نهر العاصي

ينبُعُ نهرُ العَاصِي مِنْ أعالي سهلِ البِقَاعِ في لُبنانَ،وأغلبُ الرَّوافدِ التي تُغذِّي نهرَ العاصي تتَّصِفُ بأنَّها موسميَّةٌ تعتمدُ على مياهِ الأمطار وذَوَبانِ الثُّلوجِ.

يبلغُ طولُ نهرِ العاصي مِنَ المَنْبَعِ حتَّى المَصَبِّ حوالَيْ 571 كيلو مترٍ، منها 46 كيلو مترٍ في الأراضي اللبنانيَّةِ والباقي في الأراضي السُّوريَّةِ.

أمَّا عن سبب تسميتِه بهذا الاسْمِ فيعودُ إلى أنَّه يَجْرِي من الجنوبِ إلى الشَّمالِ بعكسِ المَيْلِ السَّائدِ في الطَّبقاتِ الجُيولوجيَّةِ، قاطعاً مسافةً طويلةً قبل أن يصُبَّ في البحرِ المُتوسِّطِ، ليكونَ بذلك النَّهْرَ الوحيدَ في منطقةِ بلادِ الشَّامِ الَّذي يسلكُ اتِّجاهًا من الجنوبِ نحوَ الشمال.

لنهرِ العاصي ثلاثُ مجموعاتٍ من المنابعِ أهمُّها مجموعةُ منابعِ عينِ الزَّرقا وشوغير والهرمل من سفوح سلسلة جبال لبنان الغربيَّة، ومجموعة ينابيع اللبوة وعين فلكية ورأس بعلبكَّ من سفوح جبال لبنان الشرقيَّة، ومجموعة منابع الزِّراعة قرب بلدة جوسية في شمال البقاع.

يدخلُ بعدَها النهرُ إلى الأراضي السُّوريَّةِ عند نقطةِ طاحُونةَ العمريَّة في بلدة ربلة، ليُشكِّلَ وادي العاصي المعروفَ في سوريا، وبعد أن يقطعَ 20 كيلو مترٍ في الأراضِي السُّوريَّةِ، يدخل إلى بُحَيرةِ قُطيْنة ويخرجُ منها مُتابِعاً مسارَه في محافظةِ حِمْصٍ حتى بلدةِ الرَّستن.

ثم يدخل أراضي محافظة حماة ثم يتابع مسيره حتى يدخلَ مدينة حماة فيَقسمها نصفينِ حيثُ أُقيمتْ عليه نواعيرُعملاقةٌ هيَ الأكبرُ من نوعِها في العالم وتنتشرُ على جنَباتِ النَّهرِ البساتينُ والخضرةُ ثمَّ يُتابع طريقَه ليصُبَّ في البحرِ المتوسِّطِ

تُوفِّرُ السُّدودُ المُقامةُ على العاصي في سوريا الرِّيَّ لمساحاتٍ شاسعةٍ من الأراضي، وتمَّ استثمارُ أجزاءٍ من هذه السُّدودِ والبُحيرات مزارعَ للأسماكِ.