نوبات الهلع النفسي وكيفية علاجها

تاريخ النشر: 19/01/15 | 0:39

نوبات الهلع هي حالة مؤقتة من عدم الاستقرار تبدو في صورة هزات مفاجئة تحدث اضطراباً عاماً في الأشياء وهلعاً لدى الناس(بدرجات متفاوتة) ففي نوبة الهلع يحدث اضطراب مفاجئ،

ومن شدة المفاجأة ربما لا يستطيع المريض أن يحدد نوعية بداية الاضطراب أهو في جهازه النفسي أم في أعضاء جسده ، وكل ما يذكره أن:

– دقات قلبه أصبحت سريعة جداً، أو حدث هبوط مفاجئ في القلب وأنه قد توقف أو كاد أن يتوقف،

-وأن التنفس أصبح قصيراً ومتقطعاً، وأنه لا يكاد يأخذ هواءاً كافياً أثناء التنفس،

-ويصبح الجسد(خاصة الأطراف والجبهة) بارداً مع عرق بارد يغطيه وتقلصات في أعلى البطن،

-وضعف في عضلات القدمين واليدين حتى يشعر المريض أنه لا يكاد يقف على قدمه أو يفعل أي شيء بيديه، مع رغبة متكررة في التبول،

– ولا يستطيع المريض عمل أي شيء في هذه الحالة، فهو كما يصف أشبه بعمارة انهارت فجأة. ويصاحب ذلك حالة من الخوف المفاجئ الشديد (الهلع)، ويشعر المريض أنه سيموت حالاً، ولذلك يحاول أن يحتمي بمن حوله أو يسرع إلى أي طبيب أو مستشفى قريب، وربما يذهب بملابس البيت من شدة الهلع فليس لديه وقت ليرتدي ملابس الخروج.وتمكث الحالة عدة دقائق ونادراً ما تستمر ساعات ثم تنتهي ولكن يبقى الخوف لدى المريض من تكرار حدوث هذه الحالة وخوف المريض من السفر أو الخروج إلى الأماكن العامة خشية حدوث هذه الحالة في مكان لا تتيسر فيه عملية الإنقاذ التي يحتاجها أو يتعذر عليه الحصول على الحماية والمساعدة، فيتجنب الأسواق والأماكن المزدحمة والأسانسيرات والطائرات والقطارات، وهنا يضاف إلى هذه النوبات اضطراب آخر يسمى”رهاب الساحة” أي الخوف من الخروج إلى الأماكن العامة خشية حدوث الحالة في وضع يجعل المريض يفقد السيطرة على نفسه فيصبح في حالة من الخجل أمام الناس أو أنه لا يستطيع أن يجد المساعدة من أحد المقربين منه، فيفضل البقاء في المنزل، أو البقاء قريباً من طبيبه المعالج أو المستشفى التي يعالج فيها وهذا المريض يكره أيام الأجازات والأعياد لأنه سيتعذر عليه الوصول إلى طبيبه ويكره الليل أيضاً لهذا السبب، فهو لا يطمئن إلا إذا كان بإمكانه الوصول إلى الطبيب في أي لحظة خاصة أن الحالة تفاجئه بدون إنذار سابق ولا يمكن التنبؤ بحدوثها.

وهناك الكثير من التقنيات النفسية لعلاج مثل هذه الحالات نذكر منها على سبيل المثال:
1- العلاج المعرفي: حيث يتم استكشاف الأفكار والتصورات المرضية المرتبطة بالحالة بهدف تصحيحها واستبدالها بأفكار وتصورات صحيحة. ففى حالات نوبات الهلع يفسر المريض أي احساسات أو تغيرات جسدية على أنها أشياء خطرة جداً ويمكن أن تؤدى إلى موته، فمثلاً أى زيادة فى عدد ضربات القلب أو ضيق في الصدر أو برودة في الأطراف يفسر على أنها علامات الموت. لذلك من المفيد جداً أن يتعلم المريض كيف تنشأ الأعراض، وأن هذه الأعراض مرتبطة بالحالة النفسية وليست مرضاً خطيراً بالقلب أو الصدر أو المخ، وأن النوبة تأخذ وقتاً معيناً ثم تنتهى من تلقاء نفسها وأنها لا تشكل تهديداً لحياته بأي شكل. فإذا استوعب المريض هذه الحقائق بشكل مبسط واستدعاها من ذاكرته كلما داهمته النوبة فإن ذلك يقلل كثيراً من حدتها.

2- الاسترخاء: وحين يتعلم المريض أحد تقنيات الاسترخاء ويبدأ في ممارستها(بجدية وانتظام) فإن ذلك يقلل كثيراً من درجة التوتر المصاحبة والمدعمة للحالة، بالإضافة إلى أن المريض يشعر بأنه اكتسب القدرة على السيطرة على نفسه.

3- تدريبات التنفس: يحدث سرعة فى التنفس أثناء نوبة الهلع وهذا ربما يؤدى إلى حدوث بعض الأعراض المزعجة للمريض مثل الشعور بالدوخة أو الإغماء. لذلك فإن المريض إذا استطاع أن يتدرب على تنظيم تنفسه فإن ذلك يساعده على السيطرة على كثير من الأعراض المزعجة أثناء النوبة. ومن الناحية البيولوجية فإن هناك العديد من الأدوية التى استخدمت بنجاح فى كثير من الحالات مثل مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات مثل الإميبرامين(تفرانيل) والكلوميبرامين(أنا فرانيل)، ومانعات استرداد السيروتونين النوعية(SSRI) كالسيتالوبرام(سيبرام) والفلوكستين(لو سترال مودابكس)، ومانعات استرداد السيروتونين والنورأدرينالين SNRI مثل ال “فينلا فاكسين”، ( إفيكسور )وغيرها. ويضاف إلى ذلك بعض المهدئات الصغرى مثل ال” ألبرازولام” (زاناكس – زولام – برازولام ). وهناك عامل هام في العلاج، وهو أن يعيد المريض تنظيم حياته بما يقوى من استقرار جهازه النفسى كعامل تدعيمى ووقائى ونذكر هنا بعض الأمثلة: 1- إعادة النظر فى ترتيب الأولويات والاحتياجات. 2- إعادة تنظيم رؤية الأمور وإعطاء كل شيء حجمه وحقه. 3- إجراء عملية تصالح داخلية (مع النفس) وأفقية (مع الناس) ورأسية (مع الله).

4- إعادة ترتيب العلاقات الاجتماعية بما يضمن حدوث ترابط اجتماعي يعطى الشعور بالأمن والتدعيم.

5- إحياء الجانب الروحي في النفس من خلال نظام اعتقادي وبرنامج عبادات ومعاملات صحي يعيد التوازن والاستقرار إلى النفس فالإنسان يحمل فى تكوينه الهلع، ومع هذا هناك مثبطات لهذا الهلع إذا أخذ بها الإنسان وصل إلى حالة النفس المطمئنة وهى حالة من التوازن والتناغم الصحي مع النفس ومع الآخر ومع الكون وحالة من الأنس بالله تختفي معها كل مثيرات الهلع.

10

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة