لقاء مع الفنان الكبير الأستاذ "خليل حدَّاد"
تاريخ النشر: 05/10/12 | 23:30مُقدِّمة ٌ وتعريف : الفنانُ والمُطربُ المعروف ” خليل حدَّاد ” أصلهُ من قريةِ ” حرفيش ” الجليليَّة، يسكنُ الآن في مدينةِ الناصرةِ ، حاصلٌ على شهادةِ الماجستير ( m . a ) في اللغةِ العربيَّةِ وعلى شهادةِ ال ( b . a ) في اللغةِ الإنجليزيَّةِ من جامعةِ حيفا ، وهو متزوِّجٌ ويعملُ في سلك التعليم . يهوى الرياضة َ ولهُ الكثيرُ من الهوايات والمواهب . اشتركَ في الكثير من الحفلاتِ والمهرجاناتِ الغنائيَّة ، ولهُ عدَّة ُ أغان من كلماتِهِ وألحانهِ وغنائِهِ . أصدرَ ، مُؤخرًا، ثلاثة أشرطة ( كاسيتات) جديدة . هو موسيقي وشاعرٌ وأديبٌ درسَ موضوعَ الموسيقى في معهد الموسيقار” سليم الحلو ” في بيروت ( لبنان) في سنوات الستينيَّات – موسيقى وصولفيج ( تفتيح وصقل صوت ) ، ومن أساتذتِهِ في الموسيقى الأستاذ “سليم الحلو” والموسيقي والمُلحِّن المعروف” زكي ناصيف”.. وغيرهما . شاركَ ” خليل حدَّاد ” في مهرجان ” بعلبك ” الفني في جوقة فيروز سنة 1965 . وهو متأثِّرٌ بالموسيقى العربيةِ الكلاسيكيَّة وبالموسيقى الغربيَّة (الأجنبيَّة) الكلاسيكيَّة . وقد أجروا معهُ الكثيرَ من اللقاءاتِ في مختلفِ الصحف ووسائل الإعلام المقروءة والمتلفزة والمسموعة ( الإذاعات) في العالم العربي، مثل: في مصر والأردن وفلسطين ولبنان وفي إذاعة ” مونت كارلو” بفرنسا ، خاصَّة ً عندما كان الإذاعي اللامع المرحوم ” حكمت وهبي ” يعمل في تلك الإذاعة وهو من الأصدقاء الحميمين للمطرب ” خليل حداد ” … إضافة ً إلى بعض ِالأعلام ِ والمشاهيرالمطربين والفنيِّين في العالم العربي الذين تربطهُم علاقة ٌ ودِّيَّة ٌ وصداقة ٌ متينة ٌ معهُ ، ومُشاركة ٌ في الكثير من الأعمال الفنيَّةِ ، مثل : المطرب الكبير المخضرم ” وديع الصافي ” والمطرب ” ملحم بركات ” و ” صباح فخري ” و ” وليد توفيق ” و “صباح ” و ” سميره التوفيق ” و ” نهاد طربيه ” … وغيرهم . ونظرًا لمكانةِ وشهرةِ المطرب الكبير والمُخضرم ” خليل حدَّاد ” أجرينا معهُ هذا اللقاء الخاصّ والشَّائق والمطوَّل .
*سؤال 1 – منذ ُ متى بدأتَ تتعاملُ مع الفنِّ ومتى كانت نقطة ُ الإنطلاق والشُّهرة ؟؟
– جواب 2 – منذ ُ 35 سنة وأكثر ( منذ الصغر ) بدأتُ أغني وأحفظ ُ القرآن وأخدمُ الصلاة َ في الكنائس ( شمَّاس) وأرتِّلُ التراتيل الدينيَّة ، وأحفظ ُ الأزجالَ والعتابا والمعنَّى – لأنَّ المحيط َ في قرية ِ “حرفيش ” كمنطقةٍ جبليَّةٍ على حدود لبنان .
كانَ هنالكَ تشجيعٌ من شبابِ القريةِ الذين لهم الفضلُ الأوَّلُ في تقديمي كمطربٍ أو بالأحرى فنان مبتدىء ، ثمَّ في الناصره بدأتُ في تنظيم ِ فرقةٍ موسيقيَّةٍ إسمها : ” ليالي الأنس ” … هذا سنة 1975 – عند قدومي إلى الناصره وإقامتي فيها … وكلُّ مطربٍ غنى معي في الفرقةِ أصبحَ مُطربًا مستقلا ًّ، وكل الأخوةِ المطربين في الناضره والقضاء تعاونوا فنيًّا موسيقيًّا وشعريًّا وغنوا عدَّة َ أغان لي ( من تأليقي وكلماتي وألحاني ) ، وخاصَّة ً أغنية ” رُشُّوا الورد ” التي اخذت طابعًا وبُعدًا عربيًّا شاملا ً… وغيرها من الأغاني والألحان الجديدة التي ألَّفتُها … إضافة ً إلى الأغاني الفلسطينيَّة التي جمعتُها منذ ُعشرين سنة ، وحاولتُ تطويرَ البعضَ منها بشكل ٍ بسيط ٍ وليسَ بشكل ٍ جذري ، مثل : أغنية ( يا طير الطاير ) . والشُّهرة ُ بدأتْ في إذاعةِ ( مونت كارلو ) .. بعد أن رجعتُ من بيروت وأخذ َ الفنان والإذاعي “حكمت وهبي ” يذيعُ لي الألحانَ بتسجيلاتٍ بسيطةٍ متواضعةٍ وبتوصيةٍ من الموسيقار (محمد عبد الوهاب ) – موسيقار الشَّرق ، ومطرب المطربين الأستاذ ” وديع الصافي ” . ومن مونت كارلو انتشرَ اسمي إلى جميعِ أنحاءِ العالم العربي وفي بلادِنا أيضًا . وأصبحتْ تأتيني الدعواتُ للإشتراك ِ في الكثير من الأمسياتِ والحفلاتِ الغنائيَّةِ محليًّا وعربيًّا .
* سؤال 2– العراقيلُ التي واجَهَتكَ في بدايةِ مشواركَ الفنِّي ؟؟
– جواب 2- العراقيلُ هي :- (باختصار): أنا في دولة إسرائيل ( شقفة عربي ) – ( חתיכת ערבי ) ، وكما قال المثلُ الشَّعبي : ( لا مع سيدي بخير ولا معْ سِتِّي بخير ) . وفي سنة ( 1985 ) لم يُوافق المرحومُ ” سعد الدين وهبي ” – رئيس نقابة الفنانين في مصر – على أن أنشُرَ لي كاسيتا في القاهره ، وبعد الجَدل ِوالنقاش ِ العنيفين لم أستطعْ أن أقدِّمْ نفسي للجمهور المصري مع أنَّ أغنية َ ( رشُّوا الورد ) التي يُغنيها مطربو الأعراس والمناسبات في مصر والعالم العربي هي من كلماتي ولحني … هذهِ الصُّعوبة ُ الأولى . والعقبة ُالثانية ُ هي : إنهُ لا يوجدُ انتماءٌ إلى مؤسَّساتٍ حكوميَّةٍ في البلاد ولا أيُّ دعم ٍ للإنطلاق ِ كما يحظى كلُّ مطرب ٍ عربيٍّ في الدول ِالعربيَّةِ المُجاورةِ الذي لهُ خيرة ُالمُلحِّنين وخيرة ُ الشعراء َوُكتَّاب الكلمات والمُوزِّعون الموسيقيُّون والإستوديوهات الضخمة الرَّاقية ووسائل الإعلام على امتداد الوطن العربي ( راديو وصحافة وتلفزيون وفيديو) وشركات إنتاجيَّة على أعلى المستويات وجماهير غفيرة من المستمعين (الملايين الملايين) على امتداد ِالوطن العربي ( من المحيط للخليج ) . لقد قال لي المطربُ ” وليد توفيق ” : أنا في مصر بالكاد أكونُ مطربًا بوجودِ أكثر من سبعين مليون عربي … فكيفَ تكونُ أنتَ مُطربًا بين مليون عربي فقط . هذا الكلامُ قبل أكثر من 15 سنة . فهذه العراقيلُ لوحدِها تكفي أن ُتعيقَ شهرة َ الفنان حتى لو كانَ مُبدِعًا وعُملاقا ً في مجال الفنِّ . . وهنالكَ عراقيلُ أخرى عديدة ٌ لا ُتعَدُّ ولا ُتحصَى عندنا في الداخل ِ كالأسبابِ السِّياسيَّةِ والحزبيَّةِ والشَّخصيَّةِ والمادِّيَّةِ … زد على ذلك إنَّ الإذاعة َ والتلفزيونَ المحلِّي لا يَمِنَّان إلى الموسيقى والغناء والفنِّ بمعناه الجوهري والحقيقي والصَّحيح بشيءٍ .
* سؤال 3– َمنْ الذينَ شَجَّعوكَ ودَعَموكَ في بداياتِكَ الأولى ؟؟
– جواب 3 – قلتُ إنَّ شبابَ قريةِ “حُرقيش ” الجليليَّة قد شجَّعوني كثيرًا والأهل ُ والأقارب ، والتَّشجيعُ الهام والمُمَيَّزُ كانَ بعدَ أن أهديتُ الأستاذ َ المُطربَ ( وديع الصافي ) إغنية َ ( بتحِبني وشهقت بالبكي ) من كلماتي ولحن وغناء وديع الصافي . وهذه كانت تذكرة َ ( بطاقة) الدخول إلى عالم ِ الفنِّ والغناء من أوسع أبوابهِ . وأهميَّة ُ هذهِ الأغنية أنها شاذ َّة ومُميَّزة عن جميع الأغاني العربيَّة لأنها تجمعُ بين الغزلِ والوطنيَّة في نفس الوقت، ولا نجدُ في الغناءِ العربي إلا َّ القليل من هذا الأسلوب . وفيما بعد شجَّعني الأستاذ ” محمد عبد الوهاب ” والمُلحِّنُ ” حسن أبو السعود ” والمطربون الآخرون العرب الذين غنيتُ معهم في باريس ولندن في سنوات الثمانينيَّات والتسعينيَّات… والتشجيعُ الكبير من ” حكمت وهبي ” كأقدر وأوَّل ِ مُذيع في العالم ِ العربي ، حيثُ بَثَّ لي الكثيرَ من الأغاني الخاصَّة في إذاعة ِ ” مونت كارلو ” والأغاني التي من تراثِنا الفلسطيني … ممَّا جعلني أنتشرُ بشكل ٍ واسع ٍ ومُذهل ٍ في جميع ِ البلدان العربيَّة ِ ومحليًّا …
* سؤال 4 – يُقالُ إنَّ طريقَ الفنِّ شاقٌّ وصعبٌ وطويلٌ وَمُعَبَّدٌ بالأشواكِ وليسَ بالورودِ ، والفنانُ الحقيقي المُبدعُ هو الفنانُ الذي َمرَّ في صعوباتٍ كثيرةٍ ومآسي وضيقات صَقلتْ موهبتهُ فتألَّقَ وأبدَعَ فنِّيًّا ، وأنَّهُ بدون ِالمُعاناةِ لا يكونُ هنالكَ إبداع ٌ وفنٌّ راق ٍ ( أي أنَّ الفنَّ وليدُ المُعاناة ) … ما رأيُكَ في هذا القول ؟؟!
– جواب 4 – إنَّ هذا السُّؤالَ عميقٌ وهامٌّ ، وأنتَ يا حاتم أوَّلُ صحفيٍّ ( محليًّا وخارج البلاد وعالميًّا ) يطرقُ هذا الموضوعَ بهذا العُمقِ والموضوعيَّة . فكلُّ الصحفيِّين غيركَ ، محليًّا ، في جميع الصحف والمجلات ووسائل الإعلام العربيَّة يسألونَ : ( ما لونُ عينيكَ ؟ ، كم ولد عندكَ ، كم طولكِ، وكم عدد المُعجبين والمُعجبات عندكَ ؟؟) … وأسئلة ٌ سخيفة ٌأخرى تتلاءمُ مع الجريدة ِ او المجلَّة التي تجري اللقاء بشكل ٍ سطحي ومع خطها السياسي والمصلحة الماديَّة والشَّخصيَّة الضيِّقة التي لا تتوازنُ وتنسجمُ مع روح الفنِّ الحقيقي وانبثاقتهِ الحقيقيَّةِ الهادفة لأنَّ الصَّحافة َ الحقيقيَّة َ الرَّاقية َ هي الصَّحافة المُنزَّهة والمُجَرَّدة من كلِّ طابع ٍ حزبيٍّ أو سياسي أو فئوي أو سلطوي أو طائقي أو مادي ضيِّق … ولهذا نجدُ معظمَ وسائل ِ الإعلام ِ المحليَّةِ دون المستوى المطلوب ، والذين يعملونَ ويكتبون في تلكَ الصُّحف والمجلات معظمهم نجدُ كتاباتهم ولقاءاتهم الصَّحفيَّة َ وتقاريرهم ومقالاتهم سطحيَّة ً وتافهة ً ويتَّهمونَ في نفس الوقت غيرَهم بالسطحيَّةِ والسَّذاجةِ وبالكتابةِ المُدَجَّنةِ،وهم السَّاذجون والمُدَجَّنون فكريًّا وسياسيًّا وغارقون إلى أذنيهم ورأسهم في السطحيَّةِ والسَّذاجةِ والتفاهةِ والسَّخافةِ ( أدبيًّا وموضوعيًّا وفكريًّا ) ….. ولنرجعَ إلى السُّؤال ِ السَّابق :
1 ) أنا فنانٌ مُتشرِّدٌ من قرية ِ حرفيش إلى بيروت إلى دمشق إلى اللاذقيَّةِ .. إلى القاهرةِ.. إلى عمَّان ، وَمُشَرَّدٌ ففي بلدي أيضًا إذ دَرَّستُ كمُرَبٍّ ( معلم ) في حرفيش وعكا وحيفا ويافة ، القدس والناصرة وَدَبُّوريه ، والمدرسة الثانويَّة الشَّاملة في قريتيّ ( كسرى وكفر سميع )… وفي مدينةِ شفاعمرو وفي المشهد وفي الداليه .. وغيرهم .. إلخ . ولم أعِشْ في بلدي سوى عشر سنوات ، وذقتُ الأمَرَّين منَ الغربةِ والفقر . وأمَّا الضيق الأوَّل فهو من المُؤسَّسات المحليَّة السلطويَّة والحزبيَّة ، إذ أنَّ الفنانَ يتعرَّضُ للضغط ِالحزبي والسلطوي والفئوي ، فكلُّ زعيم ٍ ومسؤول سياسيٍّ يعتبرُ المطربَ والشَّاعرَ طاولة ً يخطبُ عليها ويعملُ دعاية ً لنفسهِ من خلالها… ويا ويلك إذا لم ُتغنِّ لهُ وتمدَحْهُ .. ناهيكَ أنَّ السُّلطة َ تراقبُ الكاسيت والكلمة َ وأهدافها وتخافُ من كلِّ كلمة ٍ مكتوبةٍ َومُغنَّاه والتي تعتبرُها تحريضًا على مستوى العقابِ والسِّجنِ … وهذا القهرُ القومي والسِّياسي والذاتي والمادي والإجتماعي .. والسجن لمدَّة ( 64 سنة ) داخل دولة إسرائيل أدَّى إلى السُّلَّم ِ العَشري في المُعاناةِ ، وهو :
( 1 – حُزن . 2 – لوعة . 3 – شَجَن . 4 – أسَى .
5 – حرقة . 6 – أسَف . 7- قهر . 8 – حَسْرَة .
9 – تأوُّه . 10 – أنين . ) … إلخ ..
*سؤال 5- حَبَّذا لو تحدِّثنا عن مسيرتكَ الفنيَّةِ منذ البدايةِ إلى الآن وبتوسُّع ٍ ؟؟
– جواب 5 – أوَّلُ بداياتي الفنيَّة وأوَّل ما صُدِمتُ نفسيًّا في جامعةِ دمشق ، حيثُ غنَّيتُ أمامَ جمهورِ الطلاب في يوم ِ عيد الأضحى، وكانَ عُمري يومَها حوالي ( 18 سنة ) ، بيتا ً من العتابا قلتُ فيهِ :
( شكري وجمال وحدتهُمْ جميلِهْ ولهم عَ العَرَب أكبَر جميلِهْ
وجُول جَمال وعدنان وجميلِه ْ لوحدِهِمْ خَلَّدُوا اسم العَرَبْ )
ولمْ أكمل ِ الوصلة َ الغنائيَّة َ لأنَّني شعرتُ كفلسطيني لا يوجدُ لي لونٌ مُعَيَّنٌ وأغاني مُمَيَّزة في هذا الحقل . وعندما رجعتُ إلى البلاد أخذتُ أجمعُ التُّراثَ الفلسطيني من ” سعسع ” (الجليل الأعلى ) إلى غزَّه ( جنوب فلسطين ) ، وجمعتُ حوالي ( 50 – 55 ) أغنية من مناطقنا الفلسطينيَّة التي لم يُغنِّها المطربونَ العرب في سوريا ولبنان ، مثل : ( مرشوشه بالعطر ) و ( نعنع يا نعنع ) و ( خدّك تفاح الزبداني ) … وغيره . وحَزَّ في نفسي أن يقولَ مُذيعٌ أردنيٌّ: إنَّ أغنية َ ” سَبَّل عيونوُ ” في حنَّاءِ العريس ِ هي أغنية ٌ أردنيَّة ٌ وليست فلسطينيَّة ، وأيضًا أغنية ” يا عين مولايّتين ” التي تغنيها سميره التوفيق، فمتى كانت بالأصل ِ أغنيةٌ أردنيَّة ، بل هي أغنية ٌ فلسطينيَّة أصلها من قرية ِ ” كويكات ” الحليليَّة – قضاء عكا .
والجديرُ بالذكر ِ أنَّ اغنية َ ” يا ريتني طير ” التي أشهَرَت المطربَ العُملاق َ الراحل ” فريد الأطرش ” هي من كلمات ” يحيى اللبابيدي ” ولحنهِ ، وهو من مدينة “عكا ” الفلسطينيَّة ، فأخذها فريد في لبنان ، ولم توافق لجنة ُ المراقبةِ المصريَّة على كلِّ الشَّطرات ، وخاصَّة ً :
( ” يا ريتني خمرَهْ في كاسَكْ َتبُوس الكاس كلّ ما باسَكْ
ألثُمْ شفايفكْ وألامسَكْ ويا ريتني طير ……. ) .
وذلك بحجَّةِ انَّ الخمرة َ مُحَرَّمة ٌ في المُجتمع ِ العربي والإسلامي .
وأمَّا أنا ” خليل حدَّاد ” فسأغني هذه الأغنية َ من جديد ٍ وفي كلماتها الأساسيَّةِ والتي لم يُغنِّها فريد الأطرش .. وفي لحنٍ مختلف قليلا مع بعض التعديلات .
…. وبعدَ كلِّ التشرذم الفلسطيني والشُّعور بالإحباطِ ومرور الوقت والشَّباب ما زلتُ ألحِّنُ وأغنِّي وأشعرُ بالقوَّةِ حتى أصدرتُ ثلاثةَ كاسيتات جديدة قبل عدَّة ِ سنوات من كلماتي وألحاني وغنائي – وهي :
1 ) كاسيت مهداة إلى الرئيس الفلسطيني المرحوم ” ياسر عرفات – أبو عمَّار ” بمناسبة عيد ميلاده السبعين وهو للسلام .
2 ) كاسيت للأميرة الراحلة ” ديانا ” باللغتين الإنجليزية والعربيَّة . 3 ) كاسيت الميلنيوم – الناصره ( 2000 ) ، ولحن الناصرة 2000 – بصوتي وصوت المطرب وديع الصافي، ويحوي الكاسيت مجموعة ً من الأغنيات الجديدة ، منها : نشيد للسيِّد المسيح باللغتين ( الإنجليزيَّة واللاتينيَّة ) وسأغني هذا النشيدَ في ” الفاتيكان ” في أقرب وقت وسأبثُّهُ على شبكات الأنترنيت … إضافة ًإلى بعضِ الأغاني الوطنيَّةِ والفلكلوريَّة الفلسطينيَّة التي يحويها الشَّريط .
وأنا الآن في صددِ إخراج ثلاث أغان ( تصوير فيديو كليب ) لِتُبَثَّ في العديدِ من المحطَّاتِ والقنالاتِ الفضائيَّةِ والأنترنيت ، وهي : أغنية ” رشُّوا الوَرد ” . 2 ) ” جوز الحمام ” .
3 ) ” ملكة الجمال “، وبمشاركةِ مجموعة من عارضات الأزياءِ المشهورات وملكات الجمال وبعض الكوافيرات وخبيرات التجميل والرَّاقصات وبمشاركة بعض ِ الشَّباب في الإخراج ِ والتمثيل ِ وعلى رأسِهِم صديقنا الفنان والشَّاعر والصَّحفي ( حاتم جوعيه ) الذي أجرى معي هذا اللقاء .
وأهمُّ مشروع ٍ لي سيكونُ فتحُ طاقة ( موقع جديد ) في الأنترنيت لأضعَ أغانيَّ في اللغتين الإنجليزيَّةِ والعربيَّةِ ، ولا حاجة إلى أن نسألَ رؤساءَ النقابات الفنيَّة في القاهرة وعمَّان عن التطبيع وغير التطبيع والعراقيل الأخرى التي يضعونها أمام الفنانين والمبدعين من فلسطينيِّي الداخل ( عرب ال 48 – داخل الخط الأخضر – دولة إسرائيل ) .
* سؤال 6– ما رأيُكَ في مستوى الفنِّ والغناءِ محلِّيًّا ومُقارنة ً مع الدول ِ العربيَّةِ ؟؟
– جواب 6 – ببساطةٍ هنالكَ في الجليل ِ وأنحاء بلادِنا الأخرى أكثر من ( 50 حنجرة ) مثل حناجر مطربي العرب المشهورين في الدول ِالعربيَّةِ ، ولكن ينقصُها الثقافة ُ الموسيقيَّة ُ والفنيَّة والدعم المادي والمعنوي واللحنُ والكلمة ُ الراقية ُ . وأمَّا مستوى الأغنية العربيَّة بشكل ٍ عام فهنالك هجومٌ مُكثَّف من الصَّحافةِ والإعلام عليها وعلى مستوى الفيديو كليب المُتدَنِّي الذي قالَ عنهُ المطرب الكبير المرحومُ ” فهد بلان ” ( فيديو كلاب ) ، والفيديو كليب هو فنٌّ راق ٍ جدًّا ، ولكنَّهُ يُكلِّفُ أموالا باهضة …( مئات الآلاف وأحيانا ملايين الدولارات)، وليسَ كلُّ مُطربٍ تسمحُ لهُ الإمكانتيَّاتُ أن يعملَ مثلَ ” مايكل جاكسون ” أو ” مادونا ” والمطربين العالميِّين . ولا نغضُّ الطرفَ بأنَّ المطربين العرب أبدعُوا إلى حدٍّ ما في أغانيهِم ، ونحنُ نهَنِّئُهُم ونقولُ : (وفَّقَكُم اللهُ وإلى الأفضل ) . وأمَّا أكثريَّة ُ المُطربيين الجُدُد والشَّباب فرأسمالهم أغنية ٌ أو إثنتين ثمَّ ينزلون عن الشَّارع ِ كليًّا كالسيَّارة ِ التي تزحلقت إلى الوادي . ولا يوجدُ أغنية ٌ عربيَّة ٌ تخلقُ أمَّة ً كما خلقَ ” بيتهوفن ُ ” و ” موزارت ” و ” باخ ” و ” شتراوس ” و ” شوبان ” حضارة ً أوروبيَّة ً راقية ً سيطرت على الأرض والقمر ِ، ولذلك فأغنيتنا العربيَّة ُ بشكل ٍعام هي أغنية ٌ مهزومة ٌمن الداخل … وهذهِ ( المهزوميَّة … و الإنهزاميَّة ) هي مرضُ الأمَّة العربيَّة … ( واللبيبُ من الإشارةِ يفهمُ ) .
* سؤال 7- مَنْ هو مُطربُكَ المُفضَّلُ : محلِّيًّا ، عربيًّا وعالميًّا ؟؟
– جواب 7 – نأملُ أن يكونَ لدينا محلِّيًّا مطربون نعنزُّ بهم دائمًا ، وبإذن اللهِ سيكونُ ذلك ، وأمَّا أنا شخصيًّا (بيني وبين نفسي ) أدَندِنُ لفريدِ الأطرش لأنَّني عشتُ نفسَ ظروفِ التشرُّدِ القهر والفقر والإنعداميَّة ومُحاولات التشويش والتحطيم على فني وانطلاقي . وكذلك ألتذ ُّ في سماع ناظم الغزالي وأقلِّدُهُ … وأشعرُ بهذين الفنانين المملوئين غناءً وشقاءً وفقرًا وحزنا ً، وأداؤهما مُمَيَّز ٌ وصادق ٌ ولا يستطيعُ أيُّ زمن ٍ أو دهر ٍ سحقهما . وأنا ” خليل حداد ” أطلقوا عليَّ في بيروت اسم ” إيلفس ” لأنني كنتُ أقلِّدُهُ في اللباس والغناء وتسريحةِ الشَّعر ِ، وكثيرًا ما غنَّيتُ لهُ : (kiss me dar ling ) . وإلى اليوم أشعرُ عندما أأدِّي أغنية ً في الإنجليزيَّةِ أجدُ عُرَبًا صوتيَّة ( ترجيف صوتي ) ” لإيلبس “… وعالميًّا أحبُّ أداءَ ( لشيانو بافاروني ) الذي التقيتُ بهِ في إيطاليا وفرحتُ معهُ فرحة ً عالميَّة ً إذ قلتُ لهُ : أنا أقوى منكَ لأنني فلسطيني ، ونحنُ الفلسطينيُّون أقوى أمَّة ً في التاريخ وأعطينا أوروبا فلسطينيًّا واحدًا وهو ( المسيح ) الذي خلَّدَ بصماته على اوروبا وأمريكا والعالم وكانَ نجَّارًا ، ولو كان َ ميكانيكيًّا ماذا كانَ يُمكنُ أن يصنعَ ويحصلَ في اوروبا وأمريكا ، فضحكَ ملَْءَ شدقيهِ … وأسمعتُهُ بعدها صوتا ً أوبيراليًّا كادَ أن يكسرَ الزجاجَ خلفهُ .
* سؤال 8- أنتَ مُطربٌ وشاعرٌ وأديبٌ وموسيقي ومُلحِّنٌ … كيفَ تستطيعُ أن تجمعَ بينَ جميع ِ هذهِ الأشياء ؟؟!!
– جواب 8 – بما انني إنسانٌ جامعيٌّ وتقدَّمتُ في الثقافةِ الجامعيَّةِ ، زد على ذلك انني حفظتُ كثيرًا من القرآن الكريم منذ الصغر واستفدتُ من ترتيل ِ القرآن واتققان المقامات الفارسيَّة ، ولأنني أخدمُ الصلاة َ في الكنيسةِ منذ الصغر أتقنتُ المقامات البيزنطيَّة ( تركي يوناني ) ، وقد جمعتُ بين المقاماتِ الشِّرقيَّةِ بمعظمها وقد غنيتُ كثيرًا من الأشعار ِ التي تغنَّى … وحفظتُ الأوزانَ عن طريق الغناء ، ومن عملي الصحفي ( إذ عملتُ أكثر من 15 سنة ) زدتُ ثقافة ً واطلاعًا على أهواءِ ورغباتِ الجمهور ِ . وأنا مُرَبّي ومُعلِّمٌ لغات .. إذ كنتُ أحفظُ ” سونت ” لشكسبير عن ضهر قلب ، وأحفظُ أغانٍ ” لألفيس برسلي ” منذ الصغر واطلعتُ على الآدابِ والثقافاتِ العالميَّةِ والغناءِ العالمي والموسيقى الكلاسيكيَّةِ ، وأتقنتُ لهجات الأمَّة ِ العربيَّةِ من المُحيط للخليج ِ … كلُّ ذلك ساعدَني كي أكونَ مُلِمًّا فيما ذكرت .
* سؤال 9- أنتَ درستَ موضوعَ الموسيقى بتوسُّع ٍ ولديكَ ثقافة ٌ موسيقيَّة عالية ٌ وواسعة ٌ وتمتلكُ صوتا ً مخمليًّا عذبًا ورائعًا ذا مساحة ٍ صوتيَّة ٍ عالية فالمساحاتُ الصوتيَّة ُ التي لديكَ لا توجدُ عندَ أيِّ مطربٍ محليٍّ … حتى نادرًا ما نجدُهَا عندَ المُطربين الكبار والمشهورين في الدول العربيَّةِ … ولكن رغمَ قدرتِكَ وطاقاتِكَ وعبقريَّتكَ الموسيقيَّة لم تحظ َ أنتَ بالشُّهرة ِ الواسعةِ على الصَّعيدِ العربي والعالمي ( التي أنتَ اهلٌ لها ) حتى الآن ..لماذا … ما هوَ السَّببُ !!؟؟
– جواب 9 – الفنانُ بحاجةٍ إلى وطن ٍ وجمهور ٍ .. وجمهور ٍ بالملايين .. فأنا لا أجدُ إلا َّ مترًا واحدًا كوطن ٍ … وعشت ُمُشَرَّدًا خلال الثلاثين سنة الماضية من ” حرفيش ” لبيروت لدمشق للقاهرة لعمَّان … للناصرةِ … إلخ . فمثلا ً المُطربُ الراحلُ ( عبد الحليم حافظ ) لم يُلحِّنْ مُطلقا ً ولم يكتبْ شعرًا إطلاقا ً ، فهنالك في القاهرةِ عندهُ المُلحِّنُ والشَّاعرُ والمُوزِّعُ والتلفزيون والرَّاديو والصَّحافةِ والجمهور الواسع …. وهذهِ كلها مُقوِّماتُ وأسُسُ شهرةِ المُطربِ وانتشارهِ .. فهل يُمكنُ لنا نحنُ في الداخل ِ ( الفنانين ) أن نصلَ إلى النجوميَّةِ في متر ٍ واحدٍ من الوطن ِ … وفي القاهرةِ رفضَ الأخوة ُ في نقابةِ الفنانين وعلى رأسِهِم المرحوم ( سعد الدين وهبي ) زوج ( سميحه أيُّوب ) المُمثلة المشهورة أن يسمحَ لنا بتسويق ِ ونشر ِ أغانينا بحجَّةِ عدم ِ تطبيع ِ العلاقات . والإخوةُ في الأردن ( الجهات المسوؤولة ُ هناك فنيًّا ) سمحُوا لبعض المُطربين عندنا أن يُقدِّمُوا فنَّهم ” كفيديو كليب ” ومن على شاشاتِ التلفزيون الأردني . ومنهم من أثبتَ نفسَهُ وقدرتهُ فنيًّا … وهذا أسعدني جدًّا … ولربَّما أقدِّمُ في الأردن بعضَ الأغاني كفيديو كليب … ونحنُ محليًّا ينقصنا الشركات التي َتتبنَّى تسويقَ أغانينا ونشرها . وبعضُ الإخوةِ في التلفزيون الفلسطيني ليست عندهم مُقوِّمات تسجيل أغنية .. لا في الإذاعةِ ولا في التلقزيون … ولا أظنُّ أنَّ عندهم ميزانيَّة ٌ لذلك فما زالت الدولة ُ الفلسطينيَّة ُ في طريق تأسيسِها … أمَّا إذا أسعَدَنا الحظ ُّ بعدَ هذا المشوار الطويل ِ أن نسَوِّقَ أغانينا عن طريق ِ الأنترنيت وهذا يُكلِّفُ أيضًا المبالغ باهضة ً .
* سؤال 10- ما رايُكَ بظاهرةِ الكاسيت .. أي أنَّ هنالكَ بعض المغنين المحليِّين كلَّ أو أسبوعين أو شهر يُسَجِّلونَ لهم شريطا ً جديدًا من أغاني الأعراس والمناسباتِ المُستهلكة… ما رأيُكَ بهذهِ الظاهرةِ !!؟؟
– جواب 10 – الحقيقة ُ أنَّ مطربي الأعراس هم يجيدونَ سهرة َ العريس ِ ويأتي صاحبُ شركةِ الكاسيت ويُسَوِّقُ أغاني الأعراس من الدول العربيَّة في الشارع ِ العربي لأنها أصبحت مشهورة ً ، وصاحبُ الشَّركةِ يجدُ أنَّ المُستمعَ العربي مُتشوِّقا ً إلى أغاني الدول ِ العربيَّةِ فيُباعُ معهُ الكاسيت ويربحُ ، وأمَّا المطربُ فيستفيدُ شهرة ً ويتعلَّمُ الحضورَ المسرحي ، ولكن عليهِ أن يجدَ نفسَه ُ يومًا بدون ِ تقليدٍ وإلا َّ سيبقى مُغنيا ً بسيطا ً . وأنا غنيتُ في الأعراس ِ ، ولكن كنتُ أزيدُ في الوصلةِ من أغانيَّ الخاصَّةِ بي . وكانَ للجمهورُ يلتذ ُّ في أغنيتي الجديدةِ أكثرَ من أغاني التقليد لأنَّهُ وَجدَ مُتعة ً في شيىءٍ جديد ، وأغنية ُ ” رشُّوا الورد ” و ” جوز الاحمام ” … وغيرها كنتُ أعيدهما في الحفلاتِ والسَّهراتِ أكثر من مرَّة .
* سؤال 11- أيُّ الألوان التي تغنيها … وما هو دورُكَ من الفنِّ الملتزم ِ والوطني ؟؟
– جواب 11 – أنا جمعتُ التراثَ الفلسطيني من غزَّه إلى سعسع ، وأنا أتقنُ الأغنية َ الفلسطينيَّة َ لأنني غنيتها منذ ُ الصِّغر ودَبكتُ مع أصدقائي في الأعراس ِ على معظمها وألوانِها المتعدِّدة … وأمَّا الاغاني الملتزمة ُ التي ردَّدناها عشرات السنوات منذ ُ يوم الارض في ال ( 1976 ) والتي فيها مثل : ( يا طلِّت خيلنا ) و ( يا طير الطاير ) ، و ( من سجن عكا طلعت جنازه ) .. وغيرها … وغيرها .
وقد لحَّنَ لي الموسيقارُ الراحلُ ” محمد عبد الوهاب ” قصيدة َ الشاعر ِ الفلسطيني الكبير ” ابو سلمى ” : ( فلسطينُ يا حُلمَ الثَّائرين ) لتكونَ نشيدَ الوطن الفلسطيني ، وذلك عندما اجتمعنا في باريس لأوَّل ِ مرَّةٍ في فندق ِ ( الأنتركونتنتشل ) وبحضور ِ الأستاذ ” وديع الصَّافي ” و ” حكمت وهبي ” … وأخيرًا تحوَّلتِ الأغنية ُ المُلتزمة ُ والوطنيَّة ُ إلى إغنيةٍ للسلام ِ ، وكذلكَ أغنية ُ ( قالوا الذ َّهب يا غالي ) وهي وطنيَّة ٌ وللسلام ِ ، وكذلك أغنية ُ ( عالميتا ) التي هي سفينة ُ العودة التي ركبَها ” أبو عمَّار ” قبلَ أكثر من 15 سنة ولم يسمحوا لهُ بالدخول إلى ميناءِ حيفا والتي كانَ قد أقلعَ بها من اليونان . فالفنَّانُ الفلسطيني باستطاعتِهِ أن يُغنِّي كلَّ الأوان ِ الوطنيَّةِ منها والغراميَّة والإجتماعيَّة والأناشيد الدينيَّة . وفي شهر رمضان الماضي قبل عدَّةِ سنوات كانَ لي لقاءٌ في التلفزيون الإسرائيلي وغنَّيتُ اغنية ً دينيَّة ً بعنوان : ” ليلة القدر ” .
*سؤال 12– مستوى الصَّحافةِ ووسائل ِالإعلام محلِّيًّا ومدى نزاهتها ومصداقيَّتها في تغطية ِ الأخبار، وخاصَّة ًأخبار الفنَّانين ؟؟
– جواب 12 – الصَّحافة ُ والإعلامُ هما عمادُ شهرةِ الفنَّان ِ ، ولأنَّ الصَّحافة َ والإعلام والإعلان ، في عصرنا ، موضوعٌ تجاريٌّ فمَنْ يدفعُ أكثرَ يشتهر أكثر وكذلك في الدول ِ العربيَّةِ إدفَعْ تشتهِر . ولكن هنالكَ فرقٌ بينَ الشُّهرةِ مع الموهبة والإبداع والشُّهرة بدونِها … وأخيرًا لا يصحُّ إلا َّ الصَّحيح .
* سؤال 13 – هل تلقَّيتَ دعمًا ماليًّا لمتابعةِ أعمالِكَ ونشاطاتِكَ الفنيَّة ؟؟!!
– جواب 13 – منذ ُ أكثر من 15 سنة أسَّستُ جمعيَّة ً عثمانيَّة ( مونت كارلو ) ولم تدفع لنا دائرة ُ الثقافة والفنون العربيَّة أيَّ شيىءٍ ونأملُ أن تدعمنا كما دَعمَت فرقَ الدَّبكةِ التي تُعَدُّ بالعشرات . ونأملُ نحنُ من الفنانين والمُطربين المُبدعين والمُلتزمين أن لا نبقى ننوءُ تحتَ سيفِ القهر ِ والظلم ِ والإستهتار ِ والإستخفاف ِ والكبت والسّحق القومي والدَّوس ِعلى الكرامةِ وإإماتةِ فنِّنا وعطائِنا … كلُّ ذلك فالسُّلطة ُ الحاكمة ُ التي رفضت على مرِّ 64 سنة أن تعترفَ بنا كفنَّانين … حتى لو غنَّينا غزلا ً وغرامًا فقط ، فكانَ الإرهابُ والوعيدُ والتهديدُ والهمسُ والغمزُ واللَّمزُ والتخويف والتَّسوي وكلُّ أنواع ِ التعذيبِ النفسي للفنَّان ِ وادِّعاء الديمقرطيَّة وحُرِّيَّة الكلمة والصَّحافة والفنّ ممَّا جعلنا نشعرُ كأنَّنا عبيدٌ في بِلدِنا .
* سؤال 14 – أنتَ قبلَ عدَّةِ سنواتٍ دُعِيتَ إلى مهرجان ٍ غنائيٍّ في بلدة حولون – تل أبيب وغنَّيتَ أغان ٍعربيَّة من ألحانِكَ وكلماتِكَ … كيفَ رأيتَ الجمهورَالعبري ومَدَى انطباعِهِ عن أغانيك.. ولماذا لم يستضفكَ التلفزيون الإسرائيلي – القسم العبري – في برامِجِهِ إلى الآن والإذاعة الإسرائيليَّة أيضًا ؟؟!!
– جواب 14 – لقد ُطلِبَ منِّي أن أغنِّي للرئيس “عرفات ” سابقا ً في مهرجان ٍ غنائيٍّ ومعرض ٍ فنيٍّ في بلدةِ حولون – لأنهُم قالوا : إنَّهُم دَعوا الرئيسَ عرفات والملك عبد اللله الثاني وكلينتون لهذا المهرجان ، والصَّحيحُ أنَّ أحدًا من هؤلاءِ لم يحضُرْ فأنا غنيتُ لرياضيَّةٍ يهوديَّةٍ اسمها ” أستير شعموروف ” وهي تمثِّلُ إسرائيل في الأولمبيادا . وغنيتُ أغنية : ( على المحبَّس على المحبَّس وإن دعسِتْ عالبَحْصْ بصير ملبَّسْ ) ، وأغنية أخرى اسمها ” يا حَلولوْ ” … وكم رقصَ شبابُ وشابات اليهود في الإحتفال … وكم طربَت ” يردينا أرازي ” المُطربة ُ والمُذيعة ُ الإسرائيليَّة في قنال ( 2 ) عندما استضافوني في التلفزيون الإسرائيلي لمدَّةِ 7 دقائق فقط ، وقد هَنَّأني السيِّدُ ” شمعون بيرس ” ووزيرُ المعارف آنذاك ” يوسي سريد ” اللذان حضرا المهرجان وشَعَرا ما مدى نجاح الأغنيتين بين الجمهور( العربي واليهودي ) واستغربَ ” شمعون بيرس ” والكثير من الشباب اليهود اليهود كيفَ أنَّني لستُ مشهورًا، وسألوني هم وتلفزيونc .n.n ) ) والتلفزيون الهولندي وشركة ٌ أمريكيَّة للإنتاج التلفزيوني عن سببِ عدم ِ شهرتي الواسعة ، فأجبتُ في الإنجليزيَّةِ والعبريَّةِ : ( أنا في إسرائيل شقفة عربي ” חתיכת ערבי ” ، وفي الدول العربيَّةِ “شقفة صهيوني ” ، فلا مع ستي بخير ولا مع سيدي بخير .
والغريبُ انَّ التلفزيون الإسرائيلي والإذاعة الإسرائيليَّة يخافونَ من أغاني خليل حدَّاد المُلتزمة كما يبدو مع أنَّها كلّها في وفحواها وأبعادِها تضرُّعٌ وسلام . وكما أنَّهم ( وسائلُ الإعلام الإسرائيليَّة والإذاعة والتلفزيون ) يتخيَّلون أنفسَهم عمالقة ً لأنَّ إسرائيل قويَّة ً عسكريًّا فيفتكرُ المُذيعون في القسم العربي في التلفزيون والإذاعة ِ الإسرائيليَّة أنهم أقوياء وكل ما يقدِّمونهُ للجمهور ِ العربي دون المستوى، وإذ عملتَ إحصائيَّات تجد أنَّ ( 98 بالئة ) من عرب الداخل لا يسمعونَ ولا يشاهدونَ الإذاعة َ والتلفزيون الإسرائيلي ، وخاصَّة ً الجيل الصَّاعد . فأينَ الفرقة ُ للموسيقيَّة في الإذاعةِ والتلفزيون وأين التسجيلات والتشجيعُ للفنانين ، وأينَ المُطربون والمُمَثِّلون المُبدعون الذين خلقهم وسوَّقهم القسمُ العربي في الإذاعة ِ والتلفزيون الإسرائيلي … وتصديقا ً لكلامي فجميعُ الذين يشاركونَ في برامج التلفزيون والإذاعةِ الإسرائيليَّة ِ ( من العرب) من مُمثّلين ومُطربين وموسيقيِّين ومُقدِّمي برامج هم دون المستوى الثقافي والفنِّي وحتى الشكلي … وكلُّ ما في الامر أنَّهُ مرضيٌّ عنهم من قبل السلطةِ أو أنهم يخدمونها دائمًا والكلام مفهوم . فالسُّلطة ُ هي التي تقرّرُ من تدعُو وتقبلهُ مطربا ً أو مُذيعًا أو فنانا ً وممثلا ً في مؤسَّسَاتِهَا أو في التلفزيون والإذاعة الإسرائيليَّة … ولهذا يا حاتم لأنكَ إنسانٌ وطنيٌّ وشريف ونظيف وتوجدُ لديكَ كلُّ المواهب والإمكانيات والطاقات الإبداعيَّة المميزة – فنيًّا وفكريًّا وأدبيًّا وصحفيًّا وجميع الشهادات الأكاديميَّة فلا يوظفونكَ في هذه المؤسَّسات السلطويَّة ويوظفون فقط العملاء والأذناب السلطويين من عرب الداخل الذين باعوا ضمائرهم .
والمُضحكُ والمُبكي أنَّ الذين ذهبوا وشاركوا في القاهرةِ في ( دار الأوبرا ) هم من هذا المستوى الفني ، زد على ذلك تسلُّط الأحزاب على المطربين ومن يُغنِّي للحزبِ يُعتيرُ مطربًا ويكونُ بعيدًا كلَّ البعد عن الفنِّ الحقيقي والإبداع .
* سؤال 15– هل الثقافة ُ الفنيَّة ُ والعامَّة ُ ُتَؤَثِّرُ على الفنَّان وعلى مستواه وإبداعِهِ الفني … وكيفَ تستلهمُ وتستوحي أنتَ ألحانكَ … كيفَ ُتلحِّنُ ؟؟
– جواب 15 – إنَّ الذوقَ الفني للتلحينِ هو موهبة ٌ ، ولكن النفس المُشبعة بالموسيقى والثقافة ِ يمكنُ أن تبدِعُ ولا شرط أن تكونَ التجربة ُ شخصيَّة ً فالشِّعرُ والغناءُ هما موهبة ٌ وإحساسٌ شخصيٌّ ، وأحيانا يكونُ اللحنُ والأغنية ُ نتيجة ً حقيقيَّة ً … وأحيانا ً ليسَ كذلك . كلُّ صاحبِ حنجرةٍ مارسَ الغناءَ في جميع ِ أشكالِهِ ومقاماتِهِ يمكنُ أن يلحِّنُ حسبَ ذوقِهِ … وأنا أحيانا ً ألحِّنُ على مدرسةٍ لمطربٍ مُعيَّن … وأحيانا ً أخلط ُ بين مدرستين في التلحين ، وأحيانا أستلهمُ فقط مُجَرَّد تأثير المعنى في خيالي ، وكما انَّ تجويدَ القرآن الكريم والتراتيل الكنسيَّة ساعدوني في تطوير ِ نبرات الصوت ِ والعُرَبِ الصوتيَّةِ – (( الترجيف الصًّوتي )) والتّحَكُّم في طبقات الصوت .
* سؤال 16- ما هيَ ُطموحاتُكَ ومشاريعُكَ للمستقبل ؟؟
– جواب 16 – بما أنَّ اللغة َ الإنجليزيَّة أصبحت اللغة َ العالميَّة للمطلقة فأطمحُ أن أغني باللغةِ الإنجليزيَّةِ ، وكما أتقنُ اللغة َ العربيَّة لأننا كشعبٍ فلسطيني يجبُ أن ُنقدِّمَ أنفسَنا ليسَ للعالم ِ العربي فقط ، بل للعالم ِ أجمع الذي أصبحَ قرية ً صغيرة ً عن طريق الأنترنيت ، وأنا في طريقِي لهذا المشروع . وسأبدأُ بأغنيةِ الأميره ” ديانا ” التي ألَّفتها باللغتين – العربيَّة والإنجليزيَّةِ – والتي أهديها لروح ِ ( عماد الفائد ) والأميرة ” ديانا ” – وهي من إيقاع ( الترانس)، وقد سوَّقتها في الشَّارع ِ العربي وفي الضِّفَّةِ الغربيَّةِ ( منطقة الحكم الذاتي ) ، وسأقدِّمُ بعضَ الأغاني في الرُّوك أندرول على طريقةِ ” إلفِس ” وسَأعملُها فيديو كليب .
* سؤال 17– هنالكَ بعضُ الفنانين والمطربين المشهورين في العالم ِ العربي ظلِمُوا عندما شُهِّرَ بهم من خلال ِ الإشاعات التي كادتْ أن تقضي على حياتِهم ومستقبلهم الفنِّي والإجتماعي … ما هو تعليقكَ وتعقيبُكَ على هذا الموضوع ؟؟ !!
– جواب 17 – يحضرني الحُزنُ والأسى عندما أسمعُ أنَّ فنانا ً قدَّمَ لشعبِهِ فنًّا جميلا ً ومحترمًا يُهانُ وتُداسُ كرامتهُ لِمُجَرَّدِ أنَّ حَسُودًا ومُغرضًا وحاقدًا قامَ بالتشهير ِ ورميِ إشاعةٍ كاذبةٍ في الشَّارع لغرض ٍ وغايةٍ في نفس ِ يعقوب – إمَّا لينتقمَ أو ليطمعَ بمال ٍ أو مكسبٍ شخصيٍّ دنيىءٍ .
لم أصَدٍّقْ أنَّ المطربة َ ” نجوى كرم ” قامت بما اتَّهمُوها بهِ – وأشيعَ ذلكَ في الصَّحافةِ والتلفزيون – وأخذت تتوالى عليها التهديدات من كلِّ حَدبٍ وصوبٍ . وأمَّا المسكينُ ” مارسيل خليفه ” الذي تورَّط َ بغناءِ نصفِ آيةٍ قرآنيَّةٍ مع العود في ” جرش ” – َوَقبضَ على خِناقِهِ في لبنان ( مفتي لبنان) ، ولولا الدفاع المُستميت الذي قامَ بهِ المُحامون لكانَ الآن في عداد المفقودين أو المسجونين … أو .. أو … فيقولُ البعضُ وربَّما مُخطئون : إنَّ مارسيل خليفه لا يتحلَّى بصوتٍ مُلائِم ٍ للأغنية الوطنيَّةِ التي تحتاجُ للصوتِ الهادِر ِالقويِّ – وأستغلَّ ، بدورهِ ، قضيَّة ً وطنيَّة ً كقضيَّةِ الشَّعبِ الفلسطيني ، ولربَّما أتقنَ ألحانا ً جميلة ً . ويقولُ البعضُ : إنَّ مرسيل خليفه َمعدُومُ الذ َّوق ِ في اختيار ِ الكلمة … فكيفَ يمكنُ لصاحبِ ذوق ٍ فنّيٍّ باختيار الكلمة عندما يغنَّي : ( أناديكم // أشدُّ على أياديكُمْ // وأبوسُ الأرضَ تحتَ نعالِكمْ // ) . فهل يُعقلُ أن يبوسَ الأرضَ تحتَ النعل ِ إلا َّ الذي هو تحتَ النعل ؟؟!! ، وهل كلمة ُ ( نعل ) جميلة ٌ للغناءِ … ولا أظنُّ أنها استعملت سابقا ً في الغناءِ . وعلى ما أظنُّ أنَّ الشَّاعرَ الإنجليزي ” كولوروج ” قالَ : ( الكلمة ُ لها ظلٌّ ) فعندما أذكرُ النعلَ يتبادرُ لذهني – جميعُ أنواع ِ الأحذيةِ وليسَ المعنى والصُّورة ُ الشِّعريَّة الجميلة . وأينَ هذا من الحديث النبوي الشَّريف : ( الجنَّة ُ تحت أقدام ِالأمَّهات ) – وليسَ تحتَ ” نعال ِ ” الأمَّهات .
عندما اجتمعتُ مع الموسيقارالكبير المرحوم ” محمد عبد الوهاب ” – كما ذكرتُ سابقا ً – وجَّهتُ لهُ سؤالا ً : ” ما هوَ الفنُّ ” – فقالَ : ( المُطربُ هو اللِّي ينقِّي كلام حلو ويُؤَدِّي من رُوحو وخلاص ) . وفي اليونيسكو عندما غنَّى مارسيل خليفه كانَ الأستاذ ُ محمد عبد الوهاب يهمسُ في أذن ِ بعض ِ الصَّحفيِّين وكنتُ أنا على مقربةٍ منهُ : ( دَهْ المطرب صاحب صوت بسيط لا يليق للأغنيةِ الوطنيَّة ) ، وأيضًا الكلمات التي ينتقيها خالية من الذوق الفنِّي .
* سؤال 18– في المناسباتِ السَّعيدةِ وحفلات أعياد رأس السنة والميلاد المجيد في كلِّ عام نجدُ الجهات والمؤسَّسات الفنيَّة المسؤولة تدعو بعضَ المُطربين دائمًا لأحياءِ هذهِ الحفلات وتستثني وتتجاهلُ المطربين الآخرين الكبار والمشهورين ( محلِّيًّا ) … وأنتَ بشكل ٍ خاص لم ُتدْعَ إطلاقا ً لإحياءِ أيَّةِ حفلةٍ من هذهِ الحفلات … ما هو تعقيبُكَ وتعليقكَ على هذا ؟؟!!
– جواب 18 – أنا أحترمُ نفسي كثيرًا ولم أتوجَّهْ إلى المنتزهات وأطلبْ منهم أن يدعوني لإحياءِ مثل هذهِ الحفلات التي يغلبُ عليها الطابعُ التجاري المادي وتقليد المطربين الآجرين وليسَ الطابع والفن الملتزم والأصيل والإبداعي . فأنا فنانٌ مُبدعٌ وأحترمُ فني كثيرًا ولستُ ُمقلِّدًا للآخرين … والعارُ العار لعرب الداخل عندما يسمعونَ ويُشجِّعونَ المُطربين من العالم ِ العربي حتى المُبتدئين والصغار ولا يُشجِّعونَ المطربين المحلِّيِّين المُبدعين . وأحبُّ أن أضيفَ أنَّ بعضَ المُؤسَّساتِ والأطر الفنيَّة هي التي ُتنظِّمُ مثلَ هذهِ الحفلات وتعملُ من ناحيةِ فئويَّةٍ أو شخصيَّةٍ وتدعو فقط الاشخاصَ ( المُغنِّين ) المعنيَّة بهم حتى لو كانوا دونَ المستوى الفنِّي … وأيُّ شخص ٍ غير معنيَّةٍ بهِ لا تدعوهُ إطلاقا ً حتى لو كانَ في قمَّة ِ الإبداع ِ الغنائي والفنَّي . فالعمليَّة ُ هنا “بيزنس ” ومصالحُ شخصيَّةٍ ضيِّقة ، فالوضعُ الفني المحلي عندنا بالضبط مثلهُ مثل الوضع الثقافي والأدبي والصحافي أيضًا فالواسطاتُ والمصالحُ هي التي تلعبُ دورَها وليسَ الإبداعُ والمستوى…. والنقطة ُ الأهم أنَّ العربَ في الداخل ِ ( إسرائيل ) مرتبطونَ فنيًّا وثقافيًّا مع العالم ِ العربي ومع المُطربين العرب في الخارج والسُّحق القومي هو السَّببُ في ذلك .
* سؤال 19– أنتَ قبلَ فترةٍ قصيرةٍ َمثَّلتَ فيلمًا سينمائيًّا قصيرًا بعنوان : ( إلفيس الناصره – خليل حداد – ) … حَبَّذا لو تحدِّثنا باختصار عن فحوى هذا الفيلم ؟؟ !!
– جواب 19 – إنَّ صاحبَ الفكرة وكاتب السيناريو لهذا الفيلم : ” دزاري مصالحه ” ابن الدكتور ” عمر مصالحه ” – أصلهُ من قريةِ دبوريه – الجليل الأسفل – ويسكن الآن في مدينة باريس بفرنسا ، وهو يعملُ في مؤسَّسةِ ” اليونيسكوُ ” العالميَّة . وأخرجَ الفيلم المخرجُ ” علي سليمان ” الذي درسَ التمثيل – الدراما – والإخراج السينمائي في هوليود .. وشاركَ في الفيلم طاقمٌ كبيرٌ من الممثلين المحلَّيِّين وبعض المصوِّرين والفيلم يتحدَّثُ عن موضوع ِ المحبَّة ِ والتسامح ومساعدةِ الإنسان . وأنا ” خليل حدَّاد ” ألعبُ فيهِ دورَ البطولة ِ … وسيُعرضُ الفيلم في المركز ِ الثقافي – الناصرة ( مركز محمود درويش ) قريبًا ، وكذلك في هوليود ، والكثير من الصحف ِ ووسائل الإعلام تحدَّثتْ عنهُ بتوسُّع ٍ ، وخاصَّة ً جريدة ” السينما العالميَّة ” في ُدبَيّ .
* سؤال 20- ما هي آخرُ أخباركَ الفنيَّة ؟؟
– جواب 20 – لقد أتى شخصان من هوليود في أمريكا وصوَّرا فيلمًا وثائقيًّا عنِّي وعرضاهُ في مهرجان دُبيّ الدولي
– ( musictime ) وبرهنتُ فيهِ أنني أستطيعُ أن أغني اللحنَ الغرب والروك لإلفس برسلي بينما الاجانب ربَّما لا يستطيعونَ أداءَ المقامات الشَّرقيَّة التي تحوي أنغامَ من ذوات : ( ربع وثمن وواحد على ستة عشرة ) لأنَّ الموسيقى الغربيَّة تحوي أنغامَ وحدةٍ واحدة ٍ ونصف وحدة فقط .
وجاءَ طلابُ الإخراج السينمائي في جامعة تل أبيب ، ومنهم ” أمير زعاتري ” الذي أخرجَ فيلمًا وثائقيًّا عني وعن إلفس وأذيعَ في التلفزيون الإسرائيلي – قنال 2 – ووزَّعوا صورًا لي وللمطرين العرب على طلابِ الجامعةِ العبريَّةِ … ثمَّ وزَّعوا الفيلم على 12 سفارة عربيَّة وقالوا : لماذا لا تقبلُ العربُ خارج َ دولةِ إسرائيل أيَّ مطربٍ أو فنان ٍ من عرب الداخل ( عرب ال 48 ) ؟!! .
فأنا أشكرهُم جميعًا … واتصلَ الكثيرونَ من عشَّاق ِ ألفس برسلي بعد ذلك الذي يحتفلون كلَّ سنة ٍ في عيد ميلادِهِ وغنيتُ لهم عدَّة َ أغاني ، مثل : “ow nevc w no its ” و rock hola – angel livie an look .
والغريبُ أنَّ ألفس قد ماتَ قبل أكثر من ثلاثين سنةٍ وما زالَ عُشَّاقهُ يسمعونهُ وما زالَ في القمَّةِ ملكَ الروك .
أنا وبعضُ الفنانين في صددِ ردٍّ على كتاب ” دان براون ” في أمريكا الذي ألفَ رواية َ ” دافنشي كود ” وقامت هوليود في إخراج فيلم عن الموضوع ، والعار هو أن موضوعَ الفيلم أنَّ السيِّدَ المسيح تزوَّجَ مريم المجدليَّة … ثمَّ سوفَ نردُّ على ذلك الرسّام الدنماركي الذي عملَ صورًا كاريكاتوريَّة ساخرًا بالرَّسول ِ الكريم ( صلعم ) . وسنحاولُ القيامَ بهذا العمل الفني باللغة ِ الإنجليزيَّةِ والله ولي التوفيق .
وأخيرًا ألَّفتُ أكثرَ من ( 600 ) أغنية على أسماءِ البنات وقرى بلادِنا من سعسع إلى رفح – وطلبتُ من دائرةِ الثقافة والفنون العربيَّة أن يخرجوا أوَّلَ كتاب ( اسماء للغناء ) والذي أنتَ يا حاتم ُقمتَ بكتابةِ مقدِّمتِهِ لي … وإلى الآن لم يرَ النور ولا أعرف لماذا !! .
* سؤال 21- أسئلة ٌ شخصيَّة ٌ ؟
*– البرج ؟ : الجدي . * الأكلة ُ المفضَّلة ؟ : أنا أقلَّدُ السنّة النبويَّة في الأكل فأستعملُ في الطعام الكثيرَ من الحرَّاقاتِ والعسل ، وأمارسُ الرياضة َ وأحبُّ العسلَ والطحينة َ تنقية ًوتحلية ً للصوتِ . والشراب المفضَّل لديّ هو شراب العسل .
* اليوم المفضَّلُ : يوم الإثنين .
* هل تحِبُّ الحياة َ ؟ : طبعًا . * السَّعادة ُ : هي أن أغنِّي للجمهور .
* الصَّداقة ُ : حُبُّ جميع ِ الناس هو أكبرُ فضل ٍ للهِ عليّ .
* الأملُ : هو النجوميَّة ُ العالميَّة إذا أرادَ الله .
* والوفاء ؟ : هو أن أفي لأصدقائي وكلهم يعرفونني .
* أكثرُ شيىءٍ تحبُّهُ وأكثرُ شيىءٍ تكرَهُهُ ؟
– جواب – أكثرُ شيىءٍ احبُّهُ : النكتة والأغنية والشِّعر والجلسة مع الاصدقاء ، وأكثر شيىءٍ أكرهُهُ هو النميمة ( نقل الكلام ) والكذب .
* ما رأيُكَ بالحُبِّ ؟؟ – جواب : هو عشق وحُبّ الروح وليسَ حُبّ الجسد ، وكما قالَ ” عبد الوهاب ” : ( حُبّ الجسد فاني ) .
* النساء ؟ – جواب : قالَ سيِّدُنا النبي محمَّد ( صلعم ) في النساء : ( رفقا ً بالقوارير ) ، والقارورةُ هي زجاجة ُ العطر .
* هل عشتَ قصَّة َ حُبٍّ كبيرة ٍ في يوم ٍ ما ؟؟
– جواب – الفنانُ يعيشُ يوميًّا قصَّة َ جمال ٍ وحُبٍّ لأنَّ اللهَ جميلٌ ويُحبُّ الجمالَ .
* يقالُ : إنَّ الفنَّ والزواجَ لا يلتقيان ِ تحت سقفٍ واحد … ما رأيُكَ بهذهِ المقولةِ ؟؟
– جواب – هذا القولُ غيرُ دقيق ٍلأنَّ معظمَ الفنَّانين قد تزوَّجوا وأنجبوا وأتقنوا فنَّهم وقدَّموا الكثيرَ من الأعمال ِ الخالدةِ مثلهم مثل غيرهم من الفنَّانين المُبدعين الذين لم يتزوَّجوا .
* سؤال 22- كلمة ٌ أخيرة ٌ تحبُّ أن تقولها للقرَّاءِ ِ وللجمهور ِ الكريم ِ ؟؟
– جواب 22 – أشكرُ الصَّحفي والشَّاعرَ والأديبَ والفنَّانَ المبدع َ الشَّاب حاتم جوعيه ( أنتَ ) على هذا اللقاءِ الذي يُقدِّمُ الفنَّانَ للجمهور ِ، ونعتذرُ لكلِّ مَن وَجَّهنا لهُ نقدًا بَنَّاءً لِمصلحةِ الفنِّ الحضاري واللهُ من وراء القصدِ .
مقال محترف كان يجب اهداء القراء ولو مقطوعه صغيره لنسمع الصوت ان تغير او لا