هذا الرسول يا محب – "خلق التواضع"

تاريخ النشر: 16/02/11 | 5:10

الى قراء بقجة الافاضل ومع خلق من اخلاق الحبيب محمد تتخلق به لتنصر نبيك فتحظى بشرف الدنيا والاخرى وتكون من احبابه الذين اشتاق اليهم ..من عاشقة الرسول اختكم بالله :ام محمد

قال الله عز وجل “تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا والعاقبة للمتقين “القصص 83 . هذ الخلق العظيم الذي ايضا غيب عنا والقليل منا من يفقه معناه ويطبق ما بهذا الخلق من اسرار ..انك تملك القلوب بتواضعك ..انك ترفع من قبل الله ..اذ من تواضع لله رفعه ..

التواضع ذلك الخلق الذي يظن به البعض الذل ووالله ما هو بذل انما هو العزة والرفعة فأنت بتواضعك بين الناس تاسر قلب الفقير والغني الكبير والصغير الضعيف والقوي وبتواضعك لله يعزك الله ويرفع ذكرك في الملا الاعلى فتعال بنا في جولة سريعة ونظرة خاطفة الى هناك ..الى حيث النبي المصطفى نتعلم منه احسن الشمائل واروعها وارقاها ..لعلنا نستن بسنته وننصره ايضا بان نطبق هذا الخلق بواقعنا العملي واليومي عسانا نكون من احبابه وممن يلقاهم على حوضه فيسقيهم شربة هنيئة لا نظما بعدها ابدا .. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجيب دعوة الحر والعبد والغني والفقير ..ويعود المرضى ويقبل عذر المعتذر ..وكان ابعد الناس عن الكبر ..كيف لا !وهو الذي يقول “لا تطروني كما اطرت النصارى ابن مريم انما انا عبد الله ورسوله “رواه البخاري .

وكيف لا وهو الذي يقول “اكل كما ياكل العبد واجلس كما يجلس العبد “رواه ابو يعلى وحسنه الالباني .

كيف لا وهو الذي قال “لو اهدي الي كواع لقبلت ولو دعيت اليه لاجبت “رواه الترمذي .

كيف لا وهو الذي كان يحذر من الكبر وقال “لا يدخل الجنة من كان في قلبه ذرة من كبر “رواه مسلم.

فمن تواضعه صلى الله عليه وسلم انه كان يجيب الدعوة ولو الى خبز شعير ويقبل الهدية فعن انس رضي الله عنه قال “كان صلى الله عليه وسلم يدعى الى خبزالشعير والاهالة السنخة فيجيب “رواه الترمذي .والاهالة السنخة هو الدهن الجامد المتغير الريح من طول المكث .

وعن انس بن مالك قال “كانت الامة من اماء اهل المدينة لتاخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت ”

ويقول انس “كان النبي يدخل على ام سليم ولها ابن من ابي طلحة يكنى ابا عمير ويمازحه ,فدخل عليه فراه حزينا فقال “مالي ارى ابا عمير حزينا ؟فقالوا مات نغره الذي كان يلعب به قال فجعل يقول “ابا عمير ما فعل النغير ”

بابي انت وامي يا رسول الله ما اعظم خلقك .. ماذا لو رايت ملوك اليوم كيف يصنعون برعيتهم وليس الملوك فحسب انما داء الكبر قد اصاب جميع فئات المجتمع ونخر فيهم ..كيف لو ترى ما يصنع كل فرد من بموقعه ان كان ابا مع اولاده وزوجه وان كان موظفا او رئيسا مسئولا او ملكا ..انه داء فظيع يا رسول الله ترى الناس يتكلمون من مناخيرهم نظراتهم فيها كبر نبرة صوتهم بها كبر اقوالهم افعالهم ..كل شيء يا رسول الله ..

لكني لا املك الا ان اقول لكل من يعاني هذا المرض الخطير ان انظر الى افضل الخلق وحبيب الحق كيف كان ..انظر وتامل بل اسمع ما ترويه ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها حين سئلت ما كان رسول الله يعمل في بيته قالت كان يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم ” وبالله عليكم قولوا لي ما يصنع الرجال في بيوتهم اليوم ..هل يخيطون ثوبهم ام يخصفون نعلهم ام يعينون اهل البيت في اعمالهم ؟؟

لا بل ان الامر اعظم من ذلك فالرسول قد شمل بتواضعه زاهرا .اتدرون من زاهر ؟؟ انه رجل من اهل البادية كان ياتي للمدينة ببضاعة من البادية يبيعها لاهل المدينة وكان يهدي للنبي هدية من البادية فيجهزه رسول الله اذا اراد ان يخرج فقال رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام “ان زاهرا باديتنا ونحن حاضروه “وكان رسول الله يحبه وكان رجلا دميما فاتاه النبي يوما وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصره ,فقال الرجل ارسلني ,من هذا ؟فالتف فعرف النبي فجعل لا يالو ما الصق ظهره بصدر النبي حين عرفه ,وجعل النبي يقول من يشتري العبد ؟فقال يا رسول الله اذا والله تجدني كاسدا !فقال رسول الله “لكن عند الله لست بكاسد او قال “لكن عند الله غال ”

من من ملوك الدنيا اليوم يمشي بالاسواق وبين الناس بالله عليكم اخبروني ؟من منهم يمازح الفقير والغني ويمشي في حاجات الناس ؟ انك حتى لا تجد على مستوى بلد صغير الرئيس به لا يعيش مشاكل اهل بلده ..المعلم لا يعيش مشاكل طلابه الام في البيت او الاب …

تراك تعتقد انك لا تعاني هذا الداء فتمهل اخي وافحص نفسك فلربما لحقك شيئا من الكبر وانت لا تدري فان كنت معلما اسال هل تتواضع لطلابك حين تخطئ بحقهم فتتاسف مثلا ؟او انك تتفقد طلابك وتسال عنهم اذا تغيبوا ؟ وان كانت لديك مساعدة في الصف هل تعاملينها وكانها معلمة مثلك بل انسانة مثلك ام ان كونها مساعدة تعاملينها وكانها اقل منك علما ومكانة ؟؟ وان كنت مسئولا ,لا يهم رئيس مجلس او بلدية او مدرسة او أي مؤسسة كانت ,فهل انت ممن يغلقون ابوابهم على انفسهم لا يحتكون بالرعية ولا حتى بباقي الموظفين في نفس المؤسسة ,يعيشون في برج عال ..ويحتاج الواحد من الى اذن وتنسيق وواسطة للدخول والحديث عن امر ما ولست ادري ان كانت الشكوى ستجد صدى واذنا صاغيا عندك ؟؟ ارجوك يا مسئول مهما كنت ومهما كانت وظيفتك تواضع ..فبتواضعك تملك القلوب ..وتحب من اهل الارض والسماء ..لا تقل لا اعرف كيف فالحل بسيط والامر هين ..المهم ان تبدا ..انظر لنبيك ..وقل لي ..من احسن منه ؟؟من افضل منه ؟؟ من ارفع منه ؟؟وقد شهد له الله بخلقه فقال وانك لعلى خلق عظيم .

تواضع في بيتك ..اعن اهل بيتك في اعمالهم ..تواضع مع ابنائك ..امزح معهم ..عش همومهم ..تواضع مع موظفيك ..اسال عنهم ..انزل من برجك العاجي وعش مشاكلهم ..همومهم ..افراحهم ..احزانهم ..ان رايت المحسن منهم شجعه قل له انك معجب بعمله ..اهده هدية رمزية ولو كانت رسالة قصيرة تعبر فيها عن مدى اعجابك بعمله وان رايت المقصر انصحه بلطف وحب ا وار له العمل الصحيح من خلالك انت ..كن قدوة حسنة لابنائك ..لموظفيك ..لاهل حارتك ..لاهل بلدك ..للناس اجمعين ..

‫3 تعليقات

  1. التواضع يجب ان يكون والا قصفت النسور رؤوس الكبرياء …

    اشكرك عزيزيتي ..:)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة