أظافرك مرآة صحتك
تاريخ النشر: 12/01/15 | 10:03على رغم صلابتها الظاهرية، تعتبر الأظافر هشة جداً. فأي شيء يحسسها أو يولد نقصاً فيها يمكن أن يبدل مظهرها. وفي الإجمال، تنجم التغيرات في اللون أو التشوهات في الأظافر عن صدمات، أو تنظيف عدائي للأظافر، أو تغذية سيئة، أو تعرض للمنتجات الكيميائية… يجب التحلي إذاً بالصبر حتى تختفي تلك المشكلات لأن الأظافر تنمو ببطء: بمعدل 2 إلى 3 مم في الشهر لأظافر اليدين، ومليمتر واحد في الشهر لأظافر القدمين. وفي بعض الحالات أيضاً، يمكن لتشوهات الأظافر أن تخفي مشكلات تطال الجسم بكامله: أمراض في الدورة الدموية، أو الجهاز التنفسي، أو الكليتين، أو الجلد، أو الكبد، أو الغدد… من دون أن ننسى طبعاً الأمراض الفطرية المسؤولة عن نصف أمراض الأظافر.
تشقق الأظافر والخلل في التوازن الهرموني
الخطوط الصغيرة العمودية المجوفة القريبة من بعضها البعض نوعاً ما، تنجم في أغلب الأحيان عن التقدم في العمر. أما الخطوط الأفقية فتنجم غالباً عن علاجات عدائية جداً، أو صدمات متكررة، أو عن قضم الأظافر بكل بساطة.
يحصل أن تكون هذه التشققات نتيجة أمراض في البشرة (مثل داء الصداف أو الأكزيما)، أو نتيجة ميكروبات، أو حتى نتيجة خلل في التوازن الهرموني. كما يمكن للأظافر المتشققة أن تعلن وصول سن اليأس، أو تكشف عن قصور في الغدة الدرقية. فالقصور في عمل الغدة الدرقية يسبب ضعفاً في الأظافر فتصبح هذه الأخيرة متشققة وهشة، بالترافق طبعاً مع شعر جاف ومتقصف وتساقط للوبر. ثمة علاجات خاصة تتيح تمويه التشققات وتقوية الأظافر في الوقت نفسه.
تبدل اللون وفقر الدم
الظفر الذي يكون في صحة جيدة هو ظفر وردي اللون. وإذا تبدل لونه، أو أصبح أبيض، كلياً أو جزئياً، ليس هذا طبيعياً.
يمكن أن يكون ذلك دليلاً على فقر في الدم ناجم عن نقص غذائي (في البروتينات أو الفيتامينات أو السكر…) أو عن مشكلة في الدورة الدموية، بحيث يشير اللون الأبيض في الأظافر إلى نقص الأوكسيجين في الدم. كما أن بعض مشكلات البشرة مسؤولة أيضاً عن هذه الظاهرة. وحين تتخذ المشكلة مظهر الخطوط البيضاء الرفيعة، يمكن الحديث عن مشكلة في الكبد أو عن تسمم كيميائي بأحادي أوكسيد الكربون مثلاً. وهناك بعض العلاجات الكيميائية التي تبدل أيضاً لون الأظافر.
تكسر الأظافر أو ازدواجها ونقص الفيتامينات
الأظافر المتكسرة هي أظافر جافة جداً، فيما الأظافر المزدوجة هي أظافر رطبة جداً. وفي كلا الحالتين، تنجم المشكلة عن صدمات متكررة: عناية قوية وقاسية بالأظافر، برد كاشط ومؤذٍ، طلاء ملون، مواد مقسية للأظافر أو مزيل غير ملائم للطلاء، فضلاً عن الأعمال المنزلية المكثفة.
الظفر الضعيف دليل أحياناً على نقص غذائي، ولاسيما نقص في الزنك أو الحديد أو الفيتامينات B. فهذه المواد المغذية، التي تدخل في تركيبة الظفر، تساعد أيضاً على حمايته. يستحسن إذاً إعادة التوازن إلى الغذاء عبر استهلاك الأسماك واللحوم والحبوب الغنية بالزنك، والعدس والسبانخ الغنية بالحديد، والخضار الخضراء والبيض والخبز الغنية كلها بالفيتامينات B.
اصفرار الأظافر ومشكلة الفطريات
اللون الأصفر في الأظافر ينجم مبدئياً عن التبغ، أو عن بسط طلاء ملون من دون أساس واقٍ، أو عن وجود التهاب فطري. وفي أحيان نادرة، ينجم اصفرار الأظافر عما يعرف بتناذر الظفر الأصفر، الذي يميل نوعاً ما إلى اللون الأخضر، وهي مشكلة تصيب أعضاء أخرى مثل الرئتين والغدد اللمفاوية والبشرة والغدة الدرقية. وبالإضافة إلى هذا اللون غير الطبيعي، تصبح الأظافر قاسية وسميكة، وتنمو ببطء شديد، أو لا تنمو على الإطلاق. يشير تناذر الظفر الأصفر إلى اضطرابات داخلية قبل ظهور أية أعراض لها.
انتفاخ الأظافر ومشكلة الرئتين
يتقوس الظفر نحو الداخل ويصبح معقوفاً عند طرف الإصبع. هذا التشوه وراثي في أغلب الأحيان، وإنما يمكن أن يكون أيضاً دليلاً على مشكلة في الجهاز التنفسي (التهاب مزمن في الشعيبات الهوائية، التهاب في الرئتين أو انتفاخ في الرئة)، خصوصاً إذا كان الظفر داكن اللون. قد ينجم أيضاً انتفاخ الأظافر عن مرض في القلب أو التهاب مزمن في الأمعاء أو الجهاز الهضمي. واللافت أنه بالإضافة إلى التقوس المفرط للظفر، يصبح طرف الإصبع مؤلماً أحياناً وعلى شكل عصا الطبل.
الظفر الأسود والمرض العضوي
باستثناء الأورام الدموية التي تظهر نتيجة صدمة وتختفي من ثم لوحدها، يجب الانتباه جيداً إلى أي ظفر أسود أو أزرق. فهذا اللون قد يشير إلى قصور في الجهاز التنفسي. وإذا كان اللون الداكن متموضعاً في قاعدة الظفر، قد يشير إلى داء السكري أو تناذر راينو (انقباض شرايين أصابع اليدين والقدمين نتيجة التعرض لبرد قارس). وإذا كانت قاعدة الظفر باللون الأحمر الداكن، يشير ذلك إلى مشكلة في القلب أو الشرايين. وفي بعض الأحيان النادرة، يمكن لوجود حلقة أو بقعة سوداء لا تتبدل مع نمو الظفر أن تشير إلى وجود ورم قتماني، أي سرطان في البشرة يجب معالجته بأسرع ما يمكن.