صورة آل غزّة
تاريخ النشر: 15/11/12 | 0:08على هذا الرّكامِ المُرِّ في غزّة
نبتتْ ذِراعُ طفلٍ
لوّحَتْ للهِ مِنْ يومَيْنِ
لكنَّ السَّماءَ تَحجّبتْ
إذ أَجّرَتْ للطّائِراتِ مَحلَّها الرَّمزيّ
كي لا تُرى تلكَ اليَدُ الحُبلى بعنقاءِ
الرَّمادِ، وما يُسمّى بالفَرَج.
بالأمْسِ قد أقنَعتُ نفسي أن تَنامَ
ولا ترى التلفاز؛
شاهدتُ أبعَدَ من خَيالٍ جارِحِ الرُّؤيا؛
كانَت كِلابٌ في رَفَحْ:
تستطعِمُ الآلامْ.
كانت طُفولَتُنا المُصابَةُ:
تَرتجي ذا الكَلب:
“موّتني”
لِتَرتاحَ المَشاعِرُ من خُطى الطّاغوتْ.
يا موتُ مَن بَعَثَكْ؟!
مَن ذا أزاحَ الغيمَ في عزِّ الشِّتاءِ؟
لكي تُرى غِربانُهُم نَزَلَت إلى وَشَكِ الحَياةْ؟
يا موتُ..
لا تبحَثْ عَنِ الأطفال
اِرحلْ!
فقد ذَهَبوا إلى البرّادِ في المَشفى بِمُفرَدِهِمْ.
كلُّ الأحبَّةِ يَسهرونَ هُناك.
في رفّهِ العُلويِّ “حَسنى” أمُّهُمْ
ماتتْ عَلى عَجَلٍ
لِكي تَحْمي مَكانًا في المَقابِرِ للصّغارْ!
يا موتُ من وَصّاكَ بي؟
يا موتُ..
مُنذُ مَتى تُطِلُّ عَلى صِغارِكَ بالمَدارِسِ؟
أنتَ تعرِفُ أنَّهم ليسوا هُناكَ!
ألم يَقُلْ لَكَ طيشُكَ الغاوي بأنَّ اليومَ عيدْ؟
فلأَسْأَلَكْ..
أينَ النَّبيّونَ القُدامى
لا يُنَجّونَ البلايا من رَصاصٍ ساذَجٍ؟
لا بيتَ في البيتِ المُجاوِرِ للنّجاةْ..
إنّي أرى ما لا يُرى
وَبِربِّ من جَعَلَ المَواجِعَ نُكتةً
مِن صُنْعِ رُؤيايَ
يا مَن ضَحَّكَ الجاني عَليّ.
عَوّلْ على المذبوحِ يا قلبي المُهادِنِ وانتَبِهْ
للحجمِ في حِرَفِ البَّنادِقِ
والسُّكوتْ.
سَلِّمْ على الغفرانِ
قد كرّرْتَ ذبحي بالتَّسامُحِ
والعُواءِ على عَدَمْ.
ما لي وها الإنجيلُ لم يمسحْ دُموعَ الجرحِ
يومَ يُبدِّلُ الجلاّدُ جلدي كي أظلَّ
على أَلَمٍ، وأعلى مِن سُقوطِ الأحجِيةْ؟!
يَا أيّها الرّحمان خبِّرْني؛
هل كنتَ تجهَلُ صانِعَ الحربِ الحَديثَةِ؟
أم تُساوي السَّيفَ مِن زَمَنِ القَبائِلِ بالقَنابِلْ؟
بالله قُلْ؛
هل فازَ مَن حبَّكْ؟
جاوِبْ!
مروان مخّول
ان العين لتدمع
كلمات من تبر وسراج..
لحرفك الذهبي الف قصيد