"لغة الضاد" بقلم خيري محمد عثامنة

يخيل الى الزائر لبلدنا كفر قرع ولأول وهلة (وكذلك لبعض القرى العربية ) أن قدميه وطئتا مدينة مختلطة السكان عربا ويهودا، لكن لماذا؟

أنظر من فضلك يمنة ويسرة الى المحلات التجارية أو ورشات العمل، لتشاهد أنها مزينة بيافطات (في أغلب الحالات ) كتبت باللغة العبرية، والعبرية فقط دون لغة أهل البلد ‘ اللغة العربية التي هي فخر لنا ولأبنائنا.

والسبب في ذلك، حسب ما أظن، هو زيارة الكثير من جيراننا اليهود، بهدف التسوق في بلدنا. هذا جيد، ولكن ما يمنع أيها الأخ الكريم أن يكون عنوان محلك باللغة العربية؟!.

يشاهد المرء أن هذه اليافطات قد كتبت باللغة العبرية، لا بأس في ذلك ولكن ليكن الأسم الأول بلغة أهل البلد اللغة العربية، اللغة المفهومة والمقروءة عند أغلبية الناس، (والتي ولجمال رسم حروف كلماتها، انتشر في بعض البلدان استغلالها كصور لتزيين جدران بيوتهم من الداخل).

لقد بات الواحد منا غريبا في بلدته، يسير في شوارعها وبين أزقتها يتلفت مندهشا وأحيانا يشعر بأنه بحاجة الى مرشد أو مترجم، وهذا يذكّرني بما قاله الشاعر في وصف شعب البوان من أعمال بلاد فارس لما شاهده من المناظر الخلابة وأظهر دهشته فيقول المتنبي:

ولكنّ الفتى العربيّ فيها … غريبُ الوجه واليد واللسان

ملاعب جنة لو سار فيها … سليمان لسار بترجمان

هي لغتنا العربية، فيها عزنا وشرفنا، وبها نزل القرآن الكريم، قال سبحانه وتعالى “–انا أنزلنه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون” صدق الله العظيم.

لغتنا لغة الجمال فقد أودع الله سبحانه وتعالى فيها أسرارا وحُسناً وجمالاً، وهي المفضلة على جميع اللغات، وهي اللغة التي يتحدث بها العرب وغير العرب وقد بلغت كلماتها الملايين.

بهذه العجالة أود أنّ أهمس بآذاننا جميعا وفي كل مكان أن نحافظ على لغتنا أحبتي في الله، فمن أحبّ الله أحب رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن أحب الرسول صلى الله عليه وسلم أحب لغته العربية. وهي لغة أهل الجنة، بها نزل القرآن الكريم وبها فُتح العالم، فهي لغة الفن والصورة والموسيقى.

وقد أجاد شاعر النيل المرحوم حافظ ابراهيم حيث قال فيها:

أنا البحر في أحشائه الدر كامن … فهل سألوا الغواص عن صدفاتي

هذا بعض الشيء عن لغتنا، وعليه فأهيب بك أيها العزيز وفقك الله في تجارتك وعملك أن تزين مدخل متجرك أو عملك بحروف لغتنا العربية الخالدة ولا بأس في اضافة كلمات باللغة العبرية وغيرها على اليافطة للزبائن الأجانب.

هنالك الكثير من الغيورين الذين يشعرون بالاستياء من هذه الظاهرة الآخذة بالتفاقم والازدياد. ومن طريف ما سمعت بهذا الصدد أن أحد المواطنين الغيورين على اللغة، أراد مقاطعة صديقه، لأنه علق عل بابه يافطة بلغة أجنبية فقط.

اللهم احفظ لغتنا وأعنا على ذلك، أخوة عاملين متحابين.

خيري محمد عثامنة