعتقاد وتصور الشخص بأنه وحيد.
وقالت” ليزا جاريميكا” أستاذ مساعد فى العلوم النفسية والمخ فى جامعة “ديلاوير” في نيويورك أنه يجب على البحوث التى تجرى فى هذا المجال الأخذ فى الإعتبار تأثير مشاعر الوحدة على الأشخاص الذين يعانون منها بغض النظر عن الشبكة الاجتماعية الفعلية المحيطة بهم، موضحة أن هناك أشخاص هم بالفعل على اتصال مباشر ومستمر مع الآخرين إلا أنهم يشعرون بالوحدة، وهناك آخرين لا يرون بشكل منتظم أفرادا فى محيطهم الاجتماعى إلا انهم لايشعرون بالوحدة مطلقا.كان الباحثون قد عكفوا على تحليل البيانات والنتائج الصادرة عن 70 دراسة أجريت بين عامى 1980 – 2014، والتى كشفت النقاب عن أن مشاعر الوحدة والعزلة الاجتماعية، أو الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم كلها عوامل تؤثر سلبا على طول أعمارهم، حيث بلغ متوسط عمر المشاركين فى الدراسات 66 عاما، بينما كافح البعض منهم مع أحد الأمراض المزمنة.
ويشكك بعض الخبراء فى أن مراجعة البيانات لايمكن أن تثبت السبب أوالنتيجة حول علاقة الوحدة وخطر الموت المبكر.
يأتى ذلك فى الوقت الذى أكد فيه الباحثون على أن العزلة الإجتماعية أو قلة الإنشطة الإجتماعية وراء زيادة خطر الموت المبكر بنسبة 29%، وكان التأثير مماثلا بين الرجال و النساء خاصة بين الاشخاص الذين تقل أعمارهم عن الخامسة والستين عاما.