قالت تحادثها

قـــــــــالــــت تحـــــــادثها من غير إهذار=هذا حبيبي، وإشـراقي واقماري

ونبضــة القـــــلب، والــــدنيـــــــــا، وآخرتي=وورد عمري، وأوراقي وأزهاري

وواحــــــــــة الأمن والسلم الذي حلمتْ=به الفتـــــاة التي في لجّة النارِ

هــــــــــذا سراجي، وأجفاني، وأغنيتي= وصِرفُ خمري، وشطآني وأنهاري

هذا النديّ الشذيّ الذي إن غاب تصهرني=نيران شوقي وأوهامي وأفكاري

هــــذا الــــــــــوفيّ الذي ما زال يكتبني=شعرا، فأفضح بالأجفانِ اسـراري

هــــــــــــــــو الحبيب الذي في كفه لغتي=وساعة العمرِ عقربها به جاري

هــــــــــــــو الحبيب الــذي في ثوبه أسد=وفارس الروعِ، لم يحفل بأخطارِ

تفديه روحي، وأنفـــاسي، وأمنيتي=ونبض قلبي، وحاجاتي وأوطـــــــاري

له خُلقتُ، وفـــــــي كفيه نبض دمي=ونفحة العطـــــــرِ في فوديه أوزاري

مــــاذا تقولين؟ هل أذنبتُ إذ جنحت=نفسي إليه، ومـالت بــالهوى داري

سبا فؤادي، ومــــــا قــــاومت طلتهُ=فاستسلمـت لجنون العشق أوتاري

قـــــــــالت أيوسف هذا يا صويحبتي ؟=ذا فتنة الروحِ، مــذ قلّبتُ أبصاري

أغـــريته الـعـمـــر، مــا وفّــرتُ مِـــصـيَدةٌ=لكــن تَفَلّتَ، لم يأبه بأسحاري

رجــوتُ يأتي، ولو من حارتي عرَضا=وأغلق السمع عن حبي وأخبـــاري

وغــضّ عنّي عــلى طول المدى بصرا=وكم تمنيّتُ فــــــي عينيه أنظاري

رجـــوتُ أغفو على الصّدرِ الأمين ضحى=فها هرمتُ،وما فارقت أسواري

حـــــاولتُ، حـــــاولتُ، لــــــــم افلحْ بواحدة=فقلت أنشر للإعلام إقراري

وقــــلت هذــا الفتى خمّنته بشـرا= فكان في الحسّ من صخرٍ وأحجارِ

قــــــالت: رويـدك، ذا روحي وأشرعتي=وموج بحري، ورُبّاني وإعصاري

ولو رأيت به كــم أخصبت فِتني=وكيف صاغ من الإحساس أطـــــواري

وكيف صـــــــاغ بنار الشوق خاصرتي=وارسلَ الجسم معجونا بأشعار

وكيف يبني بمـــــــاء الوزن عشّ هوى=حتى لنسبح في حُلْم وتذكارِ

راقصته العمر، لم أملل، وما نفحتْ= قـارورة العطر إلا في سما داري

هو الجنون، وكفّ العشق ماجنةٌ=يا حسن حظي، وأحلامي وأقداري

الشاعر الفلسطيني يوسف احمد أبو ريدة