كويكبات هائمة في الفضاء تتهدد الأرض

تاريخ النشر: 10/12/14 | 12:11

يتعاظم خطر الكويكبات الهائمة في الفضاء مع توالي عمليات رصد الأجرام الهائمة في الكون والتي يشكل بعضها خطرا داهما على الأرض، بل أن بعضها قد يتسبب في فناء الحياة على وجه البسيطة.

الباحثون يؤكدون أنه في يوم ما سيضرب أحد تلك الكويكبات الأرض، فمن خلال عمليات الرصد تبين أن بعضها بالفعل هو في طريقه نحونا، ويعد ما أعلنه مؤخرا الباحث جورج ساندرز مدير المركز الدولي لحماية الأرض من الكويكبات التي تتقاطع مداراتها مع الأرض، أن أحد تلك الكويكبات والذي يبلغ قطره 6 كيلومترات، والذي يسير بسرعة 150 ألف كيلومتر في الساعة هو في طريقه نحو الأرض الآن.

وحسب عمليات الرصد التي قام بها المركز، فإنه يتوقع أن يصطدم هذا الكويكب بالأرض في عام 2130 وسوف يؤدي إلى كارثة حقيقية تحل بالكوكب الأزرق.

وحسب ما توصل إليه الباحثون في المركز الدولي لحماية الأرض من الكويكبات الهائمة، فإن اصطدام هذا الجرم السماوي الكبير بالأرض، سوف يتسبب في إحداث إعصار مدمر يلف كوكب الأرض، وسينجم عن ارتطامه بالأرض حفرة بقطر 300 كيلومتر وبعمق يصل إلى 25 كيلومتر، أما إذا سقط هذا الجرم في أحد المحيطات، فستتشكل أمواج بحرية عاتية يبلغ ارتفاعها نحو ثلاثة كيلومترات.

ضع العلماء عدد من السيناريوهات والإجراءات للتعامل مع الكويكبات والأجرام السماوية الهائمة في السماء وحماية الأرض من خطرها، وقد اقترح فريق منهم أن يتم إرسال مركبات فضائية غير مأهولة نحو الفضاء، وان تقترب من تلك الكويكبات التي تتهدد الأرض، لتعمل على تدميرها بواسطة أشعة الليزر، أو أن تغير مسارها بعيدا عن الأرض.

ولا يحبذ العلماء تدمير تلك الكويكبات بواسطة الصورايخ النووية الموجودة في مخازن أسلحة الدول المتقدمة، حيث أن القيام بتلك العملية سيؤدي إلى تفتيت تلك الأجرام إلى عدد كبير من القطع الصغيرة، التي سوف تسقط على مساحة شاسعة من الأرض وتتسبب في إلحاق أضرار متفرقة، ولذلك فإن الحل الأمثل يكون بتغير مسار تلك الكويكبات بعيدا عن الأرض.

كذلك فإن المركز الوطني الفرنسي للدراسات الفضائية يدرسون إمكانية تسخير الكويكبات وتحويلها إلى مركبات فضائية، بحيث يتم تجهيز بعض المركبات الفضائية بنظام خاص يمكنها من الاقتراب من تلك الكويكبات والالتصاق بها لنقلها لمسافات شاسعة في الفضاء بغية اكتشاف الفضاء الخارجي.

من جهة أخرى اقترح الباحثون في معهد برلين الفضائي تصميم مظلة فضائية مكسوة بطبقة من مادة معدنية تعكس أشعة الشمس على سطح الكويكب لدى اقترابه من الأرض، وسوف تعمل هذه الأشعة على تبخير الكويكب وتحويله إلى كتلة غازية، مما سيؤدي إلى تغير مسار الكويكب.

Large Asteroid closing in on Earth

في أعقاب حادثة اصطدام مذنب شوميكر بكوكب المشتري في شهر تموز عام 1994، ركز الباحثون جهودهم لرصد المذنبات والكويكبات التي يمكن أن تهدد الحياة على كوكب الأرض.

المفارقة أن الحسابات الفلكية بينت أن الأرض قد نجت أكثر من مرة من كارثة فلكية مروعة بسبب إمكانية ارتطام جرم سماوي بها، ففي أواخر عام 1994 تقاطع مسار مذنب شارو مع مدار الأرض بفارق زمني بلغ ست ساعات فقط، وأنه في عام 2002 اقترب أحد الكويكبات من الأرض بمسافة بلغت 120 ألف كيلومتر وبسرعة بلغت 38 ألف كيلومتر في الساعة، وفي شهر كانون الثاني 2010 اقترب من الأرض كويكب بلغ قطره 300 متر على مسافة بلغت 800 ألف كيلومتر فقط، وأن هذا الجرم لم يتم رصده سوى قبيل اقترابه من الأرض بعشرة أيام فقط.

وحسب ما كشف عنه الباحثون، فإن اصطدام أحد تلك الأجرام بالأرض على غرار ما حدث في عام 1908 أمر محتمل حدوثه في فترة تتراوح بين 100 – 300 سنة، وأن احتمال ارتطام جرم سماوي يزيد قطره عن خمسة كيلومترات ممكن كل 100 مليون سنة، وأن مثل هذا الجرم قد تسبب سابقا في كارثة عالمية أدت إلى فناء الديناصورات من على سطح الأرض.

هذه المخاطر الحقيقية التي تتهدد كوكب الأرض، دفعت في عام 1996 فريق من الباحثين المهتمين بهذا الموضوع إلى تأسيس معهد في ايطاليا مهمته حصر جميع الأجرام الفضائية التي تتهدد الأرض، وقد أطلق على هذا المعهد اسم (( حارس الفضاء )) وقد تمكن من حصر أكثر من 700 كويكب يزيد قطرها على الكيلومتر واحد وتشكل خطرا على الأرض، لكن وحسب ما صرح به الباحثون في هذا المعهد، فإن المفاجآت يمكن أن تحدث في أي وقت وأن يظهر مذنب أو كويكب لم يتم رصده ليشكل خطرا على الأرض وعلى مستقبل الحياة عليها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة