فرخ البط القبيح

تاريخ النشر: 28/12/14 | 0:03

ذات مرة كانت هناك بطة ترقد علي البيض، و تنتظر صابرة أن يفقس. و أخيرا فقس البيض، و خرجت منه سبع فرخات صغيرة شديدة المرح و النشاط.
لكن أكبر بيضة لم تفقس بعد، و هكذا رقدت الأم عليها مستعينة بالصبر، و بعد أيام قليلة فقست البيضة، و خرج منها فرخ بط في غاية القبح ؛ حتى أن الجميع سخروا منه. و أصبح فرخ البط المسكين حزينا جدا لأنه كان مختلفا عن إخوانه الأفراخ الأخرى.
و كان فرخ البط القبيح بارعا في السباحة، و في اليوم التالي، أخذت الأم صغارها إلي الحظيرة ليلعبوا مع الحيوانات الأخرى. و لاحظ فرخ البط القبيح أن ما من احد يرغب في اللعب معه فشعر بالحزن لذلك..
كان الجميع يصدونه و يركلونه، أو يهزؤون منه و يضحكون عليه.

شعر فرخ البط القبيح باليأس و فر هاربا، و تواري قرب ترعة صغيرة، بين طيور الإوز البري.
شعر بالسعادة، و لكن في احد الأيام جاء الصيادون فطار الإوز محلقا و هو يصيح : ” الفرار، الفرار، الأعداء هنا ! فروا من الأعداء ! “.
فر هاربا بعيدا، و لكن أينما ذهب في إي مكان كان يعاني من سخرية الحيوانات الأخرى منه، و فكر في نفسه قائلا : ” إنني قبيح و غليظ المنظر أنا أكثر حيوانات العالم حزنا ووحدة.. ما من احد يريد أن يصادقني أو يقترب منى “.
و في احد الأيام، عطفت عليه امرأة عجوز طيبة، و سمحت له بالبقاء في بيتها، و لكن في أثناء المساء قام القط و الدجاجة بطرده من المنزل لشعورهما بالغيرة منه!
و اقترب فصل الشتاء، و راحت الرياح العاتية تنتزع أوراق الأشجار، نظر فرخ البط القبيح إلي السماء فرأى سربا من طيور البط الجميلة، ريشها طويل و مصفوف، كانت تطير باتجاه الجنوب لتبتعد عن الشتاء شديد البرودة.

قال البط متنهدا و كأنه يحلم حلما جميلا : ” أتمني أن أصبح بهذا الجمال ! “.
كان فصل الشتاء طويلا و قاسيا ؛ حتى كاد فرخ البط القبيح أن يموت من شدة البرودة القاسية.
كان يربض تحت الجليد وحده طوال الوقت، و عندما جاء الربيع أخيرا، نشر فرخ البط القبيح جناحيه و رأي في سعادة صورته التي تنعكس علي الماء، و كم كانت دهشته عندما وجد نفسه و قد أصبح طائر بجع ابيض جميلا.
و فجاه سمع من يناديه و نظر نحو السماء فرأي سرب من طيور البجع يناديه : ” تعال معنا، و سنكون أصدقاء ”
و في فخر حلق طائرا سعيدا و التحق بهم، و لم يكن أبدا علي هذه الدرجة من السعادة طوال عمره !
و ذات يوم طار فوق المزرعة التي ولد فيها، فرفعت كل الحيوانات أنظارها نحوه، و كم كنت دهشتها عندما رأت ذلك البجع الجميل يطير برشاقة فوق رأسها.

01

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة