قصة الديكُ والفجر

تاريخ النشر: 25/01/15 | 18:17

استيقظ حمدانُ باكراً، فأمسكَ ديكَهُ الأحمر، وربطَ ساقيه جيداً، ثم ألقاهُ في السلّة، ومضى إلى المدينة..
وقفَ حمدانُ، في سوقِ المدينة، والديكُ أمامَه في السلَّة، ينتظر مَنْ يشتريه.. وكلّما مرَّ به رجلٌ، فحصَ الديكَ بناظريه، وجسّهُ بيديهِ، ثم يساومُ في الثمن، فلا يتَّفقُ مع حمدان، وينصرفُ مبتعداً..
قال الديك في نفسه: إذاً ستبيعني يا حمدان:
تململَ الديك في السلّة، يحاولُ الخروجَ، فلم يقدر..
قال غاضباً: كيف يمدحون المدينةَ ولم أجدْ فيها إلاّ الأسر؟!
عندئذٍ تذكّرَ الديكُ القريةَ والحرية، فقال: لن يصبرَ أهلُ قريتي على فراقي، فأنا أُوقظهم كلّ صباح، و..
– أقبل رجلٌ من قرية حمدان، فسلّم عليه، وقال: ماذا تعمل هنا؟
-حمدان: أريدُ أنْ أبيعَ هذا الديك .
-قال الرجل: أنا أشتريه.
اشترى الرجلُ، ديكَ حمدان، وعادَ به إلى القرية..
قال الديك مسروراً: -كنتُ أعرفُ أنّ القريةَ ستُرجعني، لأوقظَ الناس على صلاة السحور وعلى صلاة الفجر. وحينما دخل الرجلُ القريةَ، دهشَ الديكُ …
لقد استيقظ الناسُ، وطلعَ الفجر!
سأل الديكُ دجاجةً في الطريق:
-كيف استيقظَ الناس، في هذا اليوم؟!
قالت الدجاجة: كما يطلعُ كلّ يوم
-ولكنني كنتُ غائباً عنِ القرية!
-في القرية مئاتُ الديوكِ غيرك.
قال الديك خجلاً: كنتُ أعتقدُ انّهُ لا يوجدُ غيري
– قالتِ الدجاجة: هكذا يعتقد كلّ مغرور .
وفي آخر الليل، خرج ديكُ حمدان، وأصغى منصتاً فسمعَ صياحَ الديوكِ، يتعالى من كلّ الأرجاء، فصفّقَ بجناحيهِ، ومدّ عنقه، وصاح عالياً، فاتّحدَ صوتُهُ بأصوات الديوك.. وبزغ الفجرُ الجميل..

05

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة