مذكراتي

تاريخ النشر: 08/01/15 | 9:50

اتَّجه عليٌّ مُصطحبًا صديقَه سالم للمتجر، وهناك قام بشراء دفترٍ صغيرٍ وقلمٍ.

وفي طريقِ العودة سأله سالم مندهشًا: لماذا قمتَ بشراء الدفتر و القلم ؟

أجابه عليٌّ في حماسٍ: لقد قرَّرْتُ كتابةَ مُذكَّراتي.

سالم في دهشةٍ: مذكراتك!!

نظر علي لسالمٍ قائلاً: نعمْ مذكراتي.. وكلُّ مَن يكتب مذكَّراتِه يكون في حاجةٍ إلى قلمٍ ودفترٍ.

لم يقتنعْ سالم بحديثِ علي ولكنه واصلَ السَّيْرَ معه وفجأةً توقَّف عليٌّ وهو يقول منزعجًا: يا الهي.. كيف نسيتُ هذا الأمرَ؟

نظر إليه سالم متسائلاً: ماذا نسيتَ؟

أجابه علي: نسيتُ أن أشتريَ ممحاةً

وبالفعل عادا معاً إلى المتجر واشترَى علي الممحاةَ.

وما هي إلا دقائقُ حتى كان علي في حجرتِه واضعاً أمامَه على المكتبِ القلمَ والدَّفترَ والممحاة، وضع خدَّه على كفِّهِ وهو يُفكِّر ماذا يكتب.. شعر بالحيرة.. بماذا يبدأ مذكراته، وهُنا دخلتْ أختُه مريمُ وهي تحمل له كوبَ الحليب وقدَّمت له الكوبَ قائلةً: هل كتبْتَ شيئًا في دفترِ المذكَّرات؟

أجابها في حيرةٍ: لا أعرف ماذا أكتب؟

فكَّرت مريم قليلاً ثم قالتْ: ابدأْ بكتابةِ مذكراتك عن أوَّلِ يومٍ ذهبْتَ فيه للمدرسةِ.. واكتُبِ الموقفَ الطَّريفَ حِينَ ضاعتْ منك الحقيبةُ المدرسيَّةُ.

تهلَّلَ وجهُ عليٍّ وهو يقول: أشكركِ على النَّصيحةِ.. وسأكتب أيضًا عن حافلةِ المدرسة التي تعطَّلَتْ فِي أثناءِ عودتي.

أطلقت مريمُ ضحكةً رقيقةً وهي تقول: يومها كان سالمٌ يمرُّ من جوارِ الحافلة وحِينَ وجدك واقفًا تنتظر إصلاحَ الحافلة حمَلك على الدَّرَّاجةِ التي يستقلُّها وعَادَ بك للمنزل.

نظر علي لأختِه نظرةَ شكرٍ وهو يقول: الآنَ عرفْتُ ماذا سأكتب.. ولكنْ كي أشعُرَ بالرَّاحةِ في أثناءِ الكتابة أتمنَّى أن تضعي أمامي على المكتبِ مزهريَّةً بها بعضُ الورد.

ضحكتْ مريمُ وهي تقول: سأُحْضِرُ لك مزهريَّةَ الوردِ فورًا.. المهمُّ أن تبدأَ الآنَ.

وما أن أحضرتْ مريمُ المزهريَّةَ لأخيها حتى بدأ على الفورِ يكتبُ أُولَى الصَّفحاتِ في مُذكَّراتِه الجميلةِ.

03

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة