الديك الملون

تاريخ النشر: 22/12/14 | 9:12

توجّه الدّيك الملّون إلى مدرسة الغابة , حاملا حقيبته التي ملأها بالكتب والّدفاتر والأقلام الملوّنة ولم ينسَ أن يضعَ فيها كيسا صغيرا فيه كميّة من الشّعير ليأكل منه حين يجوع .

في الطّريق كان رذاذ المطر المتساقط يبلّل ريشه الملوّن , فرفع حقيبته ووضعها فوق رأسه ووقف تحت شجرة اليوكالبتوس , ومع أنّ الّسماء تمطر وترعد وتبرق إلا انّه سمع صوتا حزينا فعرف أن الأرّض المبتلة هي التي تبكي , فاستغرب وسألها متعجّبا :

– اتبكين يا صديقتنا الأرض والجوّ ممطر ؟!!

تأوّهت الأرض وقالت :

– من ينثر الحبوب على تربتي سأعطيه عشرات السنابل الممتلئة .

فكّر الدّيك قليلا وهو يمسك كيس الشّعير الموضوع في حقيبته , وما هي إلا لحظات حتى تناثرت حبّات الشّعير فوق الأرض النّديّة .

فعل الدّيك ذلك وواصل سيره إلى المدرسة , فالمطر يزداد تساقطا وصوت الرّعد يزداد قوّة ولكنّه قبل أن يبتعد كثيرا سمع الأرض تناديه من بعيد:

– أرجوك لا تذهب بهذه السّرعة , عليك أن تكمل ما بدأت به , احرث التّربة بمخالبك القويّة وغطّ الحبوب بالتّراب المبلّل و بعد فترة سترى نتيجة عملك المفيد؟

اقتنع الدّيك بكلام الأرض وعمل لها ما ارادت وتوجه مسرعا نحو مدرسته .

بعد ان انقضى الشّتاء وجاء الربيع تحولت الأرض التي تحيط بشجرة اليوكالبتوس إلى سنابل صفراء تتوهج بضوء الشّمس .

عرف الديك الملون أن هذه السّنابل الذّهبيّة هي تلك الحبوب التي نثرها وغطاها بالتّراب … ففرح كثيرا.

01

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة