سجلوا أيها المؤرخين

تاريخ النشر: 22/11/12 | 9:12

سجلوا أيها المؤرخين

هذه البطولة

سجلوا إن كان لديكم أقلام

النضال والجهاد وقوة الإرادة

سجلوا هذه المجازِرْ

على براءة قتل الأبرياء

على قدسية براءة الأطفال

على نساءٍ على شيوخٍ

وعلى إعصار هدم البيوتِ

وإشعال فتنة الطوائف والمخاطِرْ

سجلوا إن بقي

لديكم بعضاً من سائِل الحبرِ

وبعضاً من الورقِ وبقايا

صورٍ من بيوت العبادة

سجلوا هذه الوحشية التي تُرتكب

ضد الإنسانية

بلا أي رحمة

وبلا أي نوعٍ من الديمقراطية

في خُطةٍ لقتل الشعوب

في خُطةٍ للمحو والإبادة

سجلوا هذا الإجرام

الذي يسقي الشرق الأوسطَ

كالمطرِ الأسود…كطوفان قوم لوطٍ

يجتاح بلاد العزة

ويحولها الى مقابرٍ جماعيةٍ

الى آلاف المقابر

سجلوا إن كانَ لديكم صبراً

أو أي نوعٍ من الصبرِ

هذا الصمودِ وتلك المقاومة

هذا الركودِ دونما مساومة

كالأرانب ينظرونَ حُكامنا الأكابِرْ

للعمليات العسكرية البشعة

وللغارات الهمجية , للقتل جشعة

وللمشاهد العنيفة التي تقهر المشاعِرْ

سجلوا أيها المسلمون هذه الولادة

من الدماء الذي تُنـزف

في لبنان والعراق وفلسطين

في سوريا وسائر بلاد المسلمين

ولا تنسوا الشرايين التي تقطع

والمقابِر التي تُزرع

والجثث

ما بين البُكاء

والاستشهاد والبطولة والإبادة

ضد هذه المجازر التي ترُتكبْ

سجلوا وحشيه هذا العدو الذي لا يرحم

والذي يدعي وفقط يدعي

…للأرض التي تُغتصب

والذي يظنُّ بأنه لهذه المرأة

يحمل الأطنان من الالماس في القلادة

وتلك المومس صديقة الليل

التي تريد شرقا أوسطاً

جديد على حساب

عجز شيوخٍ

على شللٍ

على انتزاع الأمومة

وعلى براءة بسمة الحياة

وارتكاب المجازر دونما إفادة

انظروا…

انظروا…

إن كان لديكم أعين

انظروا وسجلوا

هُناك يوجد يتيم وهُناك توجد ثكلى

وذاك أرمل وذاك شهيد

أين العدالة بربّ السماء وربّ العبيد…

تلك العاهرة التي تريد

أن تحافظ على سلامة العالم

على حقوق الإنسان,

على براءة الأطفال

تلك التي أبداً لن تعرف

ما معنى الإنسانية

ولن تعرفْ

تلك التي تُريد دماء العرب

انهارا تنزفْ

بالجرف يدعونَ لهم

من خلفِ الكواليس

حُكامنا الأكابر

بالصمت يدعمون هذا العدوان

يدعمون هذا الكيان

يدعمون شعب الشتات

ليسطروا على العزة والكرامة

كي نطارد بين التشرّد والتهجير

في شنّ الهجوم

ليحرموا الأطفال من السعادة

ونحن أبناء الشعب الواحد

وأبناء هذه الأرض

التي انغمرت بدمائنا

وتلطخت بدماء براءة أطفالنا

وبنسائنا وشرفنا وامتنا

وهم مع عدم

استقرار هذا الشعب

وعدم استقلال

هذا الشعب

وعدم الحفاظ

على كرامة هذا الشعب

ولا يعرفونَ

أن القضية هي المعيار

حُكامنا الأكابر

بالله عليكم سجلوا

سجلوا

سجلوا

ولا تخلقوا

أي حُجّةً كانت

سجلوا

ولا تنسوا أو تتناسوا

أيُّ حرفٍ

من هذا التاريخ

وأسرعوا في جمعِ الأقلام

لتكتبوا هذا التاريخ

الذي يحمل الأكفان

سيراً على الأقدام

ولتجمعوا كُلَّ

هذه المصادر

في اغتصاب

الأرض المقدسة

فيجب أن نسبعّها

في القصفِ الذي استهدف

البشر

والحجر

والشجر

والسيادة

بقلم  شاعر الوادي  محمود صادق عماش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة