مُغامَراتُ الحِمارِ أبي صابر

تاريخ النشر: 17/02/15 | 9:30

هل أخْبَرتُكَ أنّ الحطَّابَّ الصَّغيرَ ماهر، يَسْكُنُ مع صَديقِهِ الحِمار الصّبورِ أبي صابر؟
نعم في كوخٍ خشبيٍّ وسطَ الغابة، والثّاني مِنْهُما يساعِدُ في حملِ الحَطَبِ من الغابةِ إلى المدينة، ليبيعَهُ ماهرٌ كُلَّ صَباحٍ، فيشتري لَهُ ولصديقِهِ بعضَ الملابس والطَّعام وَالهَدايا.
ماهر يُحِبُّ المُوسِيقَا، وَحينَ يبدأ العزْفَ على النّاي، يطرَبُ وَيُطْرِبُ مَعَهُ صديقَهُ أبا صابر، فَتَتَجَمَّعُ الطُّيورُ والحيواناتُ حولَهما فرحَةً مسرورَةً.

وكُلّما مرّ سليمٌ المغرور، وهو يقودُ الجرّار الزّراعيَّ بسرعَة فائقة، تخافُ الطّيورُ وَالحَيواناتُ مِنْهُ وَتَفِرُّ هارِبَة، ولا تنْسَ أنّ هذا الجرّار يُخرِجُ مِنْ مُؤخّرَتِهِ دخانًا أسْوَدَ، يلوِّثُ أجواءَ الغابَةِ الجَميلَة.
نَزَلَ سليمٌ المغرورُ عنْ جرّاره وقالَ بِصَوْتٍ مُتَهكّمٍ لِماهرٍ:
أما زِلْتَ تستعينُ بأبِي صابِرٍ العجوزِ!
هأ هأ هههههه!
لاتتردَّدْ، اِسْمَعْ كلامي وَبِعْهُ بِأبْخَسِ الأسعار!
وَاشْتَرِ بِثَمَنِهِ جرّارًا قويّاً مثل جراري ، ولا تَخْجَلْ يا صديقي بِفِكْرَتي، فأنَّ أبا صابر سَيُحالُ إلى التَّقاعُدِ!!!
غَضِبَ ماهرٌ وَقالَ لسليمٍ المغرور: أبدًا أبدا!
أنا لا أبيعُ الصّديقَ الوفيَّ، ثمَّ إنَّ أبا صابِرٍ قوِيٌّ وَنشيطٌ ، وَهوَ لايلوِّثُ الجَوَّ في الغابَةِ مثل جرّارك !

ولا يزعجُ الحيواناتِ والطّيورَ!
ولا يطلِقُ الأصواتِ المدوّيَةَ المُرْعِبَة!
قَهْقَهَ سليمٌ المغرور وَمَضى في طريقِهِ وهو ينطِق” إحِمْ إحِمْ!!
، ولم تمضِ دقيقةٌ واحدة حتَّى صاحَ بأعلى صوتِهِ:
النَّجدة النَّجدة النَّجدة!
النّجدَة يا عالَم!!
وَصَلَ ماهرٌ بسرعَةِ البرقِ راكِبًا حمارَهُ أبا صابر، فَوَجَدَ جرّار سليمٍ يغوصُ في النَّهرِ والأوحالِ ، وسليمٌ المغرورُ لا يقوى على فِعْلِ أيِّ شيءٍ لِجَرِّهِ منْ هذا المكان!!!

شَمَّرَ ماهرٌ عن ساعِدَيْهِ، وَوَقَفَ صديقُهُ أبو صابر إلى يمينِهِ، رَبَطَ ماهرٌ الحَبْلَ في الجرّار، وانطلَقَ أبو صابر يَشُدُّ بكلِّ قوَّتِهِ ليُخرجَ الجرّار من النَّهر.
وَهَلْ يقْوى أبو صابرٍ على ذلك؟
قَفزَ مِنَ الفَرحِ، وَصاحَ سليمٌ المغرور مُصفِّقًا للحِمارِ حينَ رآهُ مُنتشِلا جرّارهُ،
وقالَ: را ئع رائع!
“براڤو” ، يا أبا صابر،
“براڤو”!
مُمْتاز!
مُمْتاز!!
جميل جميل!
إنّكَ أقوى منْ جرّاري وَأفهَمُ مِنّي،
وَقَدَّمَ سليمٌ المغرور إلى ماهرٍ وإلى أبي صابر هديَّتينِ تقديريّتين!

01

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة