حين يبدأ يومُك كدِرًا..
تاريخ النشر: 13/10/12 | 22:21ماذا لو أنك استيقظت متأخرًا بسبب أنك لم تستطع النوم بشكل جيد؛ فلا تجد وقتًا لتناول الإفطار، وتسرع لتصل إلى مكان عملك قبل بدء موعد زحام السير، وقبل أن يسجل عليك تأخير في الدوام، وتصل إلى عملك فتغضب من مديرك الذي استقبلك “بزخات” من الكلمات التي تنزل على مسامعك كسهام مسمومة، تزداد المنغصات بتحميلك مزيدًا من الأعباء، فماذا عليك أن تفعل عندما يبدأ يومك بشكل غير مرضٍ؟
أن الاتصال بالطرف الآخر، وإخباره بأن ظرفًا ما حدث معه اضطره إلى التأخر عن موعده يعد حلًّا سريعًا مريحًا،ولكن عليك أن تحدد الأسباب الحقيقية لانزعاجك ولتأخرك: هل أخطاء الآخرين؟، أم الظروف الطارئة؟، أم أن تراكم أخطائك كان السبب؟، وهذا من أجل ألا تتكرر.
وبقليل من الصدق والإنصاف مع النفس ستجعل عزيزي القارئ, تركيزك يتجه إلى السبب الأخير، وهو: “تراكم أخطائنا”، فأخطاء الآخرين لا تعنينا بشيء إن نحن أحسنَّا عملنا وأديناه بالأمانة التي ترضي ضميرنا، وما إسقاط اللوم على الظروف إلا تهرب من مسؤوليتنا تجاه أنفسنا وتجاه ما أوكل إلينا من أعباء.
فبمجرد وصولك لمكان عملك اعتذر مباشرة لمن تأخرت عنه في الموعد المحدد بينكما، فهذا سيشعره بنوع من التسامح والرضا، وهذا بدلًا من أن تقضي يومك في هم وغم، فهو ظلم لأنفسنا وهدر لطاقتها فيما لا يفيد، وبالتالي نصبح غير قادرين على إنجاز المهام الموكلة إلينا.
أن تحديد الأمر الذي يزعجك يساعدك على تسليط الضوء على مكمن هذه المشكلة وعلاجها مباشرة، فبدلًا من أن يسير يومك بشكل مزرٍ، فكر في الحلول ولا تستغرق بالتفكير في المشاكل.
وبعد أن تعتذر وأمامك قائمة من المهام الموكلة إليك لإنجازها، وقبل انتهاء دوامك اعمل على ترتيب أوراقك بفاعلية أكثر، والمقصود بذلك جدولة الأجندة لتنجز ما هو مطلوب منك، فتعمل الأهم ثم الأقل أهمية، واعمل بجد، ودع عنك الكسل والتراخي.
وعندما تواجه أي ظرف خارج عن إرادتك تذكر أن لديك خيارين: إما أن تغضب أو أن تتعامل مع الأمر بمرونة، حينها اختر الخيار الذي لن يفسد عليك يومك.