صرصور : " استجداء إسرائيل لوقف إطلاق النار دليل على أنها تفاجأت من قدرات المقاومة ؟؟!! ".

تاريخ النشر: 22/11/12 | 0:15

اعتبر الشيخ إبراهيم صرصور رئيس حزب الوحدة العربية/الحركة الإسلامية ورئيس القائمة الموحدة والعربية للتغيير، توجهات إسرائيل إلى أكثر من طرف دولي للتوسط من اجل وقف لإطلاق النار ، واستعدادها لوقف إطلاق النار من جهة واحدة ، وقبولها في النهاية بالاتفاق الذي أنجزته القيادة المصرية الثورية : أصدق شاهد واكبر دليل على أن القيادتين السياسية والعسكرية الإسرائيلية لم تنجح كعادتها في معرفة حجم قوة المقاومة الفلسطينية وقدراتها العسكرية التي استطاعت إدخال الملايين من الإسرائيليين تحت الأرض بفعل صواريخها التي وصلت مدى لم يتوقعه اكبر الخبراء العسكريين والأمنيين الإسرائيليين .

وقال : ” تَبَجَّحَ رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الحرب باراك ووزير الخارجية ليبرمان في مؤتمرهم الصحفي ، بإنجاز العملية ( عمود الغمام ) أهدافها . ونسأل ماذا كانت حقيقةً أهدافُ العملية فعلا ؟ هل نجحت العملية في وقف الصواريخ الفلسطينية على تواضعها من الوصول إلى العمق الإسرائيلي وتهديد المناطق الحيوية ؟ هل قدمت إسرائيل معطيات تفيد بأنها قضت على القدرات الصاروخية الفلسطينية ؟ هل حققت إسرائيل ما كانت تتمناه من نزع سلاح المقاومة من خلال اتفاق لوقف إطلاق النار ؟ هل تضمن إسرائيل أن أمنها أصبح مصانا بهذا الاتفاق ؟ هل دفعت الفلسطينيين في نهاية الحرب إلى رفع الراية البيضاء وتوقيع أوراق الاستسلام ؟ واضح أن شيئا من هذا لم يتحقق !!! أذا ماذا حققت إسرائيل في أيام الحرب الثمانية وازدادت خمس ساعات كما ذكر وزير الحرب باراك ؟ لقد قتلت عشرات المقاومين وعلى رأسهم الشهيد احمد الجعبري ، ودمرت عددا من منصات الصورايخ .. هذا صحيح ، ولكن ، أما وعت إسرائيل من متابعتها تاريخ النضال الفلسطيني أن قتل قيادي واحد مهما بلغ في بلائه ، يولد في الشعب ألف قائد . إذا ما حقيقة ما خلفته إسرائيل فعلا في حربها الوحشية على غزة ؟ .. لقد قتلت ما يزيد على المائة وخمسين من الفلسطينيين ، وجرحت ما يزيد على الألف ، أغلبهم من الأطفال والناس والشيوخ .. دمرت المقرات الحكومية والمدنية الخدماتية والمساجد ، واستهدفت العمارات السكنية والبيوت الخاصة والمزارع والمصانع والبنى التحتية ، ونسفت البنوك وهدمت الاستاد الرياضي الوحيد تقريبا في غزة .. سرقت البسمة من وجوه مئات آلاف الغزيين الصابرين ، وحولت قطاع غزة إلى بيت عزاء كبير .. هذا ما فعلته إسرائيل على الحقيقة ، وهذا ما تباهى به قادة إسرائيل في مؤتمرهم الصحفي مساء الأربعاء 21.1.2012 . فهل هذا هو الانتصار ، وكل ضحاياه من المدنيين وفيهم الأطفال والنساء والشيوخ ؟ ” …

وأضاف : ” لم يكن من الصعب التقاط علامات الخزي والعار من تعابير وجوه الثلاثة ، وعدم اقتناعهم بما ساقون ( لشعب إسرائيل !! ) من أرقام ، وما قدموه من قراءة لمشهد الحرب ونتائجها .. من الواضح أن المقاومة الفلسطينية القادرة بضرباتها الموجعة رغم تضحيات الشعب الفلسطيني الأعزل ، قد فوت على ثلاثي الإجرام ( نتنياهو – باراك – ليبرمان ) ما كانوا يتمنونه من حرب خاطفة تشل حركة المقاومة من الضربة الأولى ، في الوقت الذي يبقى فيه ( شعب إسرائيل !! ) يتريض على الشواطئ وفي المتنزهات ، ويعيش حياته الطبيعية متمتعا بوجبة يومية من دماء وأشلاء الفلسطينيين تقدمه وسائل الإعلام الإسرائيلية المرئية والمسموعة والمقروءة يوميا في نشرات الأخبار وهو يتمددون مسترخين على كنباتهم .. هذا ما تخيلوه ، إلا أن الله أتاهم من حيث لم يحتسبوا ، فجاءتهم حجارة السجيل إلى عمق أحيائهم حتى وصلت تل أبيب والقدس الغربية ، واضطرتهم إلى الفرار إلى ملاجئهم تحت الأرض وفوق الأرض ، وقد أصيبوا بالهلع والرعب كما رأينا في عشرات أشرطة اليوتيوب . هذه هي الحقيقة التي لن يستطيع قادة إسرائيل إخفاءها مهما حاولوا . فهل سيقوم من يطالب بتشكيل لجنة تحقيق على غرار لجان شكلتها إسرائيل بعد حروب فاشلة مماثلة خاضتها سابقا ؟ هل سيدفع نتنياهو وباراك وليبرمان ثمنا سياسيا ما بسبب كذبهم كما دفع من سبقهم ؟ وأخيرا ، هل سيوضع الثلاثة على قوائم المطلوبين للقضاء الدولي بتهم ارتكاب جرائم حرب ؟ ” …

وأكد الشيخ صرصور على أن : ” الشعب الفلسطيني قد قدم قرابينه في هذه الجولة على صخرة الإجرام الإسرائيلي كما قدمها على مدى مائة عام تقريبا منذ تفجر الصراع ، إلا أن شعبنا الفلسطيني ما كان قريبا من تحقق حلمه بالاستقلال وكنس الاحتلال كما هو اليوم . دليل ذلك ، هذا الالتفاف والاحتضان العربي والإسلامي الرسمي والشعبي حول قضيته ، مما يشكل ضربة سياسية قاصمة لإسرائيل ، لا استبعد أن لو تنبأ ثلاثي الإجرام الإسرائيلي بها لما أقدموا على حربهم ضد غزة . من كان يتصور أن وفودا على أعلى مستوى جاءت تباعا إلى غزة في ظل القصف الإسرائيلي معبرين ليس فقط عن تضامنهم ،ولكن عن استعداد بلادهم بالانتقال بالقضية الفلسطينية إلى آفاق جديدة ستكون إسرائيل فيها اكبر الخاسرين حتما . أضف إلى ذلك ما حركته الحرب الإسرائيلية المجرمة على غزة من المياه الراكدة في قضية الوحدة الوطنية ، حيث نلمس انطلاقة جديدة مخلصة في اتجاه إنجاز المصالحة على قاعدة الحد الأعلى من نقاط التوافق بدل الحد الأدنى الذي كان في الماضي . فهل فكرت إسرائيل في ذلك ؟ ما أرجوه في النهاية أن تنعقد قمة عربية إسلامية مشتركة طارئة في قطاع غزة في أقرب وقت ممكن يصدر عنها مجموعة قرارات جريئة ثورية تعلن إنهاء الحصار وفتح المعابر بين العرب وغزة وتنفيذ خطط عميقة لتطوير القطاع ، ووضع العالم وعلى رأسه أمريكا والرئيس أوباما أمام واقع جديد ، إما حل سريع يحقق للفلسطينيين آمالهم في الاستقلال وكنس الاحتلال ، وإما حل عربي سيادي يتفق مع الروح الثورية الجديدة يفرض إرادة العرب ويحقق آمالهم الوطنية والقومية ، وعندها على العالم أن يتحمل مسؤولياته عما يمكن أن يترتب على ذلك من نتائج . “…

الشيخ إبراهيم صرصور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة