برقية إستنكار للسفراء بإسرائيل بخصوص الفيلم المسيء للنبي
تاريخ النشر: 14/09/12 | 23:00أبرق الشيخان حماد أبو دعابس رئيس الحركة الإسلامية في الداخل وإبراهيم صرصور رئيس حزب الوحدة العربية/ذراع الحركة السياسي ورئيس القائمة الموحدة والعربية للتغيير ، إلى سفراء أهم الدول في العالم المعتمدين في إسرائيل ، يوضحون في برقياتهم موقف الحركة والجماهير العربية والإسلامية في إسرائيل والعالم من نشر الفيلم المسيء للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، معتبرين السماح لترويجه انتهاكا خطير للمشاعر والرموز الدينية التي تحميها المواثيق والمعاهدات الدولية ، وتهديدا صارخ للأمن والاستقرار الدوليين لما يشكله من استفزاز لمشاعر مليار ونص المليار مسلم في العالم ومعهم ملايين البشر من كل الأديان والأعراق الذين يؤمنون بتعايش الحضارات ويعترفون للإسلام بمساهماته الجليلة قديما وحديثا في بناء الحياة الإنسانية الكريمة ، وتعزيز قيم العدالة والطهارة والكرامة والمساواة.
وقد قدما في برقيتهما بالحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، حيث اعتبرا : ” المساس بكرامته مسا بكرامة الملايين من المسلمين وغير المسلمين ، لما يمثله هذه النبي الكريم من قيم عز نظيرها في تاريخ الإنسانية باعتراف كبار عباقرة وفلاسفة وأدباء ومؤرخي وعلماء الغرب والشرق ، ولما ترك من بصمات ساهمت في صناعة أمة أنقذت البشرية من الضياع وانتشلتها من الأوحال على مدى قرون طويلة ، ولما جَسَّدَهُ من أبعاد سياسية وحضارية ومدنية شكلت الرحمةُ والمُثُلُ الإنسانية قلبَها النابض في زمان قست فيه القلوب وجَمُدَتْ المشاعر وتحولت الحياة إلى جحيم لا يطاق ، انتظر خلالها العالم المخلِّصَ المسلم على أحر من الجمر . ” …
وأضافا بأن الرسول الكريم عليه السلام : ” نجح في إقامة دعوةٍ انتشلت الناس من وهدة التخلف والهمجية إلى قمة الرقي والإنسانية ، وأضاء للبشرية مشاعل النور والفكر والتقدم لجميع البشر، جاء عليه الصلاة والسلام بالتوحيد الخالص الذي لا يشوبه شرك لله رب العالمين، والإيمان بالرسل جميعًا دون تفرقة ولا تمييز، والاحترام الكامل لهم وإجلالهم وتوقيرهم وتنزيههم، والإيمان بالكتب السماوية لإتمام مكارم الأخلاق، وحرية العقيدة والعبادة واحترام أماكن العبادة وحمايتها، وحرية الرأي والتعبير والمساواة الإنسانية العامة والعدل والكرامة والتكافل والتعاون والحرية لجميع البشر، وإقرار حقوق الإنسان قبل أن يعرف الناس ما هي حقوق الإنسان، بل اعتبر الإسلام الدم والعرض والمال لهم حرمة لا تُمس ولا يُعتدى عليها .” ..
وقالا بأن : ” تكرار الإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم يشير إلى وجود الحقد والتعصب الأعمى عند البعض الذي يقف وراء ذلك ، والجهل والتجاوز لمن يسمح لهم بذلك، فإن مشاعر مليار ونصف مليار مسلم ومعهم ملايين البشر من كل الأديان ، لا يمكن أن تسكت على هذا الاعتداء على أكبر مقدساتها التي تفتديها بكل غالي ورخيص، ولا يمكن لأحد أن يضع حدودا لمشاعرها الغاضبة .إننا نرفض الإساءة لرسول الله صلى الله علية وسلم ولجميع الأنبياء والرسل ونستنكر هذه الجريمة الشنعاء، ونطالب بالتجريم القانوني لكل من يعتدي على المقدسات، وإلا فستظل مثل هذه الأفعال سببًا في تكريس كراهية المسلمين للغرب ولأمريكا على وجه الخصوص، لانتهاك حرمة مقدساتهم ونطالب تقديم من قام بذلك إلى المحاكمة العاجلة. ” …
وأكدا على أن هذا : ” التجاوز والاعتداء على المقدسات لا يقع تحت الحق في حرية الرأي والفكر ، وإنما هو جريمة واعتداء على مقدسات المسلمين، ولا يجوز السكوت عليه من الدول التي خرجت منها تلك الإساءة، وهو أيضا يضر بمصالح تلك الدول عند شعوب العالم الإسلامي . إن الغرب سن قانونًا يُعاقب مَن ينكر محرقة هتلر لليهود أو يشكك في عدد ضحاياها ، ونحن نؤيد ذلك ونوافق عليه رغم انه موضوع تاريخي بحت ليس من العقائد المقدسة ، فمن حق شعوب العالم الإسلامي وحكوماتهم أن تستنكر بكل الوسائل السلمية والقانونية هذا التجاوز وتتخذ الإجراءات المناسبة لعدم تكراره . وعليه فلا بد من إجراءين فوريين ، الأول ، منع نشر الفيلم ومتابعة أصحابه قضائيا بناء على قانون الإساءة للأديان وتأجيج المشاعر الدينية وتعريض امن المواطنين والمصالح المشتركة للخطر ، والثاني ، التسريع في إقرار تشريعات على مستوى العالم وبالذات في أوروبا وأمريكا تجرم مرتكبي هذه المخالفات واعتبارها جرائم يترتب على ارتكابها أحكام بالسجن والغرامة .. بهذا فقط يمكن للعرب والمسلمين أن يؤمنوا بجديتكم في محاربة هذه الجرائم المنكرة . لم يعد يكفينا التصريحات والاستنكارات مهما كانت قوية .. نريد أفعالا لا أقوالا .. ” ..
وخلص الشيخان أبو دعابس وصرصور إلى أنه : ” من ناحية أخرى فإننا نستنكر وبشدة الهجوم على السفارة الأمريكية في ليبيا والذي أدى إلى مقتل السفير الأمريكي وعدد من إفراد السفارة ، وكذا الاعتداء على السفارة في مصر ، ولا ينبغي لردة الفعل أن تكون بقتل الأبرياء والاعتداء عليهم أو الاعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة ، إذ أن الإسلام كما يمنع الإساءة إلى نبيه ويجرم من يفعل هذا ، فانه يمنع قتل الروح البريئة وسلبها حق الحياة والذي هو حق أصيل لكل إنسان في الوجود بغض النظر عن دينه ولونه وعرقه وجنسيته ما لم يكن معتديا . ”
فداك دمي يا رسول الله….دمي رخيص من اجلك يا اشرف واطهر مخلوق في الكون…اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله…