طاعة الوالدين وبرهما

تاريخ النشر: 12/10/12 | 7:31

قال تعالى “ووصينا الإنسان بوالديه حسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا , حتى اذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة , قال رب أوزعني ان اشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وان اعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي أني تبت إليك وأني من المسلمين “. وقال أيضا : “وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين إحسانا , اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل هما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما , واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا “.

تجلت عظمة الله وقدرته في خلق السموات والأرض على نسق محدد وعلى قدر مقدر وخلق الإنسان وجعل منه الذكر والانثى , “ومن كل خلقنا زوجين اثنين ” خليفة له في الأرض لتعمر الحياة ويستمر البقاء الى اجل مسمى ,ولذا فالوالدان هما سبب الوجود في هذه الحياة الدنيا والحفاظ على الأبناء ورعايتهم وتربيتهم منذ الصغر قال تعالى “يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام ان الله كان عليكم رقيبا“. لذا فان منزلة الأبناء عند الآباء منزلة عظيمة والرابط قويا متينا . فانظر الى الأطفال والأبناء منذ نعومة أظفارهم كيف يحافظ الأبوان على اطفالهما ويسهرا على راحتهم وتوفير الامن والخير والسعادة لهم حتى يشب هؤلاء ويكبروا ويبلغوا اشدهم , فوجب على الابناء طاعة الوالدين فهي واجبة شرعا وحالا ,وحس الرعاية والبر والإحسان إليهما , والخروج على طاعتهما من اكبر الكبائر وأقبح الذنوب وأعظمها , وحسن رعايتهما سببا في أدرار الرزق وتهوين مشاق الحياة وتفريج الكروب والشدائد والبلاء .هذا واقتضت حكمة الله أن يرعى الانسان والديه ولذا توجه الله بالوصية للابناء للرعاية بالوالدين والاهتمام بهما وجعل من دون ذلك عقوبة مخزية مؤلمة وهدد بسوء الجزاء والمصير .حيث ينتقم الله لهما في حياتهما الدنيا قبل الاخرة وذلك بضيق العيش والسخط من الحياة وعدم التوفيق فيعيش في بؤس وضنك وفي سواد وجه وسوء حال . والعياذ بالله . ومما يروى (قال الحسين بن علي رضي الله عنهما ) فيما نحن في الطواف اذ سمعنا صوتا , وهو يقول :يا من يجيب دعا ء المضطر في الظلم ……..يا كاشف الكرب والبلوى مع السقم قد بات وفدك حول البيت والحرم ……..ونحن ندعو وعين الله لم تنم. هب لي بجودك ما أخطأت من جرم……….يا من أشار اليه الخلق بالكرم. ان كان عفوك لم يسبق لمجترم …….فمن يجود على العاصين بالنعم.

فقال علي رضي الله عنه :يا حسين أما تسمع ألناد ب ذنبه والمعاتب ربه , امض فعساك تدركه وناده .قال الحسين :فسرعت اليه حتى أدركته . فاذا انا برجل جميل الوجه نقي البدن نظيف الثياب طيب الريح , الا انه قد شل جانبه الايمن .فقلت أجب أمير المؤمنين علي بن ابي طالب . فأتاه , فقال له علي رضي الله عنه :من أنت , وما شأنك ؟ فقال : با أمير المؤمنين :ما شأن من أخذ بالعقوبة , ومنع الحقوق .قال ما اسمك ؟ قال منازل بن لاحق :قال ما قصتك ؟ قال: كنت مشهورا في العرب باللهو والطرب ,اركض في صبوتي , ولا أفيق من غفلتي , ان تبت لم تقب توبتي , وان استقلت لم تقل عثرتي ,اديم العصيان في رجب وشعبان ,وكان لي والد شفيق رفيق يحذرني مصارع الجهالة وشقوة المعصية , يقول : يا بني .لله سطوات ونقمات فلا تتعرض لمن يعاقب بالنار , فكم ضج منك الأنام والملائكة الكرام والشهر الحرام والليالي والايام . وكان اذا الح علي بالعتب ألحت عليه بالضرب . فأبلغت إليه يوما فقال :والله لآصومن ولا أفطر ولآصلين ولا أنام , ولآفدن البيت الحرام يو م الحج الاكبر ,ولآستعدين الله عليك .قال: فصام اسبوعا , ثم ركب جملا أورق , فقدم مكة يوم الحج الاكبر فتعلق باستار الكعبة ودعا علي قائلا :

يا من اليه أتى الحجاج من بعد ……………………………….يرجون لطف عزيز واحد صمد

هذا منازل لا يرتد عن عققي ……………………………….فخذ بحقي يا رحمن من ولدي

وشل منه بجود منك جانبه ………………………………….يا من تقدس لم يولد ولم يلد

قال : فوالذي رفع السماء وانبع الماء ما استتم كلامه حتى شل جانبي الايمن فظللت كالخشبة الملقاة بأرجاء البيت الحرا م ,وكان الناس يغدون ويروحون علي ويقولون :هذا أجاب الله فيه دعوة ابيه , فقال له علي رضي الله عليه : فما فعل أبوك ؟ قال : يا أمير المؤمنين . سألته ان يدعو الي في المواضع التي دعا علي فيها بعد ان رضي عني . فحملته على ناقة , وأسرعنا في المسير الى بيت الله الحرام في مكة المكرمة . حتى وصلنا الى واد الأراك .فنفر طائر من شجرة فنفرت الناقة فوقع منها ومات في الطريق .. فقال علي رضي الله عنه :”الا اعلمك دعوات سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما دعا بها مهموم الا فرج الله عنه ولا مكروب الا فرج الله كربته , فقال : نعم , فقال الحسين: فعلمه الدعاء فدعا به وخلص من مرضه وغدا سليما صحيحا ., فقلت للرجل : كيف عملت ؟ قال: لما هدأت العيون , دعوت به مرة وثانية وثالثة , فنوديت حسبك الله فقد دعوت الله باسمه الاعظم الذي اذا دعي به اجاب , واذا سئل به أعطى . فيما تقدم يبين لنا مكانة الوالدين ومنزلتهما العظيمة عند الله سبحانه وعالى . فالحرص الحرص على طاعة الوالدين , والحذر الحذر من الخروج على طاعتهما حتى ننال السعادة والطمأنينة في الحياة الدنيا والفوز والفلاح في الآخرة.

من  محمد صبيح

‫3 تعليقات

  1. بارك الله بك يا اخي وهذا من اهم المواضيع التي قراتها في موقع بقجة وارجوا من كل انسان عندو شوية رحمة ان يقرا ويقرا عن بر الوالدين ويعمل كما امرنا الله وشكر خاص للاخ محمد صبيح وتحياتي لامي وابي احبائي

  2. شكيتك. لاللة يا والدي. العاق يا.. دم إخوتي علا الأرض ويا قاطع بناتك وأخواتك وولاياك

  3. بسم الله الرحمن الرحيم. اللهم بارك لنا في اهلنا واهدي شباب المسلمين الى الطاعه ،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة